جيش صهيوني مرعوب

mainThumb

28-10-2023 01:25 AM

إن الإحتلال الصهيوني لفلسطين، ولو جنَّد ملايين الجنود لهذا الإجتياح البري، فأرى أن الأمر صعبا ويكاد يكون مستحيلا أن تقضي على حماس، فما إن تدخل غزة حتى يستولي الرعب على الجنود، فيصبح صراع مع الرعب وصراع مع المقاوميين الذين يحبون الموت أكثر من حرص الصهاينة على الحياة، حتى إن حدت وقضت على حماس-وهذا مستحيل- فلن يهنأ الإحتلال أبدا على أن يكون دولة ذات سيادة على أراضيها، فالثائرين كُثر، وكلٌ يريد أن يثأر لنفسه ولأهله، ولفلسطين، فالصبي الصغير الذي يبكي وقد انتُشِل من تحت الأنقاض، والصبي الذي يستوليه الفزع وقد هُدِّم بيته، كلهم مشاريع لمجاهدين في المستقبل القريب، فصاحب الأرض لا ينسى ولن يسامح. وإن بكائهم ليس جُبنًا أو خوفا، إنما وكما قلت سابقا تُبكيهم إنسانيتهم .
يقول أحدهم إن حماس من بدأت الصراع.
ويقول آخر لا حاجة لنا في حرب نخوضها من أجلهم.
إن روح الغلبة التي انغرزت في العربي منذ حرب النكبة ومن قبلها النكسة تَحُول بينه وبين تحقيق مبتغاه فتراه يمضي على خطا حكامه في سكوتهم وتنديدهم وانسحابهم، فهم يخشون حربا يخسرونها في غياب صنديد يتقدم هاته الحرب.
إن المُستَعمَر دائما في حرب تحريرية ولو مضي على استعماره مئة عام، ولا أعجب إن رأيت بعض الأشخاص اليوم يبصرون ما فعلته حماس وما أعقبه من تقتيل وتجريح بعين الإدانة والتَّنصُّل، فكل صراعات التحرير التي اطلعوا عنها خَالُوها خالية من الدماء، فالحرية كما قلت وأقول دائما إنما تسقى بدماء طالبيها، فالحرب تبدو سهلة وهم يقرأون عنها في الكتب والروايات، أما والأمر يزامن أيامهم التي كُتب لهم عيشها، فأفضل ألا يتابعوا كل حدث تعلق بهاته الحرب التحريرية.
لا أعلم متى سيفهم العرب من الحكام وأصحاب القرار، أن إسرائيل لا تتبع الإتفاقيات، أين اتفاقية أوسلو فها هي مصر اليوم تُقصف وليست لوحدها، بل كل دولة في تطبيع مع اسرائيل ستقصف مستقبلا، ولكن الساسة العرب حنونين وبسهولة يصدقون كل شيء، فإسرائيل قصفت بالخطأ، ولا مشكلة سنُسامح.
وكذلك السلطة الفلسطينية رغم توقيعها لاتفاقية كامب دايفد واعترافها بإسرائيل، لم تهنأ المناطق التابعة لها، أو بالأحرى المناطق التي خُيِّل لها أنها تابعة لها.
إن هذا التهاون والتكالب لا يحمل لنا إلا العار، فاليوم مصر، وغدا دولة عربية أخرى، حتى يصبح الحكام العرب كاللعبة في أيدي الأخرين كما فعل ألفونسو بحكام الأندلس، طليطلة وباقي الحكام الدين تشاغلوا بشهواتهم عن مصالح الرعية حتى سقطت الأندلس.
كتب أحد أساتذة الغرب يقول:
ماذا إن اتَّحد العرب شيعا ومسلمين بعد أن تخلوا عن الصراعات التي زرعناها فيهم من أجل تحرير إخوانهم في فلسطين المحتلة ؟






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد