الراعي الأكبر للكذب

mainThumb

03-02-2024 04:12 PM

قبل أيام قليلة استبقت خارجية الولايات المجرمة صدور حكم المحكمة في لاهاي وصرحت بأن : " الادعاءات بأن (إسرائيل) ترتكب إبادة جماعية في غزة لا أساس لها من الصحة "
نعم ان الادعاء بان عصابة الاحتلال ترتكب فقط جريمة الإبادة الجماعية لا أساس له من الصحة ، فعصابة الاحتلال قامت وتقوم بكل أنواع الجرائم التي عرفها البشر وتلك التي لم يعرفها وليس فقط الإبادة الجماعية ، لم يبق نوع من الاجرام لم ترتكبه وذلك تم ويتم بدعم مباشر وبمشاركة وقحة من حكومة من استبق حكم المحكمة و اصدر حكمة ، والحقيقة ان أحدا لم يفاجئ بتصريح خارجية الاجرام و الكذب فالجميع يعرف بأن الوظيفة الحقيقية لإدارة التضليل هي الكذب و الكذب ثم الكذب فهم لا يملكون سوى البراعة في المزيد منه ، وانه على خلاف كل وظائف العالم يكون شرط القبول في وظيفة فيها على أساس القدرة على الكذب وليس على أي مؤهل آخر غير أن وجود بلينكن و كيربي ثنائي التضليل الممنهج أضاف لهذه الإدارة ميزة لم تكن متاحة لزملائهم السابقين وهي الكم الهائل من الوقاحة ، لا أدري كيف لممثل "دولة عظمى " تدعي رعايتها للديموقراطية و الإنسانية وما شابه ذلك من مصطلحات عملت على تضليل العالم بها لعقود لا أدري كيف لها أن تستبق قرار محكمة دولية وتنطق بحكم هي تعلم أنه محض افتراء !
هذا هو ما سميته الكم الهائل من الوقاحة ، ولم تمر سوى أيام أيضا لتنظم "بريطانيا العظمى" كذلك وهي المؤسس الفعلي لسياسة الوقاحة و الكذب الى زميلتها في الاجرام لتؤيد ما قالت ، وليذهب الطرفان للإعلان بشكل صريح عن نيتهما للوقوف في وجه أي مشروع قرار يرتكز على قرار المحكمة الدولية الذي لم نكن ولا نزال لا نأمل منه خيرا ، ولتبدأ كل منهما بعد ذلك بالمشاركة في أوقح مسرحية شأنها شأن كل مسرحيات التضليل الذي اعتادوا على القيام بها فقد بدأ وزيرا خارجيتهما المجرمين بعرض أولى فصول تلك المسرحية لإشغال الرأي العام و لتضليل العالم مرة تلو الأخرى ، وهذه المرة يحاولان الانتقال بأنظار الناس من قضايا الاجرام بكل صنوفه في فلسطين الى ان المشكلة الحقيقية تكمن في "حل الدولتين " وانهما (يدرسان) الاعتراف بفلسطين كدولة .
هذه المسرحية التي يحاولون شغل العالم بها ولفت الأنظار تجاهها ما هي الا كذبة وقحة لا أساس لها من الصحة فقبل ان نبدأ بتفنيد ادعاءاتهما علينا أولا ان نذكر بأن فلسطين دولة قبل أن توجد كل من بريطانيا وأمريكا أصلا ، وعلينا ان نذكر العالم بأن أول من أسس فكرة الحضارة وأول تجمع بشري في التاريخ على شكل مدني حضاري كان في أريحا المحتله اليوم ، وان الفلسطينيين العرب هم من قاموا بذلك ، وان فلسطين أيضا لم تفقد شرعيتها كدولة على مر تاريخها رغم انها الدولة الأكثر تعرضا للغزوات على مر التاريخ ، وان كان هناك من يجب أن يحاكم بجريمة هدم مقومات الحضارة الفلسطينية و التآمر عليها فهي "الدولتين العظميين" اللتان تدرسان الان الاعتراف بفلسطين كدولة !!!
يروجان الى ان الحل الأمثل هو ان يعيش الفلسطينيون و (اليهود) في دولتين متجاورتين بسلام كما صرح زعيم كذابي العالم حيث قال انه "يصلي" من أجل السلام واحلال الكرامة حسب تعبيره وان يكون هناك دولتان وشعبين يعيشان جنبا الى جنب بسلام وهدوء كما يصلي أيضا حسب ادعاءه لاستعادة ما أسماهم بالرهائن الذين يذكرهم في كل ظهور مقيت له وينسي ان في سجون دولة العصابة التي يدعمها نحوا اثنا عشر الف فلسطيني يشكلون كل شرائح المجتمع الفلسطيني أطفالا ونساءا رجالا وشيوخا مرضى ومصابين ، نسي ان منهم من حطم الأرقام القياسية في مدة الاعتقال الذي سلب منه حياته كلها ، نسي ان كل هؤلاء ذنبهم الوحيد انهم رفضوا أن يكونوا لاجئين خارج وطنهم بما يتعارض مع طموحه الصهيوني الذي يتبجح بانتمائه له .
نسي هذا الخرف بأن "قيم" حضارته المزعومة التي أنهك العالم لتبنيها (الليبرالية والعلمانية) تتعارضان مع كل تصرفات إدارة ولاياته المجرمة تجاه شعب فلسطين على وجه الخصوص وتجاه شعوب العالم اجمالا بما في ذلك سياسته وتصرفاته تجاه شعبه. فمنذ أن قامت دولة الاستعمار العظمى بمنح فلسطين (لليهود) لإقامة دولة (يهودية) ومنذ تبني الولايات المجرمة لمشروع الصهيونية العالمية الى يومنا هذا و طوال ما يزيد عن ثمانون عاما عملتا جاهدتين وفي كل يوم على تبني هذا التناقض، وان تبنيهما لما سمي (مشاريع السلام) وحل (الدولتين ) ما هو الا محاولة لتعمية عيون الناس عن جرائمهما التي يندى لها جبين البشرية التي سكت عن ظلمهم ووقاحتهم ، كيف لا وهم منحوا وايدوا ودعموا واقاموا (دولة) عنصرية بما يتناقض مع قيمهم على أنقاض دولة أسهمت في بناء حضارة العالم القديم و الحديث وكيف لا وهم ناقضوا قيمهم التي يدعونها بتبنيهم قيام دولة (يهودية) وهذا تناقض اخر فقيمهم المزعومة قيم علمانية حاربت الدين في بلدانهم وايدت في كل ادبياتهم وفي كل تشريعاتهم فصله عن الدولة و عن السياسة ، كيف لا وقيمهم المزعومة تنادي بالحرية و المساواة وأين هما الحرية و المساواة فيما فعلوه بالشعب الفلسطيني ؟ وحتى الامس القريب كانت الديموقراطية نائمة عندما صوت مجلس مدينة كل من شيكاعو ومينابوليس وسان فراسيسكو واوكلاند واتلانتا وديترويد الأسبوع المنصرم الى قرار يدعوا الى وقف إطلاق النار في غزة وارسال المساعدات الاغاثية العاجلة اليها؟ أين قيم الديمقراطية المزعومة عندما صدر بيان مشترك من أكثر من ثمانمائة مسؤول امريكي وبريطاني واوروبي يحذرون به من تداعيات حكوماتهم تجاه الاجرام في غزة، ام ان ديمقراطيتهم فقدت وعيها وترقد الان في غرفة الإنعاش.
بايدن صرح امام العالم بأنه شاهد بعينية صور الأطفال المقطوعي الرأس على يد المقاومة الفلسطينية التي يسميها جماعة إرهابية، وبعد ان تمت مواجهته بحقيقة كذب ادعاءاته صرح بأنه لم يرها وانا سمع عن ذلك من رئيس عصابة الكذب والاجرام نتنياهو، واعتذر البيت الأسود عن ذلك ولم تمضي أياما قليله ليعود ويكرر نفس الكذبة ونفس الادعاء هو وخارجية تضليله وكذبه مرات ومرات. وكان شيئا لم يكن وهذه هي الوقاحة بذاتها، و في الامس صرحت احدى صحف عصابة الاحتلال بأن الروايات تلك كلها كذب وتلفيق وان المنظمة (زيكا) هي من روجت لهذا الامر وبينت ان هدفها كان متعدد الأغراض فقد جمعت التبرعات وروجت لادعاءات العصابة ولتغطي بادعاءاتها على اجرام العصابة وكل من يقف في صفها.
وارجوا ان لا ننسى ذلك فما هي الا أيام قليله قادمة لتسمع الناطقين باسم دولتي الاجرام وعصابة الاحتلال ومن حالفهم يرددون ذات المزاعم مرة أخرى وكان شيئا لم يكن كذلك،
هذه الدول التي ما فتئت تروج لفكرة "حل الدولتين" والتي ارهبت العالم كله لقبول هذه الفكرة لم تستطع او لم ترغب يوما واحدا في ان تتحول هذه الفكرة الى حقيقة، مع وجوب التنويه الى رفضي القاطع لهذه الفكرة ولكنه تفنيد لكذبها الذي كانت ولا تزال تمارسه، ولم يخفي أي من زعماء عصابة الاحتلال وقادته ومن يسميهم وزراءه عن رفضهم لهذه الفكرة لا بل على العكس فهم لم يكتفوا برفضهم ذلك وانما أبدوا وبشكل واضح وعلني رغبتهم باحتلال دول أخرى.
وفي خضم هذه المسرحية الهزلية يصرح أيضا رفضه القاطع لما سماه عنف المستوطنين في الضفة الغربية ويقصد هو ما تبقى من الضفة الغربية هذا من جهة ومن جهة أخرى لم يتطرق الى اجرام عصابة الاحتلال بحق اهل كل فلسطين سوآءا في الضفة او الداخل المحتل عام ثمانية وأربعين إضافة الى غزة، ولذر الرماد في العيون مجددا تجرأ على الإعلان عن عقوبات تطال (أربعة) مستوطنين متورطين على حد وصفة في اعتداءات على الفلسطينيين في الضفة!!!! ما هذه المهزلة التي نرى؟ ربما اثر الخرف على ذاكرته وادراكه فعلا ، فالضفة التي يتحدث عنها تقلصت بفعل قطعان المستوطنين و عصابة الاحتلال الى ان اقتربت ان تتلاشى واجرام المستوطنين و عصابتهم لم يتوقف يوما منذ ان وطئت اقادمهم النجسة على هذه الأرض الطاهرة ، و (وزراء) حكومة عصابة الاحتلال يدعون الى المزيد من الاستيطان ومزيدا من الاجرام كل يوم حتى لو أدى ذلك الى فرض عقوبات علىهم شخصيا حسب ما صرح القزم سموتريش الذي صرح أمس وبعد فرض العقوبات على أربعة مستوطنين الى تمويل بناء سبعة الالاف وحدة استيطانية جديدة ، يدلل هذا على مدى وقاحة وكذب وسفالة دول عظمى وعلى عمى من لايزال يراهن عليهم في حل القضية التي تقلصت من ان تكون قضية إسلامية الى عربية الى فلسطينية واليوم أصبحت (غزاوية) .
ولكن رب ضارة نافعه فوصول القضية الى يد المقاومة هو مفتاح الحل وان ما تكبدة المقاومة الشريفة الباسلة كل يوم لتحالف الاجرام على ارض غزة ما هو الا دليل على ذلك ، وان قدر لهذه المقاومة ان تصمد الى قادم الأيام وهي كذلك ان شاء الله ستنقلب كل الموازين وسنرى عصابة الاحتلال وحلفائها يجرون اذيال الخزي و العار التي ستلاحقهم الى الابد ، هذا "الجيش" الذي ساندة نصف العالم بصورة مباشرة وتخاذل نصف العالم الاخر في وقوفه على الحياد تجاه جرائمه ، يتكبد يوميا أقسى أنواع الهزائم وعلى كل المستويات حتى أصبح هو وداعموه متخبطين لا يعرفون اين طريق الهرب ، فبعد ان فشلوا في تحقيق أي هدف اصبحوا يروجون الى انتصارات وهميه ويعدون قتلهم للأطفال انتصارا واتهامتهم للمقاومة وصلت الى حد اتهامهم لكلاب غزة بالتآمر مع المقاومة لتضليل كلاب جيش عصابة الاحتلال عن أماكن الاسرى وقد وصل بهم التخبط ابعد من ذلك ففي الامس احتجز الجيش (الأكثر أخلاقية في العالم ) عجوز غزاوية تبلغ من العمر ما يزيد عن ثمانون عاما تعاني من معظم الامراض التي يعرفها البشر ، مسنة مصابة بالشلل وغير قادرة على النطق يأخذها جيش العصابة رهينة ويعتبرها جندي من جنود المقاومة ، انها الحقيقة التي اريد بها باطل ، نعم نساء وعجائز وأطفال غزة حتى رمالها وحيواناتها، نخيلها زيتها و زيتونها يقفون مع المقاومة يؤيدونها ويساندونها بصمودهم ومعنوياته الصلبة صلابة صخر فلسطين .هذا الفشل الذريع ما هو الا بداية الانهيار لكل قوى الظلم في العالم على رأسها الولايات المجرمة و بريطانيا الصغرى وعصابة الاحتلال وكل من ساندهم . وهذا الانحطاط الأخلاقي لدول تبجحت عبر عقود انها دول ترعى قيم الديموقراطية والإنسانية والحرية والمساواة سيكون له أثرة الفاعل في نزولها عن عرش السيادة وستنضم الى كل الغزاة الذين مروا عبر تاريخ فلسطين وخرجوا منها الى مزبلة التاريخ. وهذه التي يسومنها دولة وهي لا تعدوا على ان تكون عصابة إرهابية منظمة سيتسابق قطعان مستوطنيها اجلا او عاجلا الى الهروب الى بلدانهم التي لن تقبل بهم وستلقيهم الى اقرب حاوية نفايات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد