القدس الشّريف .. الأقربُ إلى بعضِنا

mainThumb

02-04-2024 01:02 AM

أثبت الأردن، وقيادته الهاشمية الحكيمة ذات الأصل والنسب الطيب، أنه وبحب شعبه ودور قيادته هو الأقرب للقضية الفلسطينية بكل تفاصيلها؛ فالأردني هو الخال والعم والقريب والنسيب الذي نعتز به، وهو الشّقيق الذي خرج معنا إلى هذه الدنيا وسار جنبنا يدًا بيد ولحظة بالحظة، فلا يخلو التاريخ من المشاركة والمعاضدة والدعم، ارتباط الشعبينِ الشقيقين الأردني والفلسطيني بالروح والوجدان. وإن علاقة الهاشميين بفلسطين والقدس علاقة تضحية وعطاء واهتمام، ما منحهم وسامًا بالوصاية الهاشمية المباركة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، هذه الوصاية التي باركتها مآذن وكنائس وحجارة مدينة القدس. تحرصُ القيادة في المملكة الأردنية الهاشمية على تعزيز هذه العلاقة الطيبة دومًا، والتي عبّر عنها جلالة الملك عبد الله الثاني في زيارته لمدينة رام الله قبل أعوامٍ، بقوله: «إنّ الأردن سيبقى على الدّوام مع الأشقاء الفلسطينيين، ويقف إلى جانبهم أمام التحديات، داعمًا لحقوقهم، نحن والفلسطينيون الأقرب إلى بعض وفي نفس الخندق».

كما أعلنها جلالة الملك عبد الله الثاني، ومنذ اللحظة الأولى للسابع من أكتوبر، ورددها في كل اجتماعاته ولقاءاته: «نحنُ الأقرب إلى فلسطين وغزة»، وجند كل إمكانيات المملكة الاردنية الهاشمية خدمة ودفاعًا عن الأهل في غزة وفي الضفة، ودق ناقوس الخطر للتحذير مِن أهدافِ هذا العدوانِ الذي لم يسلم منه البشر ولا الشجر والحجر. وجه جلالة الملك عبد الله الثاني رسالة للعالم أجمع أن الهم الفلسطيني همنا الأول، ولا فرقَ بين غزة والضفة في أعين الأردنيين، ولن نترك الأشقاء وحدَهم، وأعلن الدعم المطلق والعمل من أجل رفع الظلم عن الأهل، ووضع البوصلة للعالم برفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني عن أرضه، فوجّه الحكومة لتوفير كلّ إمكاناتها لتقديم ما يحتاجه الأهل في الضفة وغزة، سواءً المساعداتِ الإنسانية بريًا وعبر عمليات إنزال المساعدات، التي قادها وأشرفَ عليها شخصيًا جلالة الملك، أو ما قادته الدبلوماسيّة الأردنية من حراك مميز بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في جولاته العالميّة من أجل إظهار الحق الفلسطيني، ومنع ووقف آلة القتل ضدّ الشعب الفلسطينيّ، وهو ما كان واضحًا في مواقف كبرى الدول حيث بدأت هذه الدول بتوجيه الرسائل السياسية من أجل وقف هذا الدمار، وبدأت تُسيِّرُ من خلال الأردن عمليات الإنزال لمساعدة المواطنين في غزة.

منحت القيادةُ السياسية في المملكة الأردنية الهاشمية مساحة كبيرة للتعبير والوقفات والتجمعات في المملكة يضمنها القانون والدستور؛ وقامت الاجهزة الأمنية بالتعامل بمنتهى الانضباط والمسؤولية وأعلى درجات ضبط النفس مع المشاركين في هذه الوقفات ليعبر الشعبُ الأردني بمختلف أطيافه عن موقفه تجاه ما يتعرض له الأشقاء في فلسطين، هذه المساحة تمّ استثمارها من أجل الضغط على شعوب العالم لمساندة القضية الفلسطينيّة، فكانت حملات المقاطعة من الشعب الأردني لمنتجاتِ الشركات الداعمة من أكبر الحملات وأكثرها تأثيرًا، وكانت حملات جمع التبرعات والمساعدات لها الوقع الطيب الذي شاهدناه على شاشات التلفاز من خلال الأهل في غزة، وكان صوت الشعب الأردني هو من يبعث الأمل للأشقاء في فلسطين على الدوام.

نوجه رسالة من فلسطين، ببحرها وسمائِها ومائها ومساجدِ وكنائسِ قدسِها، لأشقائنا المتظاهرين في المملكة الأردنية الهاشمية، أن يكونوا كما عهدناهم خلف جلالة الملك عبد الله الثاني، وأنْ يستمروا في دعم صمود فلسطين، وأن يكونوا الدرع الذي يطوق مجهودات جلالة الملك عبد الله الثاني ويرفعها ويسندها أمام العالم، وألا يتركوا مجالًا لأعداء القضية الفلسطينيّة، ولمن أراد بث الخلاف. ونقول لكم: قِفوا كما عهدناكم بعقولكم وأصلكم الطيّب، وكما عهدنا منكم الحكمة والاتزان اللتينِ جعلتا أكبر المؤامرات تتحطمُ تحت أقدامكم؛ لحبكم فلسطين، فلا مكان بينكم لصوت يدعو لتفرقة أو تحريض أو خلاف.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد