مدارسنا في العالم العربي بين النظرية والتجريب
لا تزال الذاكرة تحتفظ بمشاهد لا تُمحى مهما تقادمت السنين، من تلك الذكريات تظل تجربة مُربَّى التفاح التي أجريناها قبل خمسين عاماً في الصف السادس الابتدائي حاضرةً في الذهن، لم تكن تجربة غذائية عابرة، بل كانت درساً عملياً جسَّد معنى التعليم التفاعلي وأثره العميق في نفوسنا حتى اليوم.
خطوات التجربة حدثت خارج الفصل – لا يوجد معامل أو مختبرات – راقبنا المعلم باهتمام عندما قام بتقطيع التفاح إلى أجزاء صغيرة وأضاف الماء والسكر على النار حتى تكوَّن مزيجاً من المكونات الثلاث أو ما يعرف بمُربَّى التفاح، كرَّرنا التجربة في المنزل عدة مرات، كانت تجربة ممتعة ومثيرة للاهتمام، شاهدنا كيف يمكن للمادة بأن تتحول إلى مواد جديدة عبر ما يُسمَّى بالتفاعلات الكيميائية.
في ذات السياق، مواد أخرى مثل الهندسة والحساب كانت مُجرَّد أرقام ومعادلات، فمعرفة النسب والكسور والمساحة والمحيط تُدرَّس نظرياً على السبورة الخشبية السوداء، وسيلة القياس المتوفرة لدى الطالب هي قلم الرصاص والمسطرة والفرجار حتى يرسم الأبعاد على الورق، لقد كان يكفي المعلم حينها تدريس الهندسة والحساب خارج الفصل عن طريق قياس مساحة أو محيط الفناء المدرسي لمعرفة مسائل القياس تجريبياً حتى تصل المعلومات لأذهان الطلاب بسهولة.
نسوق تلك المشاهد للاعتبار، فلا تزال مدارسنا حتى اليوم تفتقد للتطبيقات العملية، فعندما يدرس الطالب في الفيزياء بالمرحلة الثانوية موضوعاً حول الضوء ولا يجد درساً عملياً يُرسِّخ هذا المفهوم في ذهنه، أو درساً في الكيمياء حول تفاعل مادتين لإنتاج مادة جديدة دون أن يشاهد لها أثراً في الواقع، أو مسألة في التفاضل ليس لها تطبيقاً في محيط مدرسته، حتماً سوف ينسى المعلومات النظرية المحفوظة التي ستنتهي من ذاكرته مع نهاية الاختبار لتلك المادة.
نعود للحديث عن تجربة المُربَّى، فالتجارب البسيطة كتلك التجربة، ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي البذرة الأولى لثقافة التجريب والبحث، فعندما يُجرِّب الطالب بيديه تفاعل المواد، أو يقيس الأطوال، أو يُصمِّم أحد النماذج، فإنه يكتسب عقلية عملية تطبيقية، تلك العقلية هي أساس الصناعة والإنتاج في مراحل لاحقة.
فالدول التي قادت الصناعة والإنتاج – كوريا واليابان وألمانيا – مثلاً، بنت أنظمتها التعليمية على ورش العمل والمختبرات والمشاريع التطبيقية بدءاً من المراحل الدراسية الأولى الابتدائية حتى نهاية المطاف في المراحل الدراسية الأعلى، فالتعليم العملي هو الجسر بين المدرسة والمصنع، والصف الدراسي وخط الإنتاج؛ هناك يتجلى الفارق بين من يسعى للابتكار والابداع نحو الإنتاج الصناعي ومن يكتفي بدراسة المسائل النظرية.
ختاماً: في وقت أضحت المعلومات والمعارف في متناول الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الرقمية، فإن المؤسسة التعليمية يقع عليها عبء ومسؤولية تحويل المدارس الحالية من منصة تلقين إلى ورشة اكتشاف، بإعادة النظر في المناهج، وإيلاء التجارب العملية والمشاريع البحثية النسبة الأكبر من الاهتمام مقابل التعليم النظري، حتى يتسنى للطالب اكتشاف ميوله واهتماماته مبكراً؛ سوف يُسهم هذا الإجراء في بناء جيل متقدم علمياً وعملياً، وينافس مستقبلاً مع دول العالم المتقدم في شتَّى المجالات.
ثلاثية نظيفة تضع البرازيل في المونديال
دانا حمدان تروي تجربتها المؤلمة مع حقن تجميل .. فيديو
اليابان تدعو إسرائيل لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
فضل شاكر يغني للبحر باللهجة المصرية
فنلندا تدعم إعلان نيويورك لحل الدولتين
وسائل إعلام: بايدن خضع لجراحة لاستئصال خلايا سرطانية
عجلون تدعو لتعزيز الاستثمار السياحي
فيسبوك يعيد النكزات إلى الواجهة لجذب الجيل الجديد
ثريدز تنافس منصة أكس بميزة جديدة
طفل يثير الجدل بقدراته الذهنية في مصر
أنغام تعود إلى المسرح في حفل استثنائي
الأمن العام ينفذ يوما توعوياً بيئياً
دعوة لمواطنين بتسديد مستحقات مالية مترتبة عليهم
أول رد من البيت الأبيض على أنباء وفاة ترامب
ترقيات وتعيين مدراء جدد في التربية .. أسماء
مهم لمالكي العقارات بشأن اشتراط وضع سارية علم
الاحتلال يزعم اغتيال أبو عبيدة
تقدم مشروع الناقل الوطني وإنجازات جديدة بقطاع المياه
عطا الشمايلة … عفوية تقهر قسوة الحياة .. فيديو
ظهر بفيديوهات .. القبض على شخص استعرض بالسلاح والتشحيط
أسماء الدفعة الثانية من مرشحي بعثات دبلوم إعداد المعلمين .. رابط
ارتفاع أسعار الذهب والليرات في الأردن السبت
ضبط مصنع منزلي للمشروبات الكحولية بإربد
صور تثير التكهنات حول استشهاد محمد السنوار بغزة