التّعليم المدرسي .. الواقع والمأمول
وفي ظلّ غياب كلّ ما سبق، من بنائه الإنسانيّ، فإننا أصبحنا نشاهد-غالبا- طبيبا فاشلا، جشعا، منفعيا، لا يحترم مراجعه، ويتعامل معه كورقة نقديّة، لا ينتج معرفة، ويشرب السّجائر في عيادته، ويرمي نفايته من سيارته في الشّارع العام، لا يفكر بمنطق في أيّ قضية من القضايا، يسيء لزملائه حسدا وبغضا وكراهية، وقد يستخدم العنف الجسديّ لمن يناقشه أو يحاوره، وقل مثل ذلك في المهندس والمعلِّم والممرض والأستاذ الجامعيّ وخطيب المسجد والقاضي، وفي كلّ طبقات المجتمع و وظائفهم ومهنهم وأعمالهم –إلا ما رحم ربي-. وفي هذا السّياق، فقد أدّت المدرسة نقيضَ ما أسِّسَت من أجله، وأصبحت مصدرا للخراب والتّجهيل والفساد والتّخلف.
وهذا بلا شكّ، نراه أيضا، عند بعض المبدعين، من شعراء وروائيين ورسّامين ونحاتين وموسيقارين وممثلين ومسرحيّن وكُتّاب، إذْ الأصل فيهم وفي إبداعهم الإنسانيّة بكلِّ أبعادها، وهو ما نراه غائبا عند الكثير منهم، مع الأسف والحزن الكبير.
فالمدرسة ليست للتّحصيل العلميّ فحسب، بل هو من نافل مهامها الأساسيّة؛ إذْ إنّها المسؤولة عن إنتاج إنسان صالح، أخلاقيّا وسلوكيّا وفكريّا ونفسيّا وعاطفيّا، إنسان مدرك لقيمته كإنسان، إنسان يعرف حقَّ المعرفة بحقوقه و واجباته، إنسان مدرك لنظرته للإنسان الآخر، إنسان واع لوجوده وآخرته، إنسان يعرف مواهبه ومهاراته وإبداعه ويعرف كيف ينميِّها، إنسان يعرف أهدافه وطموحاته واتجاهاته، هذه هي مسؤوليّة المدرسة بالدرجة الأولى، ليظهر مجتمع سليم معافى من كلِّ الآفات والأمراض النفسيّة والأخلاقيّة. وهكذا، فالمدرسة، أساسا، لا بدّ لها أن تكون جابرة لكلّ ما كُسِر من خارجها، أن تكون ناصرة لكلّ مهزوم، أن تكون معالجة لكلّ مريض، أن تكون عادلة مع كلّ مظلوم، المدرسة هي مصنع الإنسان بوصفه إنسانا لا بوصفه سلعةً تُباع وتُشترى، سلعة تنخفض وترتفع بناء على العرض والطّلب كـ(بزنس).
ساعتئذ، سنرى أُمّا ناجحة وأمينة على تربية أولادها، وكذلك أَبا حنونا رحيما بأبنائه، وابنا بارّا مطيعا لوالديه، وأخا مساندا ومحبا لإخوانه وأخواته. وسنرى نجّارا صالحا ماهرا أمينا مخلصا، وقل مثل ذلك في الحداد والبنَّاء والدّهين والمواسرجي والكهربجي والسّاعاتي والسّكافي وعامل النّظافة في الأحياء والمرافق العامة والمستخدم والمزارع والميكانيكي والتّاجر والجزّار والخضري، ومواطنا وفيّا لوطنه وترابه يدفع عنه بنفسه كلَّ شر وعدوان .
أمّا أنْ يتحول التّعليم والتّعلم في أغلب الدّروس المدرسيّة، وفي ما يُعرف بالدّروس الخصوصيّة، إلى (س-ج)، من خلال اختزال المقرر الدّراسي إلى مجموعة أسئلة وأجوبة فقط، فيحفظ الطّالب السّؤال والجواب لكلّ الاحتمالات الممكنة لأسئلة المقرر، دون أنْ يتعلم الطّالب التّفكير النّاقد ولا حلّ المشكلات ولا الاستنتاج ولا التّحليل ولا التّركيب ولا التّقييم ولا الابتكار والإبداع ولا التّعلم التّعاونيّ ولا النشط ولا إنتاج المعرفة ولا المهارات وصقل المواهب ولا عادات العقل، ولا يستثمر المكتبة أو المختبر العلمي أو القاعة الرّياضية أو المسرح أو المرسم أو غرفة المصادر ولا غير ذلك، فهو أمر خطير، ونهج فاسد.
ومهما يكن، فإنّ الكثير من العاملين في المنظومة التّعليميّة يعيشون حالة من الكذب المركّب، الكذب على أنفسهم والكذب على بعضهم بعضا، فالمعلم يكذب على الطّالب، والعكس كذلك، والمدير يكذب على ولي أمر الطّالب، والعكس كذلك، والكلّ يكذب على هذا وذاك، وهذا تناقض أخلاقيّ مرعب، ولَّد عندنا تركيبة إنسانيّة مفككة أخلاقيّا، مشبعة بالماديّات والمظاهر والتّفاخر الكاذب، ونظام حياة مضطرب بأكله وشربه ونومه وأفراحه وأحزانه، بلا أي اهتمام بالأبعاد المعنويّة والإنسانيّة والأخلاقيّة. ﴿وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ۚ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
الإمارات تطلق قمرا اصطناعيا جديدا من الصين
بحث تعزيز التعاون بين اليرموك والملحقية الثقافية القطرية
توضيح بشأن الحركة المرورية مع الحالة الجوية
جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تهنّئ الدكتور رياض الشياب
تحطم طائرة عسكرية سودانية ومقتل جميع أفراد طاقمها
مجلس النواب يواصل اليوم مناقشة مشروع قانون الموازنة
تحذيرات أمنية من المنخفض الجوي
انخفاض طفيف على أسعار الذهب الأربعاء
سحب مستحضرات +NAD وحقن غير مجازة من عيادتين
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل
تحذير من تشكل السيول مع تعمق المنخفض الجوي
زيادة الرواتب والتقاعد في الأردن لعام 2026 بقيمة 274 مليون دينار
الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
الغذاء والدواء تحتفظ بحقها القانوني تجاه هؤلاء
قفزة كبيرة بأسعار الذهب في الأردن
مديرية الأمن العام تطلق خدمة التدقيق الأمني للمركبات
بلدية إربد تحدد ساعات البيع بسوق الخضار المركزي .. تفاصيل
تخريج الفوج الثامن من معسكر نشامى السايبر
قفزة جديدة في أسعار الذهب اليوم الأربعاء
تربية الطفيلة تكرّم معلمَا لموقف إنساني مع أحد طلبته





