أسئلة الملك عبدالله الثاني في حوارية "قمة الشرق الأوسط العالمية" .. مستقبل السلام في المنطقة

mainThumb

21-09-2023 11:10 PM


ثلاثة أسئلة محورية في بعدها السياسي والأمني، حول الشؤون السياسية ورؤية مستقبل المنطقة والإقليم.
أسئلة طرحها الملك عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، في ختام مشاركته في أسبوع القادة و مداولات الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة .
*.. أسئلة استشراف مستقبل جيوسياسية المنطقة.

*إلى أين يتجه الفلسطينيون"..؟
*إلى أين تتجه إسرائيل، متسائلا "كيف يمكننا أن نتوصل إلى تفاهم حول الأفق السياسي"؟.
*..وما ستجنيه المنطقة من، أي مسار جديد في عملية السلام مع إسرائيل في ظل الحديث عن مساعي الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لدخول المملكه العربيه السعوديه في اتفاقية سلام مع إسرائيل؟.


الملك عبدالله الثاني، يتحدث بفكر وتنوير سياسي ورؤية ملكية هاشمية سامية، ثقافة لها إرثها ومكنونها الثقافي، بمنظور الوعي الواسع الجهود الملك الأردنية والعربية والدولية والأممية، وهو منظور عن المستجدات والفرص بالمنطقة، جرى ذلك بجلسة حوارية ضمن "قمة الشرق الأوسط العالمية" ، مع رئيس مؤسسة المونيتور الإعلامية أندرو باراسيليتي، الذي عقدته مؤسستا المونيتور وسيمافور الإعلاميتان، بحضور قيادات سياسية وإعلامية دولية، وعقدت في نيويورك، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة التي تنتهي يوم ٢٦ أيلول سبتمبر الجاري.

ردود الملك الأردني، جاءت عبر الحوار، الذي جرى بحضور الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد وسمو الأمير هاشم بن عبدالله الثاني، وتركز حول آفاق المستجدات الإقليمية والدولية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وجهود الأردن في العمل نحو السلام والتكامل الإقليمي.
*مسائل ملحة حول عملية السلام في المنطقة.

لفت بيان للديوان الملكي الأردني الهاشمي، كشف ان الملك وفي معرض رده على سؤال حول إمكانية المضي قدما في عملية السلام، إلى ضرورة التركيز على مسألتين ملحتين:
* المسألة الأولى:
الانتقال إلى جيل فلسطيني جديد من القادة، "هذه إحدى القضايا التي يجب أن نفهمها، إلى أين يتجه الفلسطينيون"، وأنه من المهم بالنسبة للأردن والدول العربية والولايات المتحدة وإسرائيل أن يكونوا قادرين على الوصول إلى جيل الشباب من الفلسطينيين والتحاور معهم.

*المسألة الثانية:
.. هي؛ إلى أين تتجه إسرائيل، متسائلا "كيف يمكننا أن نتوصل إلى تفاهم حول الأفق السياسي"؟.

الملك عبدالله الثاني أعاد التأكيد على: أهمية الاستثمار في الفرص المتاحة للمشاريع الإقليمية، بحيث يتم الاستفادة من إمكانيات مختلف الأطراف تعود بالمنفعة على الجميع وتوفر الأرضية المناسبة للعمل نحو السلام.

.. وفي هذا الإطار، ركز الملك في رد على سؤال "القمة" عن :جهود الولايات المتحدة لتحقيق السلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، أشار الملك إلى أن اتفاقا كهذا قد يقود إلى أفق جديد، محذرا في الوقت ذاته من تجاوز الفلسطينيين.
كان تفسير الرؤية الملكية الهاشمية مستندات إلى تاريخ من العمل السياسي والفكر الثقافي مع الأطراف كافة، وفق ما أكده الملك :
*1.:

أن جزءا من التحدي يكمن في الحكومة الإسرائيلية والاعتقاد لدى البعض أنه يمكنك تجاوز فلسطين والتعامل مع العرب، ثم الالتفات إلى الفلسطينيين، وهذا أمر غير ممكن"،
.
*2.:
لن يكون هناك سلام حقيقي دون حل للقضية الفلسطينية.

*3.:
أن هناك متطلبات للمملكة العربية السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، ويجب أيضا الأخذ بعين الاعتبار ما سيجنيه الفلسطينيون وما ستجنيه المنطقة من هذا الأمر، مبينا "أننا جميعا معنيون بهذه القضية.
*4.:
المطلوب هو النظر إلى الصورة الأكبر وعدم التفكير بشكل تكتيكي".
*5.:
الفرص المتوفرة في المنطقة، لافتا إلى أن تحقيق الرفاه الاقتصادي في الإقليم قادر على هدم الحواجز وتقريب الشعوب من خيار السلام طالما تمكنت هذه الشعوب من "تأمين حياة كريمة لأحبائها".

*جهود الأردن في تعزيز التكامل الإقليمي.

حول جهود الأردن في تعزيز التكامل الإقليمي، تحدث جلالة الملك عن آلية التعاون الثلاثي مع مصر والعراق وفرص المشاريع الإقليمية وكيفية التعامل مع تحديات نقل المياه والطاقة، وتأسيس البنى التحتية للسكك الحديدية، ومراكز لوجستية تخدم الدول الثلاث والمنطقة بأكملها، وهي بالتالي، رؤية مهمة تسعى بين دول المنطقة لتوجيه التنمية ومعالجة آثار الأزمات الكبرى التي تجتاح السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وسبل التكامل المأمول في دول مهمة العراق ومصر والأردن، ودول أخرى في الخليج العربي والعالم.

* لا يمكننا أن نسمح بضياع جيل بأكمله ونحن في موقع المسؤولية" .
.. ومما يشار هنا، أن قبل عقد قمة الشرق الأوسط، كانت الجمعية العمومية للأمم المتحدة واسبوع القادة والإعلام الدولي والعربي، انشغل بالخطاب الملكي الهاشمي السامي،الذي شكل مواجهة تاريخية كاشفة أرادها الملك الوصي الهاشمي عبدالله الثاني، أن تكون من منصة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين المنعقدة في نيويورك.
الملك عبدالله الثاني، أصر على حضور سمو الأمير الحسين ولي العهد، وسمو الأمير هاشم بن عبدالله الثاني، بوجود وفد أردني رفيع المستوى، نظرا لأهمية وحساسية الخطاب في هذه الدورة الأمنية التي تنفتح على أوضاع أزمات عالمية واسعة الطيف متباينة منتشرة، من حروب كونية وحروب ونزاعات داخلية وكوارث طبيعية أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية،هنا قال الملك بفكر تنوير نابع من رؤية ملكية هاشمية سامية:"عندما تفوق الكوارث الوصف، فإننا نلتفت إلى الإحصائيات المروعة:
*انعدام الأمن الغذائي:

يواجه أكثر من 345 مليون شخص حول العالم خطر انعدام الأمن الغذائي أو الجوع بشكل يومي.
* 108 ملايين لاجئ :
الملك كشف ان الخطر، يكمن في ان 108 ملايين لاجئ الفئات الأكثر عرضة لهذا الخطر، 108 ملايين لاجئ من الذين نزحوا قسرا من بيوتهم وتركوا الحياة التي اعتادوا عليها.
*مأساة الأطفال:
يرنو الملك إلى أن ينتبه العالم:يشكل الأطفال أربعين بالمئة من هؤلاء اللاجئين، أكثر الفئات عرضة للخطر.
*سؤال الملك :هل هذا ما وصلنا إليه؟
بالتأكيد، عاين جلالة الملك، منصة الأمم المتحدة، ليكشف عن الواقع المؤلم إنساني سياسيا، بما يؤثر على المملكة والعالم ويحد من وضع الحلول في مجالات التنمية المستدامة والاستمرار في رعاية اللاجئين، تحديدا نتيجة اللجوء من الأزمة الداخلية السورية،.. وأسئلة الملك :هل هذا ما وصلنا إليه؟
.. و.. هل سيقف المجتمع الدولي مكتوف اليدين، ويترك أسر اللاجئين تجد نفسها مجبرة على إرسال أطفالها إلى العمل بدل الدراسة؟
بالطبع ينطلق الملك من محددات تنمية ولها علاقة بمدى استجابة المجتمع الدولي والدول المانحة والمؤسسات الأمنية والإنسانية، التي تراجعت وخذلت، الدول المانحة، خطة الاستجابة لتمكين ميزانيات دعم وحماية وتشغيل وتعليم اللاجئين السوريين في الأردن، حيث يشكل اللاجئين-في العموم والواقع المعاش- أكثر من ثلث سكان المملكة، البالغ عددهم 11 مليون نسمة.
.. والنتيجة، أن الإجابات من الجهات الدولية المعنية، باتت إجابة، قد تؤدي إلى :"دوامة من الخطر وعدم اليقين" ... بالرؤية الملكية الهاشمية السامية، نعمل مع توجيهات الملك وصرخته أمام العالم :"نحن في الأردن جادون في القيام بواجبنا تجاه المحتاجين، ونبذل كل ما في وسعنا لتأمين حياة كريمة للاجئين"،.. ولكن ما هي نهاية النفق الصعب، في ظل تخاذل العالم عن متابعة ملفات الأزمات الجيوسياسية، والأمنية والطرب والإرهاب، ما يقلق ويجعل المصير مجهولا.
*.. ليست حقيقة مجردة.
عندنا يقول النطق السامي، أمام العالم، عن واقع محرج دوليا، ليس فقط على مستوى الدولة الأردنية أو دول المنطقة والإقليم، ليثير الملك أننا نصطدم أمام حقائق اقتصادية إنسانية تنمية وسياسية، تقلق فالملك أعلنها:"لكن اليوم، تجاوزت قدرة الأردن على تقديم الخدمات الضرورية للاجئين حدودها،.. و-الأخطر- من المرجح-بحسب نص الخطاب السامي - أن يغادر المزيد من السوريين بلادهم مع استمرار الأزمة. ولن يكون لدى الأردن القدرة ولا الموارد اللازمة لاستضافة المزيد منهم رعايتهم"، وقال بوضوح ملكي، قيادي:" سنحمي بلدنا من أية تهديدات مستقبلية جراء هذه الأزمة، تمس أمننا الوطني".
*في قضية الشعب الفلسطيني..
إنذار الملك - رؤية دائمة الحضور الفكري والسياسي والأمني، فالملك الوصي الهاشمي، ينقل للعالم صورة معاناة وواقع ومستقبل الشعب الفلسطيني، وانتا في المملكة، وضمن مسارات وتوجيهات جلالته، نعي " المعاناة في منطقتنا"، هي مستمرة، إلى أن يساعد العالم في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وحل القضية المركزية في الشرق الأوسط.
.. ويجترح الملك الرؤية بفكر وثقافة وتصور رفيع الثقافة، استنادا إلى ثقافتنا الوطنية التي تؤمن بأن :لا يمكن لأي بناء للأمن والتنمية الإقليميين أن يثبت أساساته فوق الرماد المحترق لهذا الصراع.
.. والملك، يقر، بتعب وحزن على ما يحدث أمام المجتمع الدولى:لكن بعد مرور سبعة عقود ونصف، لا تزال نيران الصراع مشتعلة.
*.. والسؤال الصعب:إلى أين نحن سائرون؟
.. قد لا ينسى العالم ان الإرث الهاشمي السامي، قد حمى فلسطين المحتلة وما زال يصون بقوة وحزم الوصاية الهاشمية الشرعية على أوقاف القدس والحرم القدسي الشريف، والمسجد الأقصى، عدا عن دعم استقرار وصمود أهالي القدس الضفة وغزة، والملك يطلقها بالقوة التي عاينت هذه القضية :إن استمرت الضبابية تحيط بمستقبل الفلسطينيين، سيكون من المستحيل الاتفاق على حل سياسي لهذا الصراع، وهو صراع صعب، تتنازعه حكومات دولة الاحتلال الصهيوني، ضمن نوازع التطرف والعنصرية وقوة جيش الاحتلال.
*.. القدس.. بؤرة القلق..!
في هذا الخطاب، يحلل المجتمع الدولي ما يريد الملك الوصي الهاشمي، يناقش العالم تنوير حضاري، سياسي، ثقافي، ويعيد الملك الوصي، تنبيه العالم من صراع مقبل:ما زالت القدس بؤرة للقلق والاهتمام الدوليين. وبموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، يواصل الأردن التزامه بالمحافظة على هوية المدينة المقدسة، ولهذا حدد الملك ان " حماية القدس كمدينة للإيمان والسلام لأتباع الإسلام والمسيحية واليهودية، مسؤولية تقع على عاتقنا جميعا".
..في الافق، أردنيا و عربيا وإسلاميا نتمسك مع رؤية الملك أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة، إننا نؤمن بالعزم الملكي نحو دعوة التغيير :لا يمكننا أن نسمح بضياع جيل بأكمله ونحن في موقع المسؤولية، القادم، هو قدر التراث البشري نحو ديمومة الحضارة استشراف المستقبل، أو البقاء في دائرة مواجهة التنمية والأزمات وتراجع الدخول إلى المستقبل.
*.. فرصتنا الأخيرة

.. إشارات وتنبؤات الملك الهاشمى، تقع في صلب ما على العالم ومؤسساته الاممية والدولية ان ترى الجانب المعنى من تحذيرات تنبع من فكر عملي، سياسي، سبق للملك عبدالله الثاني أن قدمت للعالم في رؤيته السياسية الفكرية الثقافية في كتابه المهم بعنوان:[فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في وقت الخطر] (بالإنجليزية: Our Last Best Chance: The Pursuit of Peace in a Time of Peril)‏ وهو كتاب باللغة الإنجليزية مترجم للغة العربية وبثمان لغات عالمية أخرى ألفه الملك عبد الله الثاني بن الحسين، يعرض فيه رؤيته لحل الصراع العربي الإسرائيلي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد