الإبادة والتهجير تخطاهما الزمن

mainThumb

15-07-2025 04:06 PM

هل كان المستكشفون الذين هاجموا القارة الاميركية وأفنوا سكانها، يخبرون شعوبهم، -إن كان للشعب وزن في ذلك الزمن- أنهم أبادوا الابرياء الغافلين واستولوا على بلادهم؟!.

الشعوب ليس لها رأي ولا تُستفتى أصلاً، في السياسة الخارجية لانظمتها، الى وقت قريب، فكيف ستعلم بالجرائم التي ارتكبها الاوروبيون في اميركا واستراليا، ومن بعدها في آسيا وأفريقيا، قبل الحرب العالمية الأولى وبعد الحرب العالمية الثانية؟!.
جرائم الغرب و أميركا لا تكاد تحصى، ولو كانت شعوبهم رأت جرائمهم، في ذلك الحين، كما يرونها اليوم، لوقفوا لهم ولحاولوا منعهم، ولكنهم نفذوا ما أرادوا..!! ولم يبق من الشعوب الأصلية في أميركا واستراليا ونيوزلاندا إلا القليل، وحتى أنهم حاولوا تكرار الإبادة في أفريقيا وآسيا!!.

نَهَم وطمع الاوروبيين، جعلهم يحاولون تكرار جرائمهم السابقة، على شعوب العالم الاسلامي الذي قاتلهم قرون طويلة وانتصر عليهم، عادوا لاستخدام الاساليب التي استخدموها سابقاً، وغرهم في ذلك سهولة إبادة السكان الاصليين وراء "بحر الظلمات" دون أن يراهم أحد أو ينقل أخبارهم أحد، وحتى لو وصلت الأخبار، مجردة بلا صورة حية، لا تحرك مشاعر الناس إلا بمقدار 20% ثم تتلاشى في بضعة أيام، ثم هذه النسبة تنتقل الى انعدام الشعور إذا رأى شعب القراصنة الخيرات والذهب الذي جاؤوا به، من بلاد السمن والعسل كما روجوا لشعوبهم، مع أنها كانت لشعوب اميركا الأصليين، بلاد الموت والاجرام.

لذلك القراصنة الجدد الذين يغزون بلادنا بعقلية القراصنة الاوائل، أمامهم عقبتان: عقبة قديمة رأوها في الحروب الصليبية، وهي عقيدة القتال، ثم "الزمن"، حيث تطورت وسائل المواصلات والاتصالات، وصارت وسائل الاتصال الحديثة تكشف للجمهور أدق دقائق ما يفعله المجرمون..

أما لماذا هذا الحديث، لأن القراصنة الجدد كانت حملاتهم الاستعمارية على أفريقيا وآسيا، مدفوعة بهاجسهم أنهم يستطيعون إبادة الشعوب القريبة منهم وتفريغ بلادهم واستعمارها كما فعلوا في استراليا وغيرها، ولم يحم شعوب منطقتنا، إلا (الصراع الدولي)، ولو انفرد الفرنسيون في الجزائر لأبادوهم واصبحت بلادهم فرنسية، وكذلك ليبيا، والكلام ينسحب على مستعمرات بريطانيا، والصراع الدولي الآن في أوجه، ما يعرقل خطط اميركا في تنفيذ التطهير العرقي، في ظل صمود المقاومة ومناصرة شعوب الغرب لها..

التواطؤ من الحكومات الغربية عن الابادة في غزة، يعني أنها متواطئة، وكل من يتصل بهذه الحكومات من كوادرها أو من عبيدها حول العالم، متواطئ، ويريد تكريس الإبادة على رؤوس الاشهاد، وفي هذا الزمن، ليتمكنوا من تخويف شعوب العالم، والدول المعتدلة، وأعداءهم الدوليين، لتستمر هيمنتهم على العالم، لكن الشعوب تسمع وترى وتتفاعل وتصرخ وتأبى السكوت، وستظل تناضل حتى تدحر قوى الشر الغربية التي تزلزلت قواعدها على المستوى الدولي والشعبي، وهي في طريقها الى الانهيار التام..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد