حرب السفن .. وقرار المحكمة الدولية الجديد

mainThumb

25-05-2024 10:11 AM

المبادئ لدى الشرفاء أقوى من المصالح إذا تعلق الأمر بتحقيق العدالة ونجدة الملهوف على أساس الأخوّة في الإنسانية.
فما بالكم والحديث هنا يدور حول روابط الأخوّة المذبوحة عربياً على أوضمة المصالح والتطبيع الإبراهيمي المهين في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والتي اشتد سعيرها منذ السابع من أكتوبر بعد أكثر من عَقْدَيْن عانت فيهما غزة من الحصار الجائر.
ولأن في الليلة الظلماء يُفْتَقَدُ البدرُ، فلا يًسًعًنا في ظلّ تخلي مغضوبيْ الوالِدِيْنَ من إخْوَةِ الدّم عن الأهل في غزة، تحت مِظلة الاتفاقيات الإبراهيمية المشينة؛ إلا التبشير بالأمل القادم مع الصوت المؤازر للمقاومة في غزة.
إنه سطوعَ نجماتِ العزة والكرامة في سماء وحدة الساحات، التي كان لها أن تعوضَ النقصَ وتلهبَ الهِمَمَ، وتنعشَ الأملَ في قلوب أهل غزة الصامدين في وجه الاحتلال الذي يمارس بحقهم عبر القتل والمجاعة حرب إبادة قذرة أَنِفَها العالمُ الحر، فيلتفون بإباء حول مقاومتهم المظفرة وكأن العالم بات معهم.
وكانت المؤازرة الميدانية المشهودة تأتيهم من محور المقاومة متمثلاً بالمقاومة الإسلامية في العراق، وجماعة حزب الله في جنوب لبنان.. وجماعة انصار الله الحوثي في اليمن، تلك الأخيرة التي أعلنت قبل يومين عن تنفيذ ما وعدت به حول البدء فيما وصفته بـ”المرحلة الرابعة من التصعيد” والتي قسمتها إلى جزأين:
الأول كان قد بدأ بالفعل بقرار استهداف أي سفينة تصل إلى "إسرائيل" عبر البحر الأحمر في ثلاث مراحل تصعيدية مسبقة بدأت عقب طوفان الأقصى مباشرة.
والثاني شرع الحوثيون بتنفيذه عقب دخول الجيش الإسرائيلي مدينة رفح. وكان الحوثيون قد توعدوا بداية شهر مايو الجاري، وفق ما قاله المتحدث العسكري باسم الجماعة العميد يحيى سريع، في بيان له، إن الحوثيين "سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى موانئ إسرائيل في أي منطقة تطالها أيدينا، بغض النظر عن جنسيتها أو وجهتها".
كما أكد أن الجماعة ستفرض عقوبات شاملة على كل سفن الشركات المرتبطة بالموانئ الإسرائيلية، في حال أقدمت قوات الاحتلال على شن عملية برية في رفح.
صحيح أن هذا التصعيد العسكري من قِبل الجماعة أجبر شركات الشحن على تغيير مسار رحلاتها إلى طرق أطول وأعلى تكلفة حول جنوب أفريقيا، كما أثار مخاوف من اتساع نطاق الصراع وزعزعة الاستقرار في كامل المنطقة؛ لكن الحوثيين كانوا لهذه السفن بالمرصاد، فنفذوا وعيدهم عقب دخول جيش الاحتلال إلى رفح.
وبالتالي فإن الضغوطات الحوثية عند باب المندب، وحصار ميناء إيلات "أم الرشراش"، ومن ثم استهداف حركة السفن الإسرائيلية في البحر المتوسط، قد يساعد في ردع الاحتلال الإسرائيلي ودفعه باتجاه إيقاف الحرب والرضوخ لمطالب المقاومة في غزة، إلى جانب بعض الجهود الدولية في ذلك الاتجاه نسبياً.
فوفق مجلة نيوزويك الأمريكية، فقد أعلنت جماعة الحوثيين اليمنية على لسان زعيمها عبد الملك الحوثي -المسؤولة عن مهاجمة ما يقرب من 120 سفينة خلال الأشهر الستة الماضية- عن أول عملية لها في البحر الأبيض المتوسط، مما قد يفتح جبهة أخرى ضد "إسرائيل" في منطقة تضم أهم مرافقها الحيوية.
ونوه الحوثي إلى أن إحدى عملياتهم العسكرية نفذت خلال هذا الأسبوع باتجاه البحر الأبيض المتوسط"، بالإضافة إلى 8 عمليات أخرى، نفذت باستخدام 15 صاروخا ومسيرة في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن والمحيط الهندي.
وفي ذات السياق، قال نائب وزير الإعلام في جماعة الحوثيين نصر الدين عامر لمجلة نيوزويك إن الحملة لن تستثني أي سفينة أو شركة تعتبر متحدية للحصار الفعلي الذي تفرضه الجماعة على "إسرائيل" بسبب الصراع.
وقال عامر: "حتى الآن الأهداف هي السفن التي تدخل الموانئ الإسرائيلية وتكسر قرار اليمن بفرض حصار على كيان العدو الصهيوني، وأيضا الشركات المشغلة لهذه السفن بغض النظر عن جنسيتها أو وجهتها سيتم استهدافها بالكامل".
وتدخل مؤازرة محور المقاومة للفلسطينيين في غزة، إلى جانب المساعي الدولية الضاغطة على تل أبيب، متمثلة بخطوات أقدمت عليها دول كإيرلندا والنرويج وإسبانيا بالاعتراف بدولة فلسطين، ناهيك عن اشتعال انتفاضة الجامعات في أمريكا وتمددها باتجاه أوروبا، إضافة إلى جهود المحكمة الدولية في إدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي؛ كل ذلك من أجل إيقاف الحرب الإسرائيلية المجنونة على غزة القابضة على الجمر، مع أن المقاومة تمكنت بصمودها الاستثنائي من هزيمة الاحتلال باعتراف جنرالاته وخاصة أنها تمكنت من محاصرته على كافة الصعد عالمياً.
أما عن آخر مستجدات قرار محكمة العدل الدولية ضد "إسرائيل".. فقد أصدرت لجنة محكمة العدل الدولية المكونة من خمسة عشر قاضياً، يوم أمس الجمعة، أوامر أولية تطالب فيها "إسرائيل" بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وانسحاب قواتها، لكنها لم تأمر بوقف كامل لإطلاق النار، ضمن القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا، واتهمت فيها "إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية، ورغم أن ذلك مخيب للآمال بعض الشيء لكن القرار بحد ذاته يمثل خطوة سديدة في الاتجاه الصحيح.
وفي سياق متصل قال المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو:
إن القرار الصادر من محكمة العدل الدولية في غاية الأهمية وإن على إسرائيل الالتزام به.
وأوضح أن عدم التزام إسرائيل بتنفيذ القرار سيحيل الأمر إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، من أجل أن يفصل في الأمر.
وللتذكير فإن قرار "العدل الدولية" يُعْتَبَرُ التحرك الثالث هذا العام ضد مصالح "الاحتلال الإسرائيلي"، الذي يجد نفسه لأول مرة أمام عزلة دولية غير مسبوقة، فقد واجه مؤخراً طلب المدعي العام كريم أحمد خان في المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيره بيني غانتس.
إنها حرب تدور رحاها بين العدالة المهدورة وطغيان الأمم الجائرة التي أقامت الكيان الإسرائيلي الوظيفي عام ثمانية وأربعين، وقد أصيب بالخيبة من جراء ضربات المقاومة لجيشه المتقهقر في حرب الإرادات بينه وأصحاب الحقوق المشروعة وداعميهم من الشرفاء في العالم.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

مدير الأمن السعودي:هناك جنسية الأكثر مخالفة للحج‬⁩ بتأشيرات سياحية .. فيديو

السوسنة تتبّع رحلةَ هجرةِ الأردنيين إلى أميركا وتكشف تفاصيل مروعةً ووضعًا قانونيًا معقدًا

مطلوب أعضاء هيئة تدريس في جامعة البلقاء التطبيقية

مهم من الضمان بشأن موعد صرف رواتب المتقاعدين

الخدمة المدنية:ناجحون في الامتحان التنافسي .. أسماء

أسعار الذهب والليرة الرشادي والإنجليزي في الأردن الثلاثاء

توضيح حكومي بشأن أسعار المحروقات عالمياً

الإعلان عن أكبر صندوق استثماري من نوعه في الأردن

ممثل مصري يلعب دور البطولة في مسلسل إسرائيلي

وظيفة قيادية شاغرة في رئاسة الوزراء .. رابط

الأرصاد:الموجة الحارة ليلا وطوال العيد وتحدّد موعدا مناسبا للزيارات

إتلاف طنين ونصف دجاج فاسد بشقة حوّلت لمسلخ في الرصيفة .. صور

كتلة هوائية جافة وحارة قادمة للأردن .. تقرير الطقس

شاهد موسى التعمري وهو يتلاعب بمدافع السعودية علي البليهي .. فيديو

حجاج أردنيون توفوا أثناء مناسك الحج .. أسماء