الفقر هذا المساء ..

mainThumb

15-01-2023 11:43 PM

أثناء تسوقي هذا المساء مررت بطفل يجلس على مقربة من مدخل سوبرماركت كبير، وكان الطفل يجلس على حافة بارزة من الاسمنت، وهو يرتجف.
نظرت إليه فبادلني النظرات، ونهض على الفور واقفًا وكأنه قرأ سؤالي في عيوني، لكني تعجلت فترجمته له بالكلمات، فقلت: لماذا تجلس هنا في هذا الليل البارد؟
فرد قائلًا وبعفوية الأطفال : أطلب المساعدة من المارة طوال النهار، فأجمع الفكة وعندما يصبح معي مبلغًا معينًا أجمده وأعطيه لأمي كي تدخره لتدفع أجرة المنزل آخر الشهر.
قالها بصدق الحاجة التي تطل خجولة في ملامح وجهه المتعب، وعبر عنها ببراءة طفولته تلك التي لم يسمح له بأن يعيشها، وإنما أجبر على سفكها على بساط الفقر المدقع.
ساعدته بما تيسر، وقلبي على هذا الحال تحسر، والدمع أنحبس في المقل وتكسر.
ثم قلت: نعم مسؤولية علاج الفقر في أقتصادنا المسلم هي مسؤولية تقع على عاتق الأغنياء وبتنظيم من الدولة كي تضمن حسن التوزيع على المحتاجين.
لكن الخلل في ذلك كان وما زال قائمًا، وليس أدل على ذلك من انتشار الفقر وتفاقمه في مجتمعاتنا.
ثم تذكرت قول الفاروق عمر:
"لو كان الفقر رجلًا لقتلته".
وقلت: هو قول حكيم يدل على صعوبة تشخيص الفقر وملاحقته فهو عدو مخادع ومتحرك ومقنع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد