الأسرى .. معسكر «سديه تيمان» للإبادة
لا يمكن للذاكرة المصدومة أن تمر على ما قاله محمد العكلوك الذي أُطلق سراحه وهو يتلفت بعيون مذعورة تبدو عليه علامات الصدمة النفسية وعدم التوازن العقلي من هول ما رأى في الأسر وهو يقول «ضربوا واحد من الشمال الله يرفع عنه .. يمكن استشهد .. لا لا والله استشهد ... استشهد بحضني قال: سلم على أمي وأولادي... حطوه بكيس كأنه دجاجة ماتت.... كل يوم كان في موت عندنا». هذا ما يحدث في ذروة الحرب وانشغال الصحافة بالموت اليومي والمعارك، لا ينتبه أحد لجريمة لا تقل وحشيةً حيث اعتقلت إسرائيل وتعتقل من الغزيين منذ بدأت هذه الحرب.
قتلت إسرائيل الدكتور عدنان البرش الذي اعتقلته سليماً ومثله الكثيرون وقد سلمت القطاع الكثير من الجثث، ولا أحد يعرف كم قتل منهم في السجون وتحت التعذيب وشهوة الانتقام، لكن الثابت أن إسرائيل تمارس عمليات التصفية في المعتقلات، وتكفي حادثة الدكتور البرش وشهادة محمد العكلوك لنعرف أننا أمام جريمة جديدة ترتكب تضاف إلى سلسلة الفظائع.
أما ما يحدث مع النساء لا يقل قسوة وقهراً وتجاوزت كل الخطوط الحمر. فالصورة مفزعة مما تفعله في النساء الغزيات التي تم أسر العشرات منهن اللواتي تم اختطافهن من الشوارع أو البيوت أو من أماكن عملهن الطبي. وتقول أسيرة تحررت حديثاً «يتم تفتيش النساء وتعريتهن في غرفة فارغة بتعليمات يوجهها رجل أمن عبر سمّاعة، يطلب منها خلع ملابسها قطعة قطعة وهو يراها عارية... وصلتنا إحدى الأسيرات حافية القدمين متورمة الوجه جسدها مليء بالكدمات الزرقاء، قالت إنهم قاموا بضربها وسحلها» والكثير من الشهادات المروعة.
قام الجيش الإسرائيلي بتحويل ثلاث منشآت عسكرية إلى معسكرات اعتقال للفلسطينيين كجزء من البنية التحتية لقانون المقاتلين غير الشرعيين الذي أقره الكنيست في كانون الأول الماضي، وهي «سديه تيمان» في صحراء النقب وتبعد ثلاثين كيلومتراً عن غزة، أما المنشأتان الأُخريان فهما قاعدتا «عناتوت» و»عوفر» في الضفة الغربية، وقاعدة سديه تيمان واحدة من أكثر الأماكن خطورةً في العالم على حياة البشر حيث يقتلون الأسرى.
في تقرير لشبكة (سي أن أن) أوردت وفق شهادة أحدهم عن تلك القاعدة مستندةً إلى جنود خدموا فيها «يمنع الأسرى من التحدث مع بعضهم ولا يسمح لهم بالتحرك أو إلقاء نظرة من تحت العصابات على أعينهم، يجلسون بخط مستقيم على فرشات رقيقة كما الورق، وأقيم هناك مستشفى ميداني يتم ربط المعتقلين الجرحى بأسرّتهم، ويرتدون حفاضات ويتم اختيار معتقلين ليجري ضربهم ومعاقبتهم لا بهدف انتزاع معلومات بل بهدف الانتقام».
يرسم شاهد آخر صورة للقاعدة السجن حيث «يقوم الأطباء في بعض الأحيان ببتر أطراف السجناء بسبب الإصابات الناتجة عن تقييد اليدين باستمرار، ونتيجة للإجراءات الطبية التي يقوم بها مسعفون غير مؤهلين، ما يكسبها سمعة أنها موقع جيد للمتدربين، يمتلئ الهواء برائحة الجروح المهملة المتروكة لتتعفن».
الشهادات مرعبة، وقد تكفي لملفات كثيرة حيث يعيش الأسرى ظروفاً قاتلة «لقد جردوهم من إنسانيتهم» هكذا يقول أحد المسعفين الذين قدموا شهادات عن السجون أو القواعد العسكرية، حيث الازدحام كبير والحرارة قاتلة ورائحة تعفن الجروح لا يمكن احتمالها والتعذيب شديد البشاعة، والقتل هو العمل الذي يتم، وتسلم إسرائيل الجثامين كأنهم قضوا يوم السابع من أكتوبر أو في المعارك في القطاع، وأنها أخذت الجثامين للفحص لكن الحقيقة والشهادات تقول أن إسرائيل تقتلهم في القواعد العسكرية مع سبق الإصرار والترصد.
هذا الملف المسكوت عنه، أو الملف ضاع وسط المقتلة العامة، حيث الاعتقاد أنه لا متسع للجزئيات. ولكن أمام القتل بالجملة ينبغي ملاحقة إسرائيل، فتلك جريمة تضاف إلى جرائمها العديدة وهي مخالفة صريحة للقانون الدولي. فماذا يعني أن يتم تعصيب الأعين على مدار اليوم؟ ماذا يعني أن يتم ضرب الأسير حتى الموت؟ هناك قوانين وهناك شهادات تكفي للإدانة لا يمكن لإسرائيل أن تفلت منها.
موجة ملاحقة إسرائيل في العالم، سواء في الأمم المتحدة التي يهاجمها قادة إسرائيل، أو محكمة العدل أو المحكمة الجنائية يجب أن تستمر بزخمها وأن يتم تعزيزها يومياً. وهذا ملف لا يمكن السكوت عنه، فلا يجدر أن تجري تحقيقات من قبل صحف دولية في حين أن الإعلام العربي لا يصنع من هذه الجريمة الكبرى والأكثر صعوبة قضية كبيرة، هذا ملف جديد وجريمة مكتملة الأركان ينبغي على المعنيين في السلطة أن يرسلوا ملفها بالشهادات الدامغة للمحكمة الدولية. هناك فلسطينيون من شهود العيان وهناك إسرائيليون لم يحتملوا ما يحدث، أحدهم يحتفظ بصورتين من داخل سديه تيمان يقول «إن المشهد مازال يطارده» ... لكنه يطاردنا أيضاً.
(الأيام الفلسطينية)
الفيفا يحدد ملعب نهائي مونديال 2030
ترمب في تكساس بعد الفيضانات القاتلة .. صور
انخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية وارتفاع نفط تكساس
بدء تنفيذ مدينة ألعاب ترفيهية وسط لواء المزار الجنوبي
أبقار إسرائيلية تدخل جنوب لبنان وتحذيرات رسمية .. فيديو
استشهاد محمد شلبي إثر اعتداء مستوطنين شمال رام الله
انطلاق مهرجان صيف عمّان 2025 في حدائق الحسين
مخالفات عكس السير تودي بحياة مواطنين
خدعة زجاجة الماء لعلاج الصداع تثير جدلاً
تأجيل مؤتمر فرنسا والسعودية لحل الدولتين
مونشوت الصينية تطلق نموذج ذكاء مفتوح المصدر
إدانة أمريكي قطع رأس والده ونشر مقطعًا على يوتيوب
وقف ضخ المياه عن مناطق في المملكة .. أسماء
بتوجيهات ملكية .. طائرة إخلاء طبي لنقل عائلة أردنية من السعودية
مدعوون لإجراء المقابلات الشخصية .. أسماء
مهم من التربية بشأن تصحيح امتحانات التوجيهي
دفعة تعيينات كبيرة في وزارة التربية - أسماء
الحكومة تمنح قروضاً بلا فوائد لهذه الفئة
مهم من الحكومة بشأن انخفاض أسعار البنزين وارتفاع الديزل والكاز
استدعاء 350 مالك شاليه بجرش لهذا السبب
تحذير مهم من مهرجان جرش للجمهور
تفاصيل القبول الموحد في الجامعات الأردنية لعام 2025
الاعتداء على الصحفي فارس الحباشنة أمام منزله في عمّان .. صور
مشاجرات دامية بالعاصمة خلال يوم واحد .. تفاصيل
تكفيل النائب الرياطي ومنعه من السفر
موجتا حر في تموز 2023 وحرارة تصل الى 40 درجة مئوية
ما مصير النائب المتهم بتهريب مستندات من مقر جماعة الاخوان المحظورة