صحيفة السوسنة الأردنية

عمان ــ السوسنة

رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف النظر إلى تعددية الأقطاب على أنها تقتصر على ظهور تحالفات جديدة، معتبرا أنها منظومة معقدة تشمل قوى عظمى وتكتلات إقليمية وأخرى مثل G20.

جاء ذلك في مقابلة أجراها معه المدونون الأمريكيون أندرو نابوليتانو ولاري جونسون وماريو نوفال ونشرت اليوم الأربعاء.

وذكّر أحد المدونين بتصريح لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي قال إن العالم يدخل حقبة التعددية القطبية، وطلب من لافروف التعليق على ما إذا كان يرى في أفق السنوات الـ10 المقبلة احتمالا ليس لتطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة فحسب، بل وربما إنشاء تحالف بين بلدينا.

ورد لافروف بقوله: "تاريخيا (وهذا أمر متجذر بقوة في عقليتنا)، مصطلح "التحالف" يعني أنكم تتحدون ضد طرف آخر، أما التعددية القطبية، التي اعترف بها روبيو، فهي شيء مختلف تماما".

وتساءل الوزير الروسي: "كيف يمكن الاعتراف بتعددية الأقطاب دون الاعتراف بعمالقة مثل الصين، والهند، وقارة إفريقيا، وأمريكا اللاتينية، والبرازيل، والعديد من الدول الأخرى؟".

وأشار الوزير الروسي إلى أن التعددية القطبية ستستمر في التطور لفترة طويلة، وأن العالم متعدد الأقطاب قد يتكون من قوى عظمى من حيث الحجم والوزن الاقتصادي والقوة العسكرية، وخاصة القوة النووية.

وأضاف لافروف: "بالطبع، تندرج دول مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا ضمن هذه الفئة، ويمكن للاعبين آخرين أصغر حجما أيضا المشاركة في عالم متعدد الأقطاب من خلال هياكل إقليمية فرعية" مثل "آسيان" ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية.

وخص لافروف بالذكر "مجموعة العشرين" التي وصفها بأنها "صيغة أثبتت الآن جدواها ليس فقط من الناحية المالية والاقتصادية، بل وأيضا من الناحية السياسية. ويمكنها أن تلعب دورا إيجابيا فعلا في عملية إقامة عالم متعدد الأقطاب".

والشهر الماضي صرح روبيو بأن العالم أصبح أحادي القطبية بعد الحرب الباردة، لكنه يعود الآن إلى التعددية القطبية، حيث بدأت دول أخرى مثل الصين وروسيا تلعب دورها مرة أخرى في السياسة العالمية.

ووصف روبيو وجود عالم أحادي القطبية بأنه أمر غير طبيعي وغير معتاد، وأضاف أن الولايات المتحدة "أصبحت في كثير من الحالات نوعا من الحكومة العالمية، تحاول حل كل مشكلة"، وأن "أشياء مروعة تحدث في العالم"، وقال: "في النهاية، سنعود إلى نقطة يكون فيها العالم متعدد الأقطاب، مع وجود العديد من القوى العظمى في أجزاء مختلفة من الكوكب".