جمال عبد الناصر في ذكرى ميلاده

mainThumb

22-01-2024 11:21 PM

في الخامس عشر من يناير مرت الذكرى السادسة بعد المائة لميلاد الزعيم جمال عبد الناصر في مرحلة تعتبر من أخطر وأصعب مراحل التاريخ المعاصر للأمة العربية ، ونحن نرى الثور الصهيوني الهائج والمختل بفعل الدعم الأمريكي اللا محدود وهو يقتل ويغتال البشر والشجر والحجر في فلسطين .
أما في غزه وهي فلسطين مصغرة كون أهلها من كل قرى ومدن فلسطين التاريخية ، فإنما يجري بها إبادة جماعية وتطهير عرقي ووصمة عار على كل أمة الضاد الصامتة ، والمتشدقين بحقوق الإنسان في هذا العالم الجريح وعلى رأسهم طاغوت العالم أمريكا الشيطان الأكبر .
وعندما تحرك الضمير الإنساني جاء من جنوب إفريقيا ، ومن المفارقات أن من قاد نضال وكفاح جنوب إفريقيا حتى التحرير من نظام الفصل العنصري هو المناضل الكبير الراحل نيلسون منديلا الذي كان أحد المتأثرين بنهج وكفاح الزعيم جمال عبد الناصر ، حيث قال المناضل الكبير نيلسون مانديلا في أول زيارة له للقاهرة مطلع تسعينيات القرن الماضي (( كنت هناك على حافة النهر لكي يراني وجاءت زيارتي إلى القاهرة بعد أن تأخرت عن موعدها ربع قرن ، وأنا سوف أزور الأهرامات والنيل وضريح الزعيم جمال عبد الناصر )) .
هكذا قال نيلسون مانديلا ذلك في ظل الهجوم اللا أخلاقي الظالم على كل ما يمثله جمال عبد الناصر لأن المهاجمون كانوا في أغلبهم من أكثر المزاودين باسمه ، ولم يفتحوا أفواههم القذرة إلا بعد أن تأكدوا بأن الرجل المدفون في منشية البكري قد أصبح فعلا في ذمة الله وسجل التاريخ .
وأن الزمن تغير ولم يعد قوميا ولا ناصريا ، والمشروع الصهيو أمريكي قد بدأ وحتى الانقلاب الذي قاده  أنور السادات على نهج سلفه كان باسم الزعيم جمال عبد الناصر نفسه ولم يجرؤ ذلك الساداتي التابع على مخالفة نهج سلفه إلا بعد نهاية حرب أكتوبر المغدورة ، أي أن جمال عبد الناصر كان يحكم نهجا حتى بعد ثلاثة أعوام من رحيله .
ومن المفارقات المحزنة أن حرب أكتوبر المغدورة التي هي ملك للشعب المصري والجيش المصري التي خطط لها ووضع خطة العبور لها الزعيم جمال عبد الناصر وقادة عظام على رأسهم الفريق أول محمد فوزي والفريق الشهيد عبد المنعم رياض والفريق سعد الدين الشاذلي والمشير محمد عبد الغني الجمصي وغيرهم .
ومن المحزن أن الفريق محمد فوزي كان لحظة العبور الذي وضع خطته يقبع في سجون أنور الساداتي حتى بعد نهاية تلك الحرب التي تحولت لحرب تحريك وليس تحرير كما خطط لها من قبل .
وأصبح الهجوم المنظم على جمال عبد الناصر في الإعلام المرئي والمقروء وفي السينما والمسرح لا يعرف التوقف وكان التشكيك بكل انجازات المرحلة الناصرية العملاقة التي لا ينكرها منصف عملهم اليومي ، وفي السينما أنتجت أفلام وفي المسرح مسرحيات كلها ساقطة لتشويه كل ما هو ناصري حتى سميت تلك الأفلام والمسرحيات ( بهوجة السبعينيات) وبدعم صهيو أمريكي استخباري .
قبل أيام خرج علينا رجل كل العصور مصطفى فقهي مستشار  مبارك لكي يقول لنا على أبواب ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر بأن الزعيم كان بعد نكسة حزيران يذهب لبيت أنور السادات الذي كان من أقرب المقربين له ويتناول معه مشروبات روحية تقدمها السيدة جيهان السادات .
والسؤال الذي يطرح نفسه ؟ يا فقهي لو كانت السيدة جيهان السادات على قيد الحياة هل ستجرؤ على هذا الكذب الأفاق وعلى نشر ما يستحي من نشره حتى الأعداء ؛ لأنه ببساطة ليس صحيحا ورغم اعتذارك اللا مقبول لكن كانت سقطتك أكبر من الاعتذار نفسه ، وشهادة أحد مدراء المخابرات الأمريكية على جمال عبد الناصر والمعروفة للجميع هي في الحقيقية شهادة على العصر وللتاريخ وصفعة على وجه مصطفى فقهي وأمثاله من رجال كل العصور .
يوم الجمعة قبل الماضي أحد المشايخ هنا في العقبة أخبرنا بأن العقيد الشهيد معمر ألقذافي عرض على مصر عام 1975م ، مبلغ يعادل 20 مليار دولار بمفهوم هذه الأيام كما قال حرفيا مقابل نقل جثمان الزعيم جمال عبد الناصر إلى ليبيا ليجعل في ليبيا كعبة أخرى ، ومن جمال عبد الناصر محمد آخر ، واستطرد الشيخ بأن الطغاة يحبوا بعضهم وهذا الكلام لا يقبله عقل ولا منطق .
وبعد نهاية الصلاة ناقشت الشيخ وسألته عن مصدره وأخبرني للأمانة بأدب جم أنه سمع ذلك من الشيخ كشك ، عند ذلك ضحكت وأخبرته أنني أتحدى أن يكون هذا الخبر صحيحا وهو لا يختلف عن أكاذيب تجار الإسلام السياسي الذين ادعوا أن المرافق العامة فاضت على ضريحه الموجود أصلا داخل مسجد يحمل اسمه ، وهذه المعجزة المزعومة لم تحدث حتى لأبي لهب الذي وعده الله سبحانه تعالى بالنار في سورة في القرآن الكريم ، ولم تحدث هذه المعجزة لأي ملحد في العالم ولكن أكاذيب وفجور تجار الإسلام السياسي على الزعيم جمال عبد الناصر فاقت الخيال .
وأصبحت مهاجمته الطريق إلى قلب واشنطن وتل الربيع المحتلة وملء الجيوب من سفارات نفطية معروفة بعينها.
نتذكر اليوم جمال عبد الناصر في ذكرى مولده ليس لأجل الوقوف على تاريخ مضى بل من أجل التأمل والفائدة لمستقبل آت ، نتذكره والعدوان الصهيوني البربري كل يوم يزداد وحشية وهمجية والأنظمة العربية صامتة ، لا أرى لا أسمع لا أتكلم إلا بإذن واشنطن .
نتذكر مواقف جمال عبد الناصر عندما تعرضت سوريا العروبة لتهديد تركي ، وكان الجيش المصري حاضرا في غضون 24 ساعة وذلك عام 1956م ، وحتى نكسة حزيران يونيو الأليمة : الم تكن من أسبابها ما أعلنه قادة العدو الصهيوني عن تهديد سوريا بالاجتياح وغزوها .
وقام الجيش المصري استعراضه المعروف في سينا للتذكير بأن سوريا ليست لوحدها .
أما اليوم وللأسف غزه تدمر والجميع يتفرج شكرا يا جنوب إفريقيا وشكرا لك ولشعبك ولقادتك العظام وعلى رأسهم مانديلا والزعيم لحالي.
ورحم الله أبا خالد يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد