خطر القارة المتجمدة

mainThumb

13-08-2022 05:39 PM

السوسنة - حذرت دراسة جديدة، من ارتفاع منسوب مياه البحار، بسبب ذوبان الجروف الجليدية في القارة القطبية الجنوبية أسرع من المتوقع بنسبة 40 في المئة، عما كان متوقعا في السابق.

وفي ولاية كاليفورنيا، أنشأ علماء أميركيون، نموذجا مناخيا، يأخذ في الحسبان تأثير التيارات المحيطية الساحلية في قارة أنتركتيكا، وأضافوا أن هذه التيارات الضيقة تشكل مياها دافئة، تساهم في إذابة الجروف الجليدية، التي هي عبارة عن طبقة ضخمة من الجليد تعوم فوق المياه.

ويشير النموذج إلى أن معدل الذوبان أعلى بنسبة 20- 40 في المئة من التوقعات السابقة، التي خلصت إليها نماذج أخرى في الماضي.

وتؤدي الجروف الجليدية دورا مهما في عزل الجليد البري عن السقوط في مياه المحيط، ولذلك فإن ذابت هذه الجروف، يمكن في النهاية أن يرتفع مستوى سطح المياه في البحار.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، آندي تومسون: "إذا كانت الآلية التي درسناها نشطة في العالم الحقيقي، فهذا يعني أن معدل الذوبان سيزيد بنسبة 20- 40 في المئة، فوق التوقعات الخاصة بنماذج المناخ العالمي، التي لا يمكنها عدة محاكاة التيارات القوية القريبة من القارة المتجمدة الجنوبية".

التغير المناخي...


ساهمت عوامل التغير المناخي من سرعة ذوبان هذه الطبقة الهامة، مما يهدد قدرتها على كبح تدفق الغطاء الجليدي في القارة نحو المحيطات.

ومن أجل الدراسة، ركز الفريق على منطقة واحدة من القارة القطبية الجنوبية، تشهد تغيرات دراماتيكية بسبب التغير المناخي.

ونشر العلماء آليات ذاتية القيادة في هذه المنطقة، واستخدمت بيانات من أدوات مثبتة على فيلة البحر في المنطقة لقياس درجة الحرارة والملوحة في الماء والجليد.

تحتفظ أنتاركتيكا بأكثر من نصف المياه العذبة على الأرض مجمدة في طبقة جليدية واسعة يبلغ سمكها حوالي 5 كيلومترات.

ونظرا لارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات والغلاف الجوي؛ بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية، يفقد الغطاء الجليدي الموجود على القطب الجنوبي كتلته، ويصبح في النهاية غير مستقر.

وبهذا فإنه عند مستوى درجتين من الاحترار وذوبان الجليد وتدفقه المتسارع إلى المحيط، سيؤدي في النهاية إلى ارتفاع 2.5 أمتار في مستوى سطح البحر العالمي من القارة القطبية الجنوبية وحدها.

وعند 4 درجات من الاحترار العالمي، سيكون ارتفاع مستوى سطح البحر 6.5 أمتار، وعند 6 درجات تقريبا سيرتفع مستوى سطح البحر لـ12 مترا إضافية، وذلك في حال التصاعد المستمر لدرجات الاحترار العالمي خلال فترة زمنية مديدة كما هو الحال الذي نعيشه اليوم.

سباق مع الزمن...


تسارع فقدان الجليد وذوبانه بشكل كبير خلال العقود الماضية في القارة القطبية الجنوبية. ومع ذلك، لم يتطرق المؤلفون صراحة إلى مسألة النطاق الزمني في عملهم؛ بل قاموا بدلا من ذلك بتقييم مستويات الاحترار الحرجة، التي تصبح معها أجزاء من الصفيحة الجليدية في القطب الجنوبي غير مستقرة.

وهنا تكمن المساهمة الأصيلة، التي قدمها الباحثون في دراستهم حول تحديد المقياس الزمني للتداعيات المتلاحقة لظاهرة الاحترار العالمي.

وفي النهاية، فإن حرقنا للفحم والنفط هو الذي يحدد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الحالية والمستقبلية، وبالتالي يمكن أن نقرر الآن ما إذا كنا سننجح في وقف الاحترار وحماية ما تبقى من القارة القطبية الجنوبية، وبمعنى أصح حماية المدن والمواقع الثقافية عبر العالم، من كوباكابانا في ريو دي جانيرو إلى دار الأوبرا في سيدني من مصير أسود محقق في حال فشلنا في وقف هذا الاحترار. وهكذا فإن التنازل عن اتفاقية باريس وعدم الالتزام بها يعني التخلي عن مدن مثل هامبورغ وطوكيو ونيويورك.

   إقرأ ايضاً :



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد