ماذا بعد القهر
كل ليلة استغل نوم العائلة لكي أنفرد بنفسي وأبكي، أقول لكم بصراحة انا اخجل من يراني اولادي ابكي لأنهم لن يكونوا قادرين على التمييز بين بكاء الضعف وبكاء القهر، ولن يستطيعوا ان يقيسوا درجة حرارة الدموع، فدموع القهر تخرج نتيجة غليانها في مقلة العين وليس من فرط الشعور فقط، ولست أدرى حقيقة أتغلي الدموع من تلقاء نفسها ام هي عملية تبادل حراري بينها وبين العين ام ان كلاهما تتسرب اليهما حرارة الروح المقهورة !
القهر الذي ربما لا يعرف الكثيرون في النصف الشمالي في العالم سببه ولكننا نعرفه جيدا ، تثور الدموع في مقلتي عندما اراجع شريط اليوم المؤلم وأدرك أنني عاجز عن أقوم بردة فعل ، يحاصرني الإحساس بالعجز،،، كيف لي ان اذهب لفراشي وانام ملئ الجفون وأطفال فلسطين يقهرهم البرد و الجوع ، كيف لي أن امارس يومي وانا اعلم ان أصوت وشظايا الصواريخ تفزع قلوبهم قبل ان يرتقي كثير منهم ،أشعر بالذنب اذا مارست روتين الحياة، اراهم عندما ادخل الى المخبز وأتساءل كيف لي ان اخذ الخبز لأطفالي بكل هذا اليسر وأطفال فلسطين يموتون اثناء انتظار الخبز على دوار الكويت في غزة ابحث عن أحد المخابز علني أجد طابورا أقف علية كنوع من العقاب أو نوع من التضامن لست أدري ، اذهب للصيدلية لشراء حليب لطفلتي وأتمنى ان يقول لي الصيدلاني بأنه غير متوفر لكي اجتهد في الحصول على الحليب تضامنا او رغبة في الشعور بالمساواة مع تلك الأم التي تجري بين صفا رفح ومروة دير البلح المدمرتين مجتازة الحواجز و القذائف بحثا عن ما تسد به رمق كبدها الذي تركته في خيمة الكبرياء في غزة .
اتابع مصير الطفلة هند ذات الستة سنوات والتي لم يعرف مصيرها ومصير الأبطال الذين هبوا لنجدتها تحت النار والحديد، اخرج في الليل اجوب الشوارع واحلم أن تكون قد ضلت طريق المخيم ووصلت الى هنا، ترى ماذا حل بقلبك الغض يا هند؟ وما هو شعورك وانت وحيدة بين دبابات الاجرام وتحت وابل صواريخ الإرهاب؟ ربما لا ازال في تمام العقل وربما هذا ما يؤرقني لأن المجنون الان هو من لا يملك شعورا يقوده الى الجنون في خضم كل ما يجري لأهلنا في فلسطين، انها ليست رغبة بالانتقام من النفس ولكنها رغبة بالانتقام للنفس
الشعور بالعجز تجاه نصرتهم هو الامر الذي يقودني الى البكاء، الشعور الذي يلازمني بأنهم جزء مني أتألم او يجب أن أتألم لألمهم وافزع لفزعهم، ينتابني الشعور بالعجز ويتملكني القهر عندما أشاهد من يحاول جمع أشلاء عائلته ليتمكن من دفن كامل اشلائهم في قبر واحد، فكم هو صعب أن يزور قبر نصف ابنه في حديقة المنزل ثم يذهب لزيارة ما تبقى في مقابر الاشلاء الجماعية، كم هو مؤلم ان تكون عاجزا حتى عن تهنئة أخيك باستشهاد أحد او كل أفراد عائلته، يغمرك القهر عندما توقن أنك عاجز عن كل شيء حتى عن كلمة تخفف بها مصابهم وان كنت على يقين بأن "كل فلسفة الأرض لا تغني فاقدا عما فقد" ولكن أن يصل بنا الحال الى العجز حتى عن المواساة!!! حرمنا نصرتهم بسلاحنا ومالنا وأنفسنا، ونحرم من ارسال علبة حليب او رغيف خبز! ويطلب من أحدنا أن يبقى يحتفظ بكل عقلة وسليم مشاعرة!!!
وفي خضم كل هذه المشاعر بت متأكدا من أن نشرة الاخبار تطاردني، لماذا تبث الاخبار ونمنع من التفاعل معها! لماذا خصصتم قنوات تبث الاخبار على مدار الساعة وتنقل الحدث في بث حي ومباشر؟ ان لم يكن الهدف من الخبر هو التفاعل معه فلماذا هو إذا؟ ام انكم تقصدون إيذاء مشاعرنا أكثر وأكثر؟ ان كان الامر كذلك فارجوا ان تتوقفوا عن البث وان توفروا مصاريف القنوات الإخبارية، وفي اليوم الذي سنكون قادرين فيه على التفاعل مع الحدث يمكنكم اعادة افتتاحها اما اليوم فانصح بإجازة لكل الصحفيين والإعلاميين
مقتل أمير قبيلة المجانين و16 من مرافقيه بغارة
عمالقة التكنولوجيا يرسمون مستقبل البشرية في الفضاء
المواد الغذائية التي تدخل لغزة لا تكفي لمواجهة المجاعة
طالب من الأردنيّة يظفر بذهبية برومين ماراثون عمّان الدَّوليّ
البنك الدولي يشكل فرق خبراء للتخطيط لإعمار غزة
حملة اعتقالات إسرائيلية تطال العروب وقباطية بالضفة
الفائزة بجائزة نوبل تؤكد دعمها لإسرائيل خلال اتصال بنتنياهو
ترامب: بوتين يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا
روسيا: ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي إلى مستوى قياسي
مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات مساعدات إنسانية .. فيديو
الوحدات يكتسح الجليل بسداسية نظيفة
إسرائيل تستعد لتسلّم جثث أسرى جدد الليلة
موسم زيتون 2025 الأكثر قسوة على الفلسطينيين
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
عائلة الدميسي تستنكر تداول فيديو الجريمة المؤسفة
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية .. أسماء
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
من هو رئيس مجلس النواب المقبل .. أسماء