في الذكرى (49) لرحيل شيخنا: محمد سعيد الكردي

mainThumb

06-07-2021 02:47 PM

  وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر
 
حيث انحسر العلم في بدايات القرن الماضي في أغلب ربوع الشام، قيض الله تعالى لهذا البلد (الأردن) الهاشميين، الذين عملوا بكل جهد، وما توفر لهم من إمكانيات في تلك الحقبة، في سبيل نشر العلم والهدى والنور،  وإنشاء الصروح التعليمية في كافة ربوع وطننا الغالي، ولا ننسى في جنب هذا ما قام به ثلة من العلماء الأفذاذ، الذي شاركوا في حمل مشاعل النور والهدى، وهم بعلمهم وجهدهم كثار.
 
 ومنهم: العالم الرباني محمد سعيد الكردي فقد تلقى العلم في سوريا لأكثر من عشر سنين متواصلة، على جهابذة العلم في دمشق، ثم عاد إلى الأردن وبيده مشعل العلم والهدى، فتلقى العلم على يديه عشرات من طلبة العلم، وصبروا معه على تحصيل فنون العلم الشرعي واللغة، ولما ضاق بهم المكان خرج بهم إلى السهول المجاورة، حيث ألقى محاضراته ودروسه التعليمية في العراء الطلق من بعد الفجر إلى وقت الظهر من كل يوم، وهكذا بقي في برنامجه التعليمي حنى تخرج على يديه علماء أفذاذ، كانوا من أجل فقهاء الشافعية في الأردن، شغلوا مناصب تعليمية وإرشادية في مختلف الأماكن التي تعنى بنشر العلم، فكانوا نواة النهضة العلمية الدينية في ربوع أردننا الحبيب.
 
 وهكذا أرسى شيخنا حجر أساس الصروح التعليمية المبنية على العلم والعمل، على الذكر والمذاكرة، وما نراه من الربط والزوايا الشاذلية المنتشرة في كافة ربوع وطننا إنما هو نتاج جهد الشيخ في نشر العبادة المبنية على العلم، والذكر المقترن بالمذاكرة، وتخريج العلماء العاملين، الذين ازدانت بهم البلاد، ونفع الله بهم العباد .
 
فرحم الله كل من سعى لنشر العلم، وإزاحة الظلام عن هذه الربوع المعطاءة من ساسة وعلماء، وأخص بالذكر شيخنا الأجل... محمد سعيد الكردي، ونفع بصروحه العلمية، وجعلها في صحيفته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد