لهذه الأسباب، لم أكن و لن أكون أبدًا ”لوبيست“ لحركة النهضة في أمريكا
منذ اليوم الأوّل للانقلاب على الدستور، على القانون و على مؤسّسات الدولة القانونيّة و الدستوريّة و المنتخبة، يوم 25 جويلية 2021 الأسود، أعلنت معارضتي الشديدة و المبدئيّة لهذا الانقلاب الغاشم الغير قانوني و الغير دستوري. و منذ ذلك اليوم، شنّ نظام الانقلاب و أبواقه الإعلاميّة (خاصّة سفيان بن فرحات و رياض جراد) حملة إعلاميّة شعواء ضدّي متّهمًا إيّاي بالخيانة و العمالة و التحريض ضدّ الوطن، بل وصلت بهم الدناءة و الكذب إلى إتّهامي أنّني ”أمثّل“ حركة النهضة في أمريكا و أنّني دعوت الولايات المتّحدة إلى عدم إرسال التلاقيح إلى تونس، وهي طبعًا أكاذيب و سخافات لا يصدّقها إلاّ مجنون…
و في هذه الأسطر القصيرة و القليلة، أريد أن أوضّح للشعب التونسي و للرأي العام التونسي و العربي و الإسلامي و العالمي الحقيقة بالأدلّة و البراهين الكافية لإقناع أيّ إنسان ذو عقل و بصيرة.
لم أدع أبدًا إلى عدم إرسال التلاقيح إلى تونس، بل بالعكس تمامًا دعوت إلى تكثيف المساعدات الصحّية و إرسال عشرة ملايين جرعة تلقيح على الأقلّ لمساعدة الشعب التونسي على تجاوز الإزمة، و عندى كلّ الإثباتات على ذلك. أمّا ما تمّ نشره في بعض وسائل الإعلام فهو كلام لمحلّلة أمريكيّة سارة يركس في مؤسّسة كارنقي، و هي تراجعت عن كلامها بعد يوم أو يومين و إعتذرت للشعب التونسي، و تمّ التلاعب بما كتبته و نسبه إليّ زورًا و بهتانًا.
لم أتلقّى لا أنا شخصيّا و لا مركز دراسة الإسلام و الديمقراطيّة الذي أسّسته منذ سنة 1999أيّ تمويل من حركة النهضة خلال العشرين سنة الماضية، و تقاريرنا المالية المفصّلة منشورة لدى السلطات الأمريكيّة و التونسيّة و منشورة على مواقعنا الإلكترونيّة، و أتحدّى أيّ كان أن يثبت عكس ذلك.
لم أتحدّث أبدًا بإسم حركة النهضة في الولايات المتّحدة و لم أمثّلها في أيّ إجتماع كان سوى مفتوح أو مغلق، و القانون الأمريكي واضح جدًّا في هذه النقطة و هو يفرض على الجميع التسجيل مع وزارة العدل لأيّ شخص أو مجموعة تريد تمثيل أشخاص أو أحزاب أو دول أجنبيّة. و القانون الأمريكي صارم في هذه النقطة و أنا لست غبي لكي أخالفه، و من يخالفه يعرّض نفسه لعقوبات سجنيّة و ماليّة كبيرة جدًّا.
حتّى لو كان القانون الأمريكي يسمح بذلك (و هو طبعًا لا يسمح إلاّ بعد التسجيل مع وزارة العدل)، فأنا أرفض رفضًا باتًا و قاطعًا أن تتدخّل أمريكا أو أيّ دولة أجنبيّة في الشأن السياسي الداخلي و في الصراعات و الخلافات السياسيّة الداخليّة لتونس، أو لأيّ بلد أخر. من حقّ بل من واجب أمريكا و المنظومة الدوليّة و كلّ الدول الديمقراطيّة أن تدعم المسار الديمقراطي و أن تدعم حقوق الإنسان و الحرّيات و الديمقراطيّة في تونس و في العالم، و لكن ليس من حقّها أن تدعم حزبًا معيّنًا أو مرشّحاً معيّناً للإنتخابات أو للحكم في تونس أو في أيّ بلد آخر، فهذا طبعًا منافي للمبادئ و القيم الديمقراطيّة و أيضًا للقانون و الأعراف الدوليّة و لحقّ الشعوب وحدها في تقرير مصيرها و إختيار و إنتخاب و محاسبة من يحكمها، بدون أي تدخّل أجنبي من أيّ دولة كانت.
بعد أسبوعين فقط من الانقلاب الأسود و المشؤوم في وطني الحبيب، أعلنت خروجي و استقالتي من المكتب السياسي لحزب حركة النهضة (يوم 10 أوت) و بقائي في أمريكا للدفاع عن الديمقراطيّة و الحرّيات في تونس، و إسقاط هذا الانقلاب الغاشم و الفاسد و الظالم و المدعوم من قوى أجنبيّة (مصر و السعوديّة و الإمارات)، بعيدًا عن أيّ تجاذبات سياسيّة أو حزبيّة.
دوري و دور المركز في أمريكا كان و لا يزال و سيظلّ الدفاع عن الحرّيات و الحقوق و الديمقراطيّة و المساهمة في إنجاح الانتقال الديمقراطي في تونس و في العالم العربي المنكوب بالإنظمة المستبدّة، و دعم التقارب و الحوار و التعايش بين كلّ الأحزاب و كلّ التونسيّين، و دعوت و سأظلّ أدعو أمريكا و كلّ الدول الديمقراطيّة في العالم إلى دعم الديمقراطيّة و الوقوف إلى جانب الشعب التونسي في هذه المحنة و الإختبار الصعب الذي تمرّ به بلادنا الحبيبة و تجربتنا الديمقراطيّة الناشئة، و لكن بدون التدّخل في الشأن الداخلي و بدون دعم أي حزب أو مرشّح أو مناهضة أيّ حزب أو مرشّح. فهذا التدخّل مرفوض و ممنوع قانونيّا و أخلاقيّا.
نعم، أنا انتميت لحزب حركة النهضة (كعضو عادي) منذ سنة 2017، لأنّي وجدته الحزب الأقرب إلى مبادئي و قناعاتي الشخصيّة، و أيضًا لأنّي أقتنعت أنّ نقطة الضعف في البناء الديمقراطي في تونس هي أساسًا عدم وجود أحزاب قويّة و فاعلة و قادرة على التأطير و التوجيه و صياغة البرامج السياسيّة و الإجتماعيّة و خاصّة الإقتصاديّة و أيضًا تمتلك القدرة على تسيير شؤون البلاد و تنفيذ هذه البرامج إذا فازت في الإنتخابات. هذا كلّه غير موجود، و المجتمع المدني ليس بديلاً عن الأحزاب، لذلك قرّرت أن أنضمّ إلى حزب من الأحزاب و دعوت كلّ التونسيّين و التونسيّات الديمقراطيّين و الديمقراطيّات إلى الإنضمام إلى حزب من الأحزاب الكبيرة و القويّة لأنّ وجود أحزاب قويّة و فاعلة هو شرط أساسي لإنجاح التجربة الديمقراطيّة في أيّ بلد. و لكن هذه الحياة السياسيّة و الصراعات و التجاذبات السياسيّة و الحزبيّة تخصّ التونسيّين و التونسيّات فقط، و تخصّني أنا عندما أكون في تونس، و لا تخصّ أيّ طرف أجنبي بما في ذلك أمريكا التي يجب أن تبقى محايدة و تدعم المسار الديمقراطي و الآقتصاد التونسي و إحترام القانون و الدستور بدون أن تنحاز إلى أيّ طرف كان.
أخيرًا، و ليس آخرًا، أطلب من كلّ التونسيّين و التونسيّات المؤمنين بقيم الحرّية و الديمقراطيّة كما أطلب من كلّ مؤسّسات الدولة المنتخبة و المعيّنة (خاصّة جيشنا الوطني و أمننا الجمهوري) أن تحترم القانون و الدستور الذي توافق عليه كلّ التونسيّين و التونسيّات (و هو دستور 2014) و بالتأكيد ليس دستور 2022 الذي صاغه قيس سعيّد بمفرده في أربعة أيّام، و أطلب من الجميع و خاصّة الأحزاب المعارضة لهذا الإنقلاب التوحّد و توحيد الجهود و نبذ الصراعات و الخلافات الهامشيّة لوضع حدّ لهذا الانقلاب المدمّر و التدهور الخطير قبل أن يحصل الانهيار الكامل للدولة و للإقتصاد و للشعب الذي يعاني الويلات، و أن تكون تونس لكلّ التونسيّين بدون أستثناء و أن نحلّ خلافاتنا في إطار القانون و الدستور، كما يحصل في كلّ الدول المتقدّمة و الديمقراطيّة، و أخيراً في أمريكا نفسها حيث يفوز المرشّحون بصفر فاصل أو واحد فاصل، و يلتزم الجميع بإحترام القانون و الإنضباط لنتائج الإنتخابات، عندما تكون نزيهة وشفّافة تحت سيطرة جهات مستقلّة و محايدة. هذا هو سرّ نجاح أمريكا و الدول المتقدّمة و الديمقراطيّة، فماذا ينقصنا لنلتحق بركب الحضارة، و قد أثبتنا قدرتنا على فعل ذلك خلال العشريّة الماضية.
الديمقراطيّة التونسيّة لم تكتمل بعد و يراد إجهاضها، و لكنّها تبقى الأمل الوحيد لتحقيق الحرّية و السيادة و التنمية و الكرامة المواطنيّة و الوطنيّة.
نعم، نحن قادرون، و تونس أفضل من هذا بكثير إذا توحّدت جهود أبناءها و بناتها المخلصين و الوطنيّين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
رضوان المصمودي
تونسي أمريكي مقيم حاليًّا في واشنطن
و مناضل حقوقي و ديمقراطي طوال حياتي
و إلى أن ألقى ربّي و خالقي.
ليلى عبد اللطيف تكشف توقعات مرعبة لعام 2026
لماذا تآمروا على دول الربيع العربي
اللغة العربية وجماليات الإبداع
اعلان فقدان وظيفة صادر عن وزارة الصحة .. أسماء
حبّ اللغة العربية يبدأ بتحريرها من الظلمة
فقدان الاتصال بطائرة تقل رئيس الأركان الليبي ومصير الركاب مجهول .. فيديو
الجيش يتعامل مع جماعات تعمل على تهريب الأسلحة والمخدرات
طلب قوي على الدينار الأردني مع موسم الأعياد واقتراب نهاية العام
طقس بارد حتى الجمعة مع احتمال زخات مطر
بني سلامة مديراً لمركز دراسات التنمية المستدامة في اليرموك
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
بدء الامتحانات النهائية للفصل الأول لطلبة المدارس الحكومية
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك