اختطاف القرار المؤسسي
كان أبو علي يقف أمام بيته المكوّن من غرفتين، وهو بكامل أناقته معتمراً اللباس العربي التقليدي، ويصدر تعليماته لأم علي: لا تنسي اللبن المخيض، حطي خبز الشراك بكيس ورق، الخروف جاهز، وأبو محمد وصل بالسيارة، "ودنا نصل الباشا قبل ما يروح عالدوام" بلكي مشّى الولد بالجامعة..
ردت أم علي وهي تحمل المطلوب اليه، متأكد أنه يمون..؟!!
ما إلنا غيره.. الولد معدله كويس، بس المعدل لحاله ما يكفي، الواسطة فوق كل شي، والباشا واصل، "وإذا الطباخ زبط المنسف، اللي ماخذين مكوناته الأصلية معانا، وأعجبه اعتبري ابنك مقبول.. توكلي على الله.."
دَأبَ الناس منذ أن اصطدموا بالحكومة، إذا أرادوا منها شيئاً أن يشفعوا طلبهم ب"واسطة" يقدمون لها القرابين، كشاة غداءً للمسؤول أو زق لبن، فإذا قُبلت القرابين حصل المواطن البسيط على طلبه المستحق له بلا قرابين، لكن غياب المؤسسية، وتلاعب المتنفذين بالقرار المؤسسي ألجأه إلى التماشي مع الجو السائد مضطراً، خوفاً من فقدان حقه لصالح من ليس له حق.
كان التلاعب في القرار المؤسسي في ذلك الوقت خجولاً لقلة الفاسدين، أو لأن المواطن لم يكن يتتبع أخبارهم أو لا يتصور أن ينحط الرجل المهندم صاحب العز والجاه الى هذا الدرك من الصفاقة، وكان المواطن راضياً بعيشه المستقل، لأن نمط عيشه جعله يعتمد على نفسه وليس على الدولة..
ثم مع تطور الزمن وازدياد وسائل الترفيه، وتنامي حاجات أهل الفساد، وازدياد اعتماد الناس على الدولة في تأمين متطلباتهم بشكل كبير، ازدادت أعداد الأفاقين وقناصي الفرص، وتطور الفساد بدعم من السلطة لأسباب لا مجال لذكرها، فصار التدخل في قرار مؤسسات الدولة كبيراً، ولم يقف التدخل عند طلب وظيفة لمواطن، أو تأمين مقعد في الجامعة لمواطن أو سرير في مستشفى، بل صار يعطل قراراً يمس الشعب بكامله، ويكلف الحكومة ومؤسساتها الملايين، تنفذه أجهزة الدولة بناء على مهاتفة من فاسد، حتى أصبحت بعض المؤسسات لا تستطيع أن تنفذ مشاريعها التي تخدم الشعب لأن فاسداً سطا على ميزانيتها، وحرم الشعب من حقوقه، في غياب غريب لمؤسسات الرقابة..
القضاء يتعطل إذا أحدهم أوقف حُكماً عادلاً في مجرم، أو جرّم بريئاً، والمؤسسات الأمنية تفقد دورها إذا حمت الفاسد وعاقبت من ينتقده، بمهاتفة بسيطة من معبد الفساد، ورأس المؤسسة المستهدفة من الفساد ينفذ دون أن يدافع عن قرار مؤسسته... خوفاً وطمعاً.!!
قرارات خطيرة تتخذ تؤثر على الدولة وعلى الناس ولا يؤخذ رأي الناس فيها، بل يحصل برغبة من متنفذ فاسد ينتزع القرار الذي يجعله يسيطر على مؤسسة و يأخذ أموالها، ولا تجد موقفاً شجاعاً من مسؤول، يحاول به حماية مؤسسته وقرارها المنسجم مع القانون، ولكن المسؤول الضعيف الذي وصل لموقعه بطرق ملتوية، يفَضّل أن يكون كالحمامة التي أتاها الثعلب يهددها لتلقي له فراخها كي يأكلهم، دون أن تفكر يوماً أنها محصنة في أعلى نخلة والثعلب لا يستطيع تسلقها، كذلك هو المسؤول الشجاع يتحصن بالقانون ولا يضحي بقرار مؤسسته الذي يخدم فاسداً واحداً ويحرم مجموع الشعب من خدمات مؤسساتهم، ويُلقي بالوطن والمواطن بين أنياب الفساد
جندي أردني متقاعد ينفذ عملية الكرامة ويستشهد .. تطورات جديدة
عملية على جسر الكرامة .. والحكومة تتابع
تعديل تعليمات بيع الأرقام المميزة .. تفاصيل
بحث التعاون بين جامعة العلوم والتكنولوجيا ونقابة الصحفيين
خصومات جامعية لأبناء متقاعدي الضمان .. رابط
10.3 مليون دينار حجم التداول في بورصة عمان
اختتام ورشة التأهيل والتدريب المهني الفندقي في البحر الميت
ارتفاع قيمة ملكيات المستثمرين الأجانب في بورصة عمان
ضبط اعتداءات لتعبئة صهاريج وبيع المياه بعدة مناطق
الأردن وأوزبكستان تتفقان على اتفاقية أفضليات تجارية
أمانة عمان تصدر دليلا جديدا لتصنيف الوظائف المهنية
وزير العمل يكرّم شركة زين تقديراً لدعمها قطاع التدريب المهني والتشغيل في المملكة
البرلمان العربي يثمن جهود الأردن في حل أزمة السويداء
تعديل ساعات عمل جسر الملك حسين الشهر الحالي والقادم
صورة من مدرسة حكومية تكشف واقعاً مؤلماً .. شاهد
مرحلة جديدة تدشّنها إسرائيل… عنوانها العربدة
العياصرة: التوسع الاستيطاني يعبر عن حالة التوحش في إسرائيل
اختتام جلسة حوارية بشأن قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
اليرموك تعلن الدفعة الأولى لطلبة الدراسات العليا .. رابط
الحكومة تعلن شاغر أمين عام الأشغال العامة
اختفاء مخالفات السير .. خلل تقني مؤقت يثير فرحة المواطنين
رئاسة الاتحاد الرياضي الجامعي تنتقل للشرق الأوسط
تعزيز التعاون بين هيئة الإعلام ونقابة الصحفيين
استحداث تخصص التكنولوجيا المالية بالجامعة الهاشمية
جامعة العلوم والتكنولوجيا تنظم يومًا طبيًا مجانيًا بالأزرق