اليوم العالمي للإذاعة

mainThumb

13-02-2023 07:45 PM

اليوم الثالث عشر من شباط، و هو يوم احتفال الإذاعات بيومها العالمي، ذكرني هذا اليوم بإذاعتنا "اذاعة المملكة الأردنية الهاشمية من عمان"، اسم فخم، وتاريخ عامر لهذه الإذاعة الأم.

مر شريط برامجها على خاطري فرجعت بي إلى أيام الطفولة والشباب، أذكر أني كنت اجلس بجانب والدي وهو يستمع إليها، فلقد كانت تلك الإذاعة صديقته وجليسته، وربما أنني ورثت حبها منه رحمه الله.
أذكر أنني في شبابي اقتنيت مذياعاً صغير الحجم أحمله في جيبي كي أتابع البرامج، فاستمع إلى ما يطلبه المستمعون، واجلس بمخيلتي في برنامج المضافة أحاور المتحاورين، واسمتع في كل مساء إلى أم كلثوم، وأرسل رسائل الشوق عبر الأثير إلى ربوع الأردن.
كنا غالباً لا نفوت نشرات الأخبار ولا حتى أي موجز لها، وخاصة موجز العاشرة الذي يتضمن تلاوة أسماء وفيات الأردن كل يوم. كان يخيم الصمت حينها على الحضور، فيسكت الكلام، كنت أتخيل أن أبناء الشعب الأردني كلهم يلتفون حول المذياع في تلك الساعة صامتين كي لا يفوتهم إعلان عن حالة وفاة في الوطن كله، إذ كان بثها الإذاعي في ذلك الزمان هو الوسيلة السريعة لمعرفة تلك الحالات.
أذاعة غنية وثرية ببرامجها الثقافية والدينية والأدبية والرياضية والفتية، وحتى بمسلسلاتها الإذاعية الجميلة.
ما زالت أصوات المذيعين والمذيعات من الرعيل الأول بطبقات أصواتهم الموهوبة، تنساب في أسماعنا فنحّن إليها مع جميل الذكريات.
ما زال البث المباشر يستقبل مشكلاتنا، وما زالت فترة الغروب في رمضان تجلس معنا على مائدة الشهر الفضيل، وما زال اللقاء بتلك الذكريات مفتوحاً، وما زالت إذاعاتنا الحبيبة، وأخواتها من إذاعات الوطن رفيقات لي في جولتي الصباحية اليومية، تنشر المعلومة والبهجة واللحن الشجي، فحبنا وعرفاننا لإذاعتنا التي ساهمت في تشكيل وعينا وذوقنا وثقافتنا، نحن أبناء الجيل السابق الذي تشكل وعيه قبل ظهور وسائل التواصل. والذي ما زال يحفظ المقولة الإذاعية النبيلة التي ما انسلخت من ذاكرتنا، "لطفا عزيزي المستمع، أقلب الصفحة".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد