المنسف .. رمز الصناعة الوطنية الأردنية

المنسف ..  رمز الصناعة الوطنية الأردنية

14-12-2025 05:50 PM

لا شك أن المنسف ليس مجرد طبق يُقدَّم في المناسبات، بل هو صناعة وطنية أصيلة تحمل في تفاصيلها تاريخ الأردن وتراثه وقيمه الاجتماعية. فمن الأرض والمراعي الأردنية مروراً بالجميد واللحم البلدي، وصولاً إلى المائدة التي تجمع العائلة والأصدقاء، يعكس المنسف الكرم الأردني والتكافل والانتماء الوطني، ويجسّد الهوية الأردنية بكل وضوح.

جدير بالذكر أن المنسف ليس مجرد طعام، بل جزء من العادات والتقاليد والأعراف الأردنية التي تربط بين الأجيال وتؤكد وحدة الصف والنسيج الاجتماعي. وفي هذا السياق، يمثل المنسف رمزاً للضيافة الأردنية وكرامة الوطن وحب الأردنيين لتراثهم.

غير أن الحديث عن "الصناعة الوطنية" عاد مؤخراً من زاوية مؤلمة، عقب الحوادث التي تسببت بها صوبات الشموسة المقلدة، والتي أودت بحياة عدد من أبناء الوطن. فلنترحم على أرواح الضحايا ونسأل الله أن يغمرهم بواسع رحمته، ونسأل الله أن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. كما قال الله تعالى: " من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً " [المائدة: 32]، وهو تذكير عميق بأن الأرواح ليست لعبة، وأن حماية حياة الإنسان واجب وطني وأخلاقي وديني مقدس.

ومن الواضح أن هذه المنتجات ليست وطنية أصيلة، ودخولها الأسواق دون رقابة صارمة يفضح تداعيات الغش وضعف الالتزام بالسلامة العامة.

وبالتالي، لا يُدين ما حدث الصناعة الوطنية الأردنية، بل يؤكد أن حماية أي منتج وطني تتطلب الجودة والمسؤولية والالتزام الصارم بالمعايير. ومن هذا المنطلق، تقع المسؤولية على الجهات الرقابية والمصنّعين والمستهلكين لضمان سلامة المنتجات وحماية الأرواح.

فضلاً عن ذلك، يبقى المنسف أفضل الصناعات الوطنية الأردنية، ما دامت حمايته تتم بالضمير قبل الوصفة، وبالسلامة قبل الشهرة، وبالإنسان قبل الربح. إنه رمز أصيل للصناعة الوطنية، ويجسّد التراث الأردني والقيم المجتمعية، مؤكداً أن نجاح أي صناعة وطنية لا يُقاس فقط بالربح، بل بالمسؤولية والانتماء والهوية الوطنية الأردنية الأصيلة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد