كرة وليست كره

mainThumb

26-10-2022 08:04 AM

الكرة مستديرة فهي حيادية، لا تصنع زوايا تطعن في جسد المجتمع، وهي تجمعنا كما هي كرة الأرض تجمعنا.
والكرة في الرياضة، كالقلب في الجسد، فهي نبضت في اليد فكانت كرة يد، ومن اليد قفزت إلى السلة فكانت كرة سلة، وطارت بلمسة من تلك اليد فصارت كرة طائرة، وتراقصت على طاولة لتكون كرة طاولة، وحلقت عالعصفور فصارت كرة ريشة، ثم وهذا الأهم تمايلت بين الأقدام فغدت كرة قدم.
صديقة هي تلك الكرة، صديقة للإنسان ، ليده ولقدمه ولجسده ولقلبه ولروحه. وكرياضة اصبحت الكرة وسيلة تعارف، فمن خلالها تتلاقى الأندية والدول لتتنافس و تتعارف، والتعارف يصنع الود، والتنافس يحفز المهارة.
والكرة من خصائصها التدحرج، أي أنها إن كانت بيدك اليوم فهي متدحرجة إلى غيرك في الغد، وكانها تعلمنا درسا في الحياة تقول فيه: لو دمت مع من سبقك، لما صرت في يدك.
والكرة جميلة ومطيعة، جميلة في استدارتها، مطيعة لحاملها، لا لوم عليها إن ضيع حاملها أمانتها.
والمستديرة تلك يتنفس في داخلها هواء نقي، فهي كالقلب السليم وكصفحة بيضاء، ليس فيها كبر ولا خيلاء، أنما حاملها هو من قد يبث فيها سما، أو وقد يبث فيها وفاء.
والكرة تبقى كحمامة بيضاء ترمز للسلام، وإن ذبحناه نحن بغصن زيتون، إلا أن التاء المربوطة في آخرها، ترفض أن نصنع منها هاء، كي تبقى كرة مبهجة باستدارتها، وليست كرها وبلاء.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد