جدال الضعفاء

mainThumb

15-09-2022 02:40 PM

قال الفيزيائي لصديقه البيولوجي: أود أن أُعَرّض دماغي لقوة جاذبية معينة من خلال مجال كهرومغناطيسي، وذلك خلال نومي ودخولي في مرحلة الأحلام، لأنه ومن خلال القوانين الفيزيائية النسبية وميكانيك الكم، وجود قوة الجاذبية يؤدي إلى استطالة الزمن، وهذا يؤدي إلى الوجود من العدم.
أريد من أحلامي التي تمر في ثواني، أن أُعَرِضُها إلى استطالة الزمن من خلال قوة الجاذبية، لتتحول إلى حقيقة، ووجود بعد عدم.
البيولوجي: ولكن هذا الأمر ياصديقي يحتاج إلى زمن طويل، آلاف السنين.
الفيزيائي: لدينا القوانين، ويمكن من خلالها حساب القوة اللازمة، وبالتالي تحديد الزمن المطلوب.
البيولوجي: ولو فرضنا امكانية فعل ذلك، فربما كان حلمك سيئا، حادث حريق مثلا، فعندما يتحول إلى حقيقة ستكون كارثة، هذا عبث.
الفيزيائي: وأين ذهبت أنت؟ أنت ستقوم بتحفيز بعض نقاط القشرة الدماغية لدي، ليكون حلما سعيدا، فيكون ناتج الوجود سعيدا.
البيولوجي: وماذا تريد أن يكون حلمك؟ لينقلب إلى حقيقة، ووجود بعد عدم، هذا لعب.
الفيزيائي: أريد أن أكون خالدا، قويا فريدا، أملك التحكم في هذا الكون.
البيولوجي: تريد أن تكون إلها! تتقبل فكرة الإله المولود، ولا تتقبل فكرة الإله الموجود.
الفيزيائي: نعم... لا بد أن يأتي يوما يستطيع فيها أحد البشر أن يصبح إلها.
البيولوجي: وكيف سيكون الكون تحت رحمة إله بشر؟ تتحكم فيه الأهواء والشهوات والعواطف! وماذا سيحدث لو كان أكثر من إله؟ إنها فكرة مجنونة.
إن الإله الموجود، المنزه عن النقص والعيوب، والذي أوجد الكون من العدم، ووضع القوى، وجعل المكان والزمن، فكان الكون البديع، لا عبث فيه ولا خلل، بحيث لا يمكن لأي قوى مهما كانت أن تجعله بهذا النسق الفريد العظيم، لأنها عمياء وغير عقلانية.
كيف لعاقل أن يتخيل أن لمثلها إن أوجدت خلقا من عدم، أن تجعل الميزان في عمل الخلايا والأعضاء والجسم، ليكون ذلك الدماغ كونا من المعجزات التي لا تعد، وكذلك كامل الجسد.
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا } (سورة المؤمنون 115)
{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ } (سورة الأنبياء 16)
{ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } (سورة الذاريات 20 - 21)
{ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا } (سورة الكهف 54)
{ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } (سورة النساء 28).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد