أسباب التنمر

mainThumb

24-05-2021 07:14 AM

عمان – السوسنة - فريال الشحام - انتشر التنمر على اختلاف أنواعه من قِبل الكثير من الأشخاص من مبدأ المُزاح أو الأذى أو السيطرة على الآخرين وفرض الشخصية، وزاد انتشاره حتى بات ظاهرة مؤذية بشكلٍ كبير.  
 
وقال الاستشاري النفسي والتربوي الدكتور موسى المطارنة أن التنمر تصرفٌ سيء ومؤذي، يصدر من شخص أو مجموعة أشخاص على أشخاص آخرين أو شخص آخر، يرى الأول أن الثاني أضعف منه، ويعتمد وجود هذا التصرف على مسببات عديدة أهمها أن الطرفين هم ضحايا لتنشئة تربوية غير عادلة.
واوضح المطارنة أن المتنمر والمتنمر عليه هم ضحايا التنشئة التربوية؛ فالمتنمر عليه غالباً ما يكون قد نشأ في بيئة هادئة لم تكن كفيلة بأن تعلمه كيف يقوم بالدفاع عن نفسه، أو كيف يتعامل مع المشاكل مع الآخرين، أو كيفية إثبات ذاته، فتضعف شخصيته ولا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام المتنمر، وفي بعض الأحيان يستجلب الحماية من المتنمر وبالتالي يصبح تابع له، وفي تلك الحالة لا يسطيع المتنمر عليه أن يتكلم عما يحدث معه خوفاً من أن يتعرض لأذى أكبر من المتنمر.
 
أما المتنمر فقد يكون تعرض في حياته للظلم والقهر ونشأ في بيئة فيها حالة من عدم العدالة الاجتماعية وعدم وجود العدالة الأسرية، فأصبح لديه ردات فعل داخلية تجعله يفرغ ما بداخله في الآخرين، ولذلك المتنمر يعتبر ضعيف من الداخل فيقوم بالتنمر على غيره من الأشخاص محاولاً أن يفرض سيطرته عليهم، معتبراً أن ذلك يغطي على ضعفه.
 
ووصف نفسية الشخص المتنمر بأنه شخصية لا تملك توازن نفسي، فهي شخصية مؤذية تحب إيذاءالآخرين والاستمتاع بذلك.
 
 
 وعلى ذات السياق، بيّن المطارنة أنه وعلى الرغم من اختلاف أشكال التنمر من تنمرٍ جسديّ أو لفظيّ أو جنسيّ أو عرقيّ، فإن التنمر بكل أنواعه يسبب المضايقة والأذى للشخص المتنمر عليه، وفي غالب الأحيان تصبح شخصية المتنمر عليه مستسلمة للمتنمر.
 
ونوّه أن أخطرأنواع التنمر ليس بمسماه إنما أخطر الأنواع هو التنمر الذي يصيب المتنمر عليه بحالة من الإحساس بالقهر والظلم وعدم القدرة على التعبير عن الذات، والانعزال عن الآخرين، ما يسبب له حالة من الضغط النفسي، وقد تصل خطورة التنمر إلى الاعتداءات الجنسية كالتحرش.
 
وإلى ذلك ذكر المطارنة آثار التنمر قائلاً أنها تسبب للمتنمر حالة من الاكتئاب والضغط النفسي الكبير، وتسبب له حالة من الانعزال المجتمعي، كما أن آثار التنمر قد تظهر مستقبلاً على المتنمر فتسبب له حالة من الانفصام الشديد في الشخصية ما يضعه في حالة مرضية تستدعي العلاج.
 
وأشار إلى أن المتنمر عليه لا يملك تجربة تجعله قادر على مواجهة الآخرين، لذلك هو بحاجة إلى مساندة من قبل الأسرة لتقوية شخصيته والانتباه لما يظهر عليه من أعراض قد تنبأ بوجود تنمر، مثل تغير بعض عاداته، وصعوبة في النوم، واختفاء الأصدقاء، وفي بعض الأحيان الحديث عن الانتحار، حتى تتم مساعدته على تجاوز وحل تلك المشكلة.
 
وأضاف أنه من المهم أيضاً مواجهة الشخص المتنمر وكشفه؛ لأن المتنمر دائماً ما يبعد التُهم عن نفسه ويحاول تلفيقها على الآخرين حيث يجيب عرضه على المرشد التربوي أو الاستشاري النفسي حتى تتم مساعدته على التخلص من العُقد النفسية التي يملكها . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد