القضيّة

mainThumb

03-12-2022 06:57 PM

كانت سنوات الغربة تبعث على الملل فلم يكن هناك ما يبعث حتى على ما يريح النفس من وسائل اللهو سوى لعب الورق والإستماع إلى المذياع وإلى أغان تفتقر إلى الكلمات التي توحي للأنسان بخيالات أو أحلام أو ما شابه ولم ينقذني من بعض ما أنا فيه إلاّ وصول أحدهم يحمل كتبا كنت أحلم بقراءئها وكان ضنينا بمجموعته التي لا أدري كيف دخلت معه الحدود ولم تجري مصادرتها .. من بين الكتب هذه ( القضية ) لفرانس كافكا رائد السوداوية في الأدب والذي ولد في عام 1883م. في مدينة براغ وتوفي في عام 1924م. عن عمر يناهز الأربعين عاما بسبب مرض السلّ في النمسا .
عرف بتمسّكه بإنسانيّته التي جعلت منه أهم الأدباء في القرن العشرين في حين كانت حياته عسيرة ولأنه كان كذلك نشأ ثائرا على أبيه وعلى أفكار أبيه ولأنه عاش في ضائقة كان يهرب إلى الأحلام فبرع في إثارة الخوف لدى قرّائه كما برع في السعي إلى الإصلاح ما استطاع ..كان قليل الترحال وفي العام 1906م. حصل على الدكتوراه في القانون وقد ساعده ذلك في رسم شخصياته وأعماله التي تتناول أفكارا عن الإغتراب والقلق وأهم أعماله التحوّل والمحاكمه والقلعة والحكم ناهيك عن رسالة إلى والده ورسالة إلى ميلينا .. ويعتبر كافكا أحد أفضل أدباء الألمان في الرواية والقصة القصيرة وكان يتصور الرواية بأنها تدور وسط إطار من الحلم وقد صوّر كلّ ما يؤمن به في روايته القضية التي تحكي قصة إنسان يعيش في بنسيون ويعمل وكيلا في بنك تفاجئه محكمة فترسل إليه من يعتقله ويتركه رغم الإعتقال طليقا ثم تدعوه المحكمة للأستجواب دون أن يعلم الذنب الذي ارتكبه وينتهي به الأمر ذات يوم على يد اثنين من المحكمة فيقتلانه مؤكدا في سرده للقصة على عمومية المشكلة التي يتعرض لها إنسان ما دون أن يدري أيّ ذنب اقترف والخلاصة أنه كان يدعو إلى الإصلاح الإجتماعي والسياسي والثقافي بأسلوب هزليّ مضمونه الجدّ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد