ملخص السياسات العامة

mainThumb

28-08-2022 04:26 PM

ترتبط السياسات العامة ارتباطا وثيقا بجميع مجالات الحياة سواء أكانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو إدارية وغيرها، وهى تنطلق من مشكلات عامة تواجه المجتمع وبالتالي تتدخل الدولة لوضع السياسيات العامة لحلها. فالسياسة العامة هي قيام الحكومة بعمل وتنفيذ شيء ما أو الامتناع عنه. فقيام الحكومة بحل مشكلة معينة يعتبر سياسة عامة وكذلك عدم حلها يعتبر سياسة عامة. فهي مجموعة النشاطات والتوجيهات الناتجة عن العمليات التي تتم في الجهاز الحكومي وذلك لتحقيق المطالب المتعلقة بالنظام الاجتماعي والسياسي. وعليه فالسياسة العامة هي من يحصل على ماذا ومتى وكيف؟ وفي هذا التعريف إشارة إلى دور الدولة في إدارة جوانب الحياة المختلفة من خلال رسم السياسات العامة التي تحدد الأولويات التي يجب التركيز عليها. وبالتالي يمكن القول بان السياسات العامة هى الخطوط العريضة أو التوجهات التي تضعها الدولة لرسم ما تريده خلال الفترة القادمة بما يحقق المصلحة العامة. وهناك علاقة تبادلية وثيقة بين الادارة العامة والسياسات العامة، فمخرجات السياسة العامة هى مدخلات للادارة العامة، ومخرجات الادارة العامة هى مدخلات للسياسات العامة .
وبالتالي يتضح الترابط الوثيق بين المجتمع والمؤسسات التي تنفذ سياسات الدولة والمؤسسات المسؤولة عن رسم السياسات العامة للدولة. وتمر عملية صنع السياسات العامة بمراحل عدة، المرحلة الاولى صياغة المشكلة، والمرحلة الثانية الأجندة السياسية أو جدولة مهام السياسة العامة، والمرحلة الثالثة بلورة وصياغة السياسة العامة، والمرحلة الرابعة تبني وإقرار السياسات العامة والمرحلة الخامسة تنفيذ السياسات العامة، والمرحلة السادسة تقويم السياسات العامة. اما الفاعلون في صنع السياسات العامة هم المشرعون والمنفذون والاجهزة الإدارية والسلطة القضائية، كما يعتبر من الفاعلون في صنع السياسات ايضا الأحزاب السياسية وجماعات الضغط ووسائل الاعلام والمواطنون. مما سبق يتضح أنه لضمان النجاح في رسم السياسات العامة وتنفيذها بما يحقق مصالح المجتمع ان يتحلي الجميع بالقيم سواء الفاعلون في صنع السياسات العامة او من يرسمون السياسات العامة او المنفذين، فبدون وجود قيم لدى هؤلاء يكون من الصعب تحديد المشاكل التي تحتاج إلى سياسات عامة بشكل صحيح، وكذلك رسم السياسة بشكل صحيح، وكذلك التنفيذ لن يتم بشكل صحيح، لأنه إذا كانت البداية خاطئة فستكون النهايه كذلك خاطئة. وبالتالي من المشاكل التي تواجه صنع السياسات العامة هى القيم سواء القيم المطلوب أن تكون لدى الناس أو القيم المؤسسية التي يجب أن تتوافر في العاملين في الجهاز الحكومي لتنفيذ السياسات العامة. كما يعتبر من ضمن القيم عند وضع سياسات عامة طويلة الأجل لمعالجة مشكلات معينة، هى مراعاة أن تكون هناك سياسات عامة قصيرة الأجل للتقليل من آثار القضية أو المشكلة او الاصلاح سواء كان إصلاح اداري او اقتصادي. هذا يجب مراعاته من صانعي السياسات العامة ومنفذيها. لأن السياسات العامة طويلة الأجل تحتاج إلى سنوات حتى تظهر نتائجها في بعض الأحيان، وبالتالي من يقدم لهم الحل هم من الجمهور العادي غير المتخصص الذي لا يعرف أن هذا هو للصالح العام، ولكنه يحتاج إلى سياسات قصيرة الأجل تخفف من آثار المشكلة او القضية التي يتم معالجتها، وهذا يعزز القيم الايجابية لديه ويجعله داعما لمنفذي السياسات العامة. كما انه ومن المهم الاشارة الى ضرورة حوكمة السياسة العامة بجميع مراحلها لضمان رفع مستوى الجودة في الاجندة والسياسة التي تم اختيارها وبالتالي تطبيقها وتقييمها.
*خبير تميز وادارة اداء مؤسسي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد