غانتس يعلن أطماع إسرائيل بمناطق درزية في سوريا

mainThumb
غانتس

02-05-2025 02:56 PM

وكالات - السوسنة

في تصعيد جديد يعكس أطماع إسرائيل في الأراضي السورية، أعلن زعيم حزب "معسكر الدولة" المعارض ووزير الدفاع الأسبق بيني غانتس، الجمعة، أن لتل أبيب "مصلحة أمنية قصوى" في المناطق التي يسكنها الدروز جنوب سوريا، زاعماً في منشور عبر منصة "إكس" أن لإسرائيل أيضاً "التزاماً أخلاقياً" تجاه أبناء الطائفة.

تصريحات غانتس جاءت بعد ساعات من غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة قريبة من قصر الرئاسة في دمشق، في خطوة وصفتها تل أبيب بأنها "رسالة تحذير" للإدارة السورية الجديدة، على خلفية التطورات في المناطق ذات الغالبية الدرزية.

وقال غانتس إن "هذا تحالف أخلاقي بين من يعيشون معنا ويقاتلون معنا وبين أقربائهم في خطر"، على حد تعبيره، في إشارة إلى الطائفة الدرزية في الجولان المحتل وتلك المقيمة جنوب سوريا. وأضاف أن تل أبيب لن تسمح بسيطرة جماعات متطرفة على تلك المناطق، حسب زعمه.

وفي بيان مشترك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الهجوم الأخير رسالة للنظام السوري مفادها أن إسرائيل "لن تتساهل مع أي تهديد للدروز أو انتشار عسكري جنوب دمشق".

لكن اللافت أن هذه التصريحات والتصعيد العسكري الإسرائيلي جاءا بعد بيان مصور صادر عن زعامات ووجهاء الطائفة الدرزية في سوريا، مساء الخميس، أكدوا فيه تمسكهم بالوحدة الوطنية ورفضهم الانفصال أو الانخراط في أي مشاريع تقسيمية، في صفعة مباشرة للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى استغلالهم كورقة ضغط داخلية.

ويبدو أن تل أبيب تسعى لاستخدام ورقة الأقليات، وعلى رأسهم الدروز، لتعزيز تدخلها في الشأن السوري وفرض واقع انفصالي في الجنوب السوري، خاصة بعد اتفاق أمني بين الحكومة السورية ووجهاء منطقة جرمانا ذات الغالبية الدرزية، شمل تسليم الأسلحة غير المرخصة وتعزيز التنسيق الأمني في المنطقة.

وتأتي هذه التحركات في ظل توترات أمنية شهدتها منطقتا جرمانا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، حيث قُتل 16 عنصراً أمنياً وعدد من المدنيين بهجمات نُسبت إلى "مجموعات خارجة عن القانون"، على خلفية تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية تضمّن إساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ورغم خطورة التوترات، تمكّنت السلطات السورية من استعادة الهدوء بالتعاون مع الوجهاء المحليين. وأعلنت مديرية الأمن العام في ريف دمشق مساء الأربعاء انتهاء العملية الأمنية، وتشكيل لجنة مشتركة لمعالجة الأزمة ومنع تفاقمها.

في المقابل، شنت إسرائيل الأربعاء غارات جوية على منطقة أشرفية صحنايا بحجة حماية الدروز، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، بحسب وكالة الأنباء السورية "سانا".

وتحذر دمشق من أن تل أبيب تستغل ورقة الطائفة الدرزية بهدف فرض وصاية إسرائيلية مرفوضة شعبياً، وتؤكد أن جميع مكونات الشعب السوري تتمتع بحقوق متساوية في إطار الدولة الوطنية.

جدير بالذكر أن إسرائيل تحتل منذ عام 1967 الجزء الأكبر من هضبة الجولان السوري، وقد استغلت الأزمة السورية منذ 2011 لفرض وقائع ميدانية جديدة، بما في ذلك السيطرة على مناطق منزوعة السلاح، والإعلان عن انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.

ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع لم توجه أي تهديد لإسرائيل، إلا أن تل أبيب تواصل تنفيذ غاراتها الجوية شبه اليومية، مستهدفة مواقع عسكرية سورية ومدنيين، ومخلفةً خسائر بشرية ومادية واسعة، في ظل صمت دولي مطبق .

إقرأ المزيد :   






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد