قسد والاستدارة نحو دمشق من جديد
الدكتور خيام الزعبي
الاتراك من أمامهم والجيش العربي السوري من خلفهم، ما الذي ستفعله قوات سوريا الديمقراطية المهددة باطلاق عملية عسكرية برية في شمال سورية، ومواقع لمقاتلين أكراد تحت اسم "عملية المخلب- السيف"، وستشمل المنطقة الأمنية التي يريدها أردوغان مدينة عين العرب التي انتزعتها قوات سوريا الديموقراطية من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية عام 2015 بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وتهيمن على هذه القوات وحدات حماية الشعب الكردية.
اليوم في سورية بوادر حرب قريبة ستبدأها أنقرة لوقف تهديدات عابرة للحدود والمستهدف الوحيد هي قسد " القوات الكردية المدعومة أمريكيا" والتي تعتبرها تركيا ارهابية، وبالمقابل عمدت قسد الى اعادة ترتيب أولوياتها من حيث التنسيق مع دمشق كي يحضر الجيش العربي السوري الى مناطق سيطرة الاكراد فتسقط بذلك الذريعة التركية لقتال من تصفهم بالإرهابيين، وتصبح المعركة بين تركيا والجيش العربي السوري.
على هذه المنحنى تخطب "قسد" ود دمشق كلما تجهزت تركيا لغزو جديد يشمل المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري، والغزل الأخير الذي أبدته تجاه القيادة السورية يأتي بدافع التوجس من النوايا التركية المعلنة بغزو منبج وتل رفعت وعين عرب لإبعاد ما تدعي تركيا أنه خطر كردي، وهذا الود جاء بعد أن تيقنت "قسد" أن واشنطن لن تدخل في أية مواجهة عسكرية مع تركيا من أجل عيونها وهذا ما دفعها إلى استعجال التنسيق مع دمشق من أجل صد ووقف العدوان التركي. وبات معظم المتابعين للشأن السوري فيه على قناعة أن "قسد" باتت جاهزة لأن تسلك طريق المصالحة مع دمشق.
بالتوازي مع التصريحات التركية المعلنة بخصوص الغزو الوشيك للأراضي السورية بدأ الجيش السوري بتعزيز قواته في محيط مدينة منبج في ريف حلب الشرقي وتل رفعت في ريف حلب الشمالي وفي القامشلي شمال الحسكة في أقصى شمال شرق سورية، وهنا يمكن التأكيد إلى أن التعزيزات السورية قد بدأت بالتدفق فعلاً إلى هذه المناطق وأن مسألة الدفاع عن الوطن "بديهية وغير قابلة للنقاش".
اللافت هنا، تتبع الولايات المتحدة نفس المبدأ في سياستها نحو سورية، من خلال السيطرة على حقول النفط والاستفادة من استخراج البترول التي تعتبر من العوامل الأساسية التي تبقي القوات الأمريكية في هذه المنطقة، وعلى الجانب الآخر فإن المجموعات الكردية التي تسيطر على قطاع كبير من هذه المناطق السورية تلعب دور "حراس" الموارد النفطية تعتمد عبثا على مواصلة الدعم الأميركي.
وتزامنا مع هذه المستجدات الأخيرة، تتمسك الولايات المتحدة بالسيطرة على هذه المناطق، لضمان استمرار سرقة النفط والتحكم بالممرات البرية في شرق سورية لذلك يحاول البيت الأبيض تبرير سرقته للنفط ، بذريعة محاربة الإرهاب ، وحماية الديمقراطية الدولية ومصالح الأكراد الذين يعملون أيضاً ضد الحكومة السورية، بينما الرئيس الأمريكي أعلن في أكثر من مرة بأنه يريد النفط السوري، من الواضح أن هذا التخبط في سياساته الخارجية ليس بالأمر الجديد، كما ترى الولايات المتحدة في تواجدها شرق سورية ورقة يمكن أن تستخدمها لتأمين مصالحها في أي تسوية للأزمة السورية مستقبلا ، بعد آن فقدت كل أوراقها هناك بفضل صمود الجيش العربي السوري.
ومن الواضح أن واشنطن ستبدأ عملية عودة قواتها المسلحة إلى وطنها بعد انهاء جرائمها على الأراضي السورية وستترك الشعب الكردي في مواجهة المسائل المعلقة كما تركت الشعب الأفغاني في مواجهة مسلحي طالبان. ويجب على الشعب الكردي بأكمله وقادته أن يدرك وضعهم كـ “ورقة مساومة” في أعين البيت الأبيض فيجب عليهم أن يتفهموا عدم جدوى المزيد من التعاون والمساعدة للجانب الأمريكي على أمل حل مشاكلهم، بمعنى أن الولايات المتحدة لا تهتم بمصير عملائها أبداً.
على الجانب الأخر، فإن للولايات المتحدة تقليد عريق في التخلي عن الأكراد في أحلك لحظاتهم. مثال عندما أعلنت انسحاب جزء من قواتها وسمحت لتركيا بشن عملية “نبع السلام” العسكرية ضد المجموعات الكردية في شمال سورية عام 2019، والنتيجة هي سقوط عدد كبير من الضحايا وفقدان سيطرة الأكراد على قطاع من أراضيهم وكذلك ظهور وإنتشار المجموعات الإرهابية والمتطرفة في هذه المنطقة.
ومن الواضح أن القوات الأمريكية التي غادرت أفغانستان اليوم ستضطر عاجلا أو آجلا إلى مغادرة الأراضي السورية مستقبلا وسيترك الأكراد في مواجهة المشاكل العديدة التي لم يتم حلها فحسب بل على العكس أيضا تفاقمت بسبب السياسة الإجرامية للبيت الأبيض الذي يمنع مشاركة الشعب الكردي في عملية تسوية الأزمة السورية.
عليه... نتمنى من أمريكا وعملائها أن ترفع يدها عن سورية وأن تتوقف عن التدخل في شؤونها الداخلية، وأن يجرى اتفاق على إنهاء ظاهرة الميليشيات والقوى المتطرفة المتفاقمة، ولا بد من وقف كل أشكال الدعم الغربي لهذه المجموعات في سورية ووقف ضخ الإرهابيين بالمال والسلاح ، ومن هنا كانت الرسالة التي نقلها الشعب السوري لكل من يهمه الأمر، واضحة لا لبس فيها، قالت الرسالة: " نحن نحب هذا البلد، ومهما كانت المتاعب والصعوبات، التي نعانيها فيه، فلن نسمح بتخريبه، أو تدميره أبداً".
مجملاً... إن العدوان الذي تقوده أمريكا وعملاؤها لهو أقوى دليل على الحقد الذي يملأ صدور تلك العصابة المتطرفة التي تقتل السوريين وتسرق نفطهم وتحتل أراضيهم وتدعم انقسامها، وبوقاحة لا مثيل لها تتحدث عن دعم الشعب السوري.
أخيراً...إننا اليوم ومن خلال مراجعة الحال السياسية للدول والأطراف التي راهنت على الولايات المتحدة في ظل أزمات المنطقة المُفتعلة، يمكن رؤية أمثلة كثيرة وجديدة، على من باعتهم واشنطن في بازار التوافقات، أو استغنت عنهم لأجل مصالح وأهداف خاصة، وهذا ما يلخص السياسة الأمريكية بشكل واضح وبسيط "المصالح الأمريكية أولا".
Khaym1979@yahoo.com
مصر تستضيف مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار غزة
الجامعةُ الأردنيّةُ تُحيلُ مجموعة من الطّلبةِ إلى لجنةِ القضايا الطّلابيّة
وزير البيئة والسفير الفرنسي يبحثان تعزيز التعاون
طاقة الأعيان تثمن دور البوتاس في دعم رؤية التحديث الاقتصادي
الملك ورئيس هنغاريا يؤكدان أهمية البناء على التعاون بين البلدين
اختتام مدرسة البترا الدولية في الفيزياء بجامعة اليرموك
تحويلات مرورية مؤقتة على جسر الثامن
جامعة اليرموك تُحقق تقدماً عالمياً جديداً
تعيينات في وزارة التربية والتعليم والجهاز القضائي .. أسماء
45 محاميا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل
تمديد اعتقال الدكتور حسام أبو صفية 6 أشهر إضافية
المومني: العمل التطوعي قيمة مجتمعية تُرسخ ثقافة المشاركة الإيجابية
بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع
القرعة تضع منتخب الناشئين في المجموعة الثانية ببطولة غرب آسيا
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
عائلة الدميسي تستنكر تداول فيديو الجريمة المؤسفة
رئيس مجلس أمناء الكلية الجامعية للتكنولوجيا يلتقي الهيئة التدريسية
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية .. أسماء
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
اكتشاف جيني يمهد لعلاج جذري لمرض السكري
من هو رئيس مجلس النواب المقبل .. أسماء
موعد عرض الموسم الجديد من ذا فويس على MBC
فلسطين النيابية: وقف إطلاق النار خطوة لإنهاء العدوان
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
نموذجية اليرموك تحصد ميداليات بأولمبياد الأمن السيبراني للناشئين