الترتِيبات الإلَهية

mainThumb

27-11-2023 01:54 PM

نسيرُ وفقَ قصةِ مُعينة و كُل مِنا لهُ قِصتُه الخاصة بِه، التي يطرحُها في عَقله كُل يوم، مع كثير مِن الأسئِلة هل النهاية ستبدو مُريحة لي أم مُرهقة تعيسة أم مُفرِحة، لا زلتُ أبحثُ عن الإجابة مِراراً في طياتِ كُل موقف يعبرُ خِلال قلبي و عَقلي و ذاكِرتي، هل سأنجو أم سأقع لا أعلم ماذا سيحدث لي، الكثير مِن الأفكار التي قد تُهلك الذاكِرة، لكِن المُريح، أن الإجابة ستظهرُ في حوار سيدورُ بينكَ و بين الله فقط، تحدث مع الله، في كُل وقت في ليلكَ و نهارِك و ظُهرك و عَصرِك و عِشائك، و في فجرِ كُل نهار جديد، تحدث ولا تسئَم، لا تقلق لا تخف ولا تتزعزع، لا تدع الشكَ يقتُل أمانكَ برب رحمتهُ أوسعُ من أمانيكَ و أحلامِك و طموحِك الذي لا يعلم عنه أحداً شيءَ، دع عنكَ عثراتُ الزمان إترُك خلفكَ مُعاناتك، و إنسى الهموم و أعلم أن كُل ما وضِع وصبَ عينيك هو مُقدر لك، و كُل هم زارك زادك لم يُنقصك، لا تستنقص من قُدرة خالِقك فا واللهِ إنه قادر على نسفِ الهموم كما تُنسف الجِبال، واللهِ أنه يعلم ما بِك من شتات و حزن و ضيق و عُسر، واللهِ إنهُ يرعاكَ عندما تُغمض و تخف من حُلم قد هربتَ مِنه لسنينَ عديدة، لا تظُن أن الله عاجزُ عن تدبير أمرِك فإنما هو يختبرُ صبرَك فإذا صبرت فخذ ما لكَ عند الله مِن أنعام كثيرة فهيَ لك و إذا لم تصبِر سيبتليكَ اللهُ في أعز ما تملُك أي كان سُمعتك، منصِبُك، أهلُك، تفوقك، أو حتى ماذا؟ نعم نفسُك حتى نفسُك إنك مُبتلى في كُل ما تملُك بالحياةِ الدُنيا، لأنها ستفنى ولن يبقى سوى وجهُ الله ذو الجلال و الإكرام، فلا تسخط على اللهِ في مُصيبة فتضيقُ الحياةُ في عيناكَ أكثر، كُن كالصخرِ يصعُب كسرهِ مهما قست بِه الظروف حوله، لا تكُن ليناً فتُعصر ولا تكُن صلباً فتُكسر، دع الأمرَ لله، إن اللهَ قدر ما أنت بِه و اللهُ كفيلُ بِه، ستُسعدُك النهاية لا مُحال لا تقلق إن الله بكُل شيء بصير و عَليم، ستفرح ستبتهج ستتشافى من الأمر الذي أعتقدتَ أنه ليس له شِفاء، ستُجبر بعد كُل ذيك الكسور التي شهدت روحُك عليها و لم يراها أحدُ سِواك، ستعلم في نهاية المَطاف أن ما حصل لكَ كان أهونَ بكثير من الذي قد حدث مع غِيرك، ستشكُر و ستحمدُ الله على المِحنة التي عبرت على قلبك و كُنت تظُن بأنها باقيه لكن مَن يبقى فقط هو وجود الله لا وجود للأحزان دام الله في عَونِنا، و ما دامَ العبدُ في طاعةِ الله، سيُحفظ من كُل مكروه، حتى لو ظن أن الله غافلُ عنه إن الله لا يغفلُ عن سرائِرنا، و علانيتَنا، و كُل أمرِنا، اللهُ مُحيط بكُل ما يُحيطُ بِنا، و يعلم عَن عالمِنا هذا ما لم نعلَم لدرجة تصِل أنه مُطلع على نوايا القلوب، لا تقنط لا تلتوي، لا تحيد، لا تيأس و ربُك الأعلا، التي يدهُ فوق كُل شيء، و بأمرِه شروق الشمسِ و مَغرِبها، ستكُن النهاية سعيدة إذا رضيتَ بِها لذلك كُن مع الله ولا تُبالي فما كُتب لك فهو مُقدر لك قبل أن تأتي للدُنيا، قال اللهُ جل وعلا : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]، إستغفروا الله ما أستطعتُم فكُل شيء بترتيب اللهِ سيأتي كُل شيء آتٍ في وقتِه المُناسب فقط.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد