المغرب: قتلى الزلزال تخطّوا حاجز الألف .. والجيش يتدخّل

mainThumb

09-09-2023 04:40 PM

الرّباط- السّوسنة- مهنّد ذويب


أمر العاهل المغربيّ الملك محمد السادس، بشكلٍ مستعجل، بتدخل وحدات الجيش بمختلف اختصاصاتها؛ للمساهمة في تخفيف وطأة الزلزال القوي الذي ضرب إقليم الحوز ليل الجمعة/ السبت، وأسفر عن سقوط 1037 قتيًا ومئات الجرحى وفق أحدث حصيلة رسمية.
وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء، نقلًا عن بيانٍ للقوات المسلّحة، إنّه "بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، نشرت القوات المسلحة الملكية، بشكل مستعجل، ليلة 9 شتنبر (سبتمبر) 2023، على إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، وسائل بشرية ولوجيستية مهمة، جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والانقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني."
وأضافت أنّه على الفور اتخذت القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية التدابير الضرورية على مستوى القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية والحاميات العسكرية للمملكة، للتواصل والتنسيق مع السلطات المحلية، وتم نشر وحدات للتدخل، وطائرات، ومروحيات، وطائرات بدون طيار، ووسائل هندسية، ومراكز لوجيستية بعين المكان بهدف تقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية والساكنة المتضررة.

حصيلة مرتفعة أوليّة
هذا وارتفعت حصيلة ضحايا الهزّة الأرضية، التي سجلت ليل الجمعة/ السّبت وحدِّدَ مركزها بجماعة إيغيل بإقليم الحَوز، نواحي مدينة مراكش، إلى 1037 وفاة و1204 إصابة، من بينها 721 إصابة خطيرة، وذلك حسب حصيلة محينة (محدّثة ومؤقتة) لوزارة الداخلية المغربية إلى حدود الساعة الواحدة ظهرًا من يوم السبت 9 سبتمبر (الساعة الثالثة حسب توقيت الأردن).

التّبرع بالدّم
وفي تلك الاثناء، توافدت أعداد كبيرة من المواطنين المغاربة صباح السبت على المراكز الجهويّة لتحاقن الدم (مراكز التّبرع بالدّم) بمراكش ومختلف مدن المملكة؛ وذلك استجابة لنداء يوجّه للتبرع لصالح المتضررين من الزلزال، كما استجاب ضباط وأفراد الأمن الوطنيّ لتعليمات من عبد اللطيف الحموشيّ، مدير المديريّة العامة لمراقبة التراب الوطنيّ، حيث أهاب بهم التّبرع بالدّم في مختلف المراكز.
وكانت مراكز تحاقن الدم قد أعلنت فور تسجيل الهزة الأرضية عن تعبئة كافة الموارد البشرية واللوجستيكية لاستقبال المتبرعين في أفضل الظروف لتقديم المساعدة للضحايا.

قرى متناثرة

يشار الى أنّ الغالبية العظمى من الضحايا في محافظات تقع جنوب مراكش وتضم بلدات صغيرة وقرى متناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي في معظمها قرى يصعُبُ الوصول إليها، وتبعد المستشفيات الرسميّة عنها ساعات طويلة، إضافة إلى أنّ بث الإنترنت والمكالمات بطيء جدًا، وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل، بحسب ما أوضح خبراء في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، وما ما يشير إلى احتمالية مخاطر سقوط آلاف القتلى.
استرجاع..
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، السّبت، أنّ زلزال المغرب أضرّ بـ 300 ألف شخص في مراكش والمناطق المحيطة، وأشار خبراء إلى أنّ هذا أقوى زلزالٍ يضرب المغرب منذ عام 1900، لكنّ هذا لم يمنع المغاربة من استرجاع الذكريات الأليمة لزلزال مدينة أكادير، الذي وقع في 29/2/1960  بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر، وكان أكثر الزلازل فتكًا في تاريخ المغرب، ودفن تحت أنقاضها في بعض الأماكن أكثر من 90% من سكانها، مما تسبب في سقوط حوالي 15 ألف ضحية، وحوالي 35 ألفًا من الجرحى، بالإضافة إلى خسائر مادية قدرت آنذاك بـ290 مليون دولار.

تكاتفٌ وتعازٍ من مختلف الدّول.. ولكن ماذا عن الجارة الشّرقيّة؟

تلقت المملكة المغربيّة التّعازي والتّضامن والاستعداد للمشاركة في عمليات الإغاثة والإنقاذ من عددٍ كبير من دول العالم، كالمملكة الأردنيّة الهاشمية، وفلسطين، وقطر، والإمارات، والمملكة العربية السعوديّة، والبحرين، وسلطنة عُمان، ومصر، والسّودان، وليبيا إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وروسيا، والاتّحاد الأوروبي.

لكنّ الخبر الأكثر تأثيرًا وتفاعلًا كانَ بيانَ رئاسة الجارةَ الشّرقية للمملكة المغربيّة، بإنّها قرّرت "فتح مجالها الجويّ لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لإغاثة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب عدة مناطق من المغرب"، مؤكدةً على استعدادها التامّ لتقديم المساعدات الإنسانية، ولوضع كافة الإمكانات المادية والبشرية، تضامنًا مع الشعب المغربي الشقيق".

وكانت الجزائر أعلنت إغلاق مجالها الجويّ على كل الطائرات المدنيّة والعسكريّة منذُ سبتمبر (أيلول) 2021، بعد أن كانت أعلنت في أغسطس (آب) من العام ذاتِهِ، قطع علاقاتها الدّبلوماسيّة مع المغرب.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد