أضرار كثرة شرب الماء

mainThumb
الماء

05-01-2024 12:22 AM

السوسنة

أضرار كثرة شرب الماء

تُعرَّف مشكلة كثرة شرب الماء أو فرط التَّمَيُّه (بالإنجليزية: Hyperhydration) أو التسمم بالماء (بالإنجليزية: Water intoxication)؛ على أنّها اختلال توازن السوائل في الجسم، حيث يحصل فيها على كميّاتٍ كبيرةٍ من السوائل تتجاوز ما يفقده بشكل طبيعيّ وتزيد عن حاجته، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة نادرة؛ حيث تستطيع الكلى التي لا تعاني من أيّ مشاكل صحيّة طرح السوائل بكمية تتراوح بين 20–28 لتراً يومياً؛ أي بما لا يزيد عن 800–1,000 مليلترٍ لكل ساعة، إلا أنّها يمكن أن تحدث في قليل من الأحيان، لا سيّما لدى الرياضيّين ممّن يمارسون التمارين عالية الشدة، وكذلك لدى من يعاني من مشاكل صحيّة في الكلى، وغيرهم.

وفيما يأتي ذكر أضرار كثرة شرب الماء والأعراض المرافقة له:

نقص صوديوم الدم: (بالإنجليزية: Hyponatremia) يتمثّل الضرر الأساسي في حالات التسمم بالماء بتخفيف تركيز بعض المواد الكهرلية في الدم ومن أهمّها الصوديوم، ويُطلق مصطلح نقص صوديوم الدم على الحالة التي ينخفض فيها مستوى الصوديوم في الدم إلى أقل من 135 ميلليمول/لتر، وهي حالة خطيرة جداً وقد تكون مميتة في بعض الأحيان، حيث يؤثر انخفاض الصوديوم في توازن السوائل داخل وخارج الخلايا، الأمر الذي ينتج عنه انتفاخ الخلايا بسبب دخول السوائل من الدم إلى داخل الخلايا عبر الخاصية الأسموزية (بالإنجليزيّة: Osmosis)، وهذا يؤدي إلى زيادة ضغط الأنسجة الدماغية، وتراجع في أداء الوظائف الطبيعية للدماغ، كما قد تموت بعض الخلايا الدماغية تأثّراً بالضغط الموجود في المنطقة، أو بسبب اختلال توازن المواد الكهرلية والماء، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإصابة بالدوخة ترافق 14% من المصابين بهذا النقص، وفي الحالات الشديدة قد يسبب نقص الصوديوم حدوث الغيبوبة، وبشكل عام في حال المعاناة من خطر الإصابة بهذا النقص فإنه يجب استشارة الطبيب ومراجعة الطوارئ في حال تطور الأعراض المرافقة له.

أضرار شائعة: كالغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية، والإعياء، والتململ، والتقلبات المزاجية، ومشاكل في الهضم، وخلل في التوازن الطبيعي للأحماض في الجسم.

أضرار في الجهاز العصبي المركزي: ويحدث ذلك نتيجة انتفاخ خلايا الدماغ، وتتمثّل؛ بالصداع، والارتباك، والنعاس، والخمول.

أضرار خطيرة في الحالات الشديدة: ومن أهمّها؛ ارتفاع ضغط الدم، والتشويش والارتباك، وازدواجية الرؤية، وفقدان الوعي، والنوبات، وخطر الإصابة بالسكتة، وصعوبة التنفس، وضعف العضلات والتشنج العضليّ، وعدم القدرة على تمييز المعلومات الحسيّة.

الأشخاص المعرضون لشرب كميات كبيرة من الماء

هناك بعض الأشخاص الذين قد يكونون مُعرّضين أكثر من غيرهم لشرب كميّاتٍ كبيرةٍ من الماء، ونذكر منهم ما يأتي:

الرياضيون: كما ذكر سابقاً فإنّ الرياضيين وبخاصة من يمارسون رياضة الماراثون معرضون للإصابة بهذه المشكلة؛ حيث إنهم يشربون كمية كبيرة من الماء خلال بضع ساعات مع خسارة كمية كبيرة من الصوديوم خلال عملية التعرق، كما تشيع هذه المشكلة أيضاً بين من يمارسون رياضة التحمل ويقل استهلاكهم للمواد الكهرلية لتعويض الفاقد منها خلال التمرين، وقد أشارت دراسة نشرت في مجلة The New England Journal of Medicine عام 2002 أنّ 13% من بين المشاركين في ماراثون بوسطن ظهرت لديهم أعراض الإصابة بمشكلة نقص صوديوم الدم.

الأشخاص الذين يخضعون للتدريب العسكري: فقد أشار تقرير حالة نشر في مجلة Military Medicine عام 2001 أنّ 17 جندياً تطور لديهم نقص صوديوم الدم بعد شرب كمية كبيرة من السوائل خلال التدريب، بينما تطورت لحدوث حالة وفاة جراء التسمم بالماء عند شرب كمية تزيد عن 5 لترات من السوائل خلال بضع ساعات، وبشكل عام فإنّ الحدّ من استهلاك السوائل خلال الإفراط في العرق لكمية تترواح بين 1 لتر إلى لتر ونصف لكل ساعة يُعدّ آمناً وذلك بحسب ما أشارت إليه دراسة أولية نشرت في المجلة ذاتها عام 2002.

الذين يعانون من بعض المشاكل النفسية: مثل؛ العُطاش الابتدائي (بالإنجليزية: Psychogenic polydipsia)؛ وهو يُمثل الإفراط في شرب السوائل رغم عدم الشعور بالعطش، وهو يُعدّ شائعاً لدى المصابين بالفُصام (بالإنجليزية: Schizophrenia)، والذهان (بالإنجليزية: Psychosis)، واضطراب الشخصية.

نصائح لتجنب كثرة شرب الماء

يعتمد التخفيف من فرط التميّه على سبب حدوثه ودرجة شدته، ويُنصح بشكلٍ عام بالتقليل من استهلاك السوائل بعد استشارة الطبيب، وتوزيع شرب الماء على فترات متباعدة بدلاً من التركيز على شربها في جلسة واحدة، وشرب الماء عند الحاجة لذلك، بالإضافة إلى أنّ من المهمّ التخفيف من سبب حدوث هذه المشكلة فمثلاً إن كانت مع زيادة حجم الدم بسبب الإصابة ببعض الأمراض في الكلى والقلب والكبد فإنّ من المهمّ تقليل استهلاك الصوديوم الذي يسبب حفظ الماء، وإن كانت ناتجة عن استهلاك بعض الأدوية، فإنّ من المهمّ التوقف عن الاستمرار فيها، أو تناول مدرات البول للتخلص من الفائض عن طريق البول، وتعويض النقص الحاصل في الصوديوم.

إقرأ المزيد :  






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد