إِنّ (لَوْ) تَفْتَحُ اعَمَالَ شَّيْاطَينِ الإنس والجن.

mainThumb

06-04-2023 12:10 AM

لقد علمونا أجدادنا وآباؤنا قولا مأثورا وهو: لو زرعنا (لو) لنبت لنا او طلع لنا (يا ريت). وهذا يعني يجب علينا أن لا نتحسر ولا نندم ولا نستمر في تذكر اي شيء فعلناه في الماضي وما كان فيه ما نرجوه من فوائد او خيرات لنا، لأن الندم لا يجدي نفعا بل يحبط الإنسان ذكرا كان ام انثى. ولهذا علينا جميعا بالأخذ بحديث رسولنا الكريم ﷺ الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وهو يعظ رجلٍ ويقول له: إغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناءكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قبلَ شُغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكَ. لأن هذه المواعظ الخمسة الذي ذكرها رسولنا الكريم ﷺ إن فاتت الإنسان لا تعود مرة ثانية. فالشباب لا يعود، ألَم يقل الشاعر ابو العتاهية: بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عيني - فلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ، فيا ليت الشباب يعود يوما - فأخبره بما فعل المشيب؟!. والصحة إذا ذهبت ومرض الإنسان وتأثرت اعضاء جسمه من المرض او الأسقام فلا تعود له الصحة كما كانت، ألم يقل رسولنا ﷺ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانُ؟!. والغنى إذا فقده الإنسان لأي سبب لا يعود لأن العمر يتقدم والظروف تتغير ... إلخ، ألم يقل الله تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير، تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (آل عمران: 26، و 27))؟!. والفراغ أي الوقت المتاح للإنسان من أغلى واثمن الموارد لإستغلاله لمصلحته، آلم يقل الرسول ﷺ: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ؟!. وهل يستطيع أن يعود الإنسان للحياة بعد الوفاة؟!، ألم يقل الله تعالى بهذا الخصوص في كتابه العزيز القرآن الكريم (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ، وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ (المنافقون: 10 و 11))؟!. فإعتبرَا وإتعظوا يا أولى الألباب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد