صحيفة السوسنة الأردنية

موسكو -السوسنة - وكالات - في تطور لافت في المشهد السوري، أعلنت القناة الروسية الأولى، نقلاً عن مصادر رسمية في الكرملين، أن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد قد لجأ هو وأفراد أسرته إلى روسيا، حيث يقيمون حالياً في العاصمة موسكو. وأكد الكرملين أن الأسد مُنح اللجوء لأسباب إنسانية، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول طبيعة الإقامة أو المدة المتوقعة لهذا الوضع.

ملاذ آمن في موسكو
قرار منح اللجوء جاء بعد أيام من سقوط النظام السوري وسيطرة المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق، في تحول دراماتيكي أنهى عقوداً من حكم عائلة الأسد. الكرملين أشار إلى أن الخطوة تأتي ضمن التزامات روسيا الإنسانية، دون التطرق إلى موقفها من المحاكمات الدولية التي قد تواجه الأسد على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال الصراع السوري المستمر منذ 2011.

خلفية الحدث
الأنباء عن لجوء الأسد تأتي بعد شائعات متزايدة حول هروبه من سوريا في الأيام الأخيرة، وسط تقارير عن انسحابه من دمشق بعد انهيار النظام وفرار قواته أمام تقدم المعارضة. وكانت روسيا قد دعمت نظام الأسد عسكرياً وسياسياً على مدى سنوات، مما يجعل لجوئه إلى موسكو خطوة متوقعة، وفقاً للمراقبين.

ردود فعل دولية ومحلية
ردود الفعل على الخبر لا تزال في طور التشكل، وسط ترقب لمواقف الدول الكبرى، لا سيما تلك التي تدعم مطالب الشعب السوري بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت خلال الصراع. على الجانب الآخر، أبدى العديد من النشطاء السوريين غضبهم من القرار، معتبرين أن منح اللجوء للأسد يمثل "هروباً من العدالة" ويعيق محاولات تحقيق العدالة لضحايا الحرب.

مستقبل غامض
وجود بشار الأسد في روسيا يثير تساؤلات عديدة حول مستقبله السياسي والقانوني. هل ستقوم روسيا بتسليمه إذا طُلب دولياً؟ وهل سينعكس وجوده في موسكو على دور روسيا في أي تسويات سياسية قادمة للأزمة السورية؟

بينما يبقى مصير الأسد في موسكو مجهولاً، فإن القرار يمثل نهاية مرحلة وصفت بأنها من الأكثر دموية في تاريخ سوريا الحديث، ويفتح صفحة جديدة من التحديات السياسية والقانونية للبلاد والمنطقة.