د. بني سلامة: لماذا تفتقد جامعاتنا كرسي وصفي التل

mainThumb
الشهيد وصفي التل

21-05-2025 01:59 AM

عمان - السوسنة - قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور محمد تركي بني سلامة، في حديثه حول واقع الكراسي الأكاديمية في الجامعات الأردنية، إن غياب كرسي أكاديمي يحمل اسم الشهيد وصفي التل يمثل تجاهلاً مؤلماً لإرث أحد أبرز القادة الوطنيين الذين ساهموا في بناء الأردن الحديث.

وأكد الدكتور بني سلامة أن وصفي التل لم يكن مجرد سياسي أو رئيس وزراء، بل كان مشروعًا وطنيًا متكاملاً جسد رؤيته من خلال فكره وممارسته وتضحياته، حيث استشهد دفاعًا عن وطنه وقيمه.

وأضاف الدكتور بني سلامة في مقال نشره في السوسنة أن الكراسي الأكاديمية يجب أن تكون منصات حيوية لإحياء الفكر الوطني وتعزيز البحث العلمي الذي يربط الأجيال الجديدة بتاريخ وطنهم، مشيرًا إلى أن الجامعات الأردنية تهدر فرصة كبيرة بإغفال شخصية بحجم وصفي التل، خصوصًا مع وجود كراسٍ تحمل أسماء شخصيات لم تقدم للوطن ما قدمه وصفي من إسهامات سياسية واقتصادية واجتماعية، وقد لا يتجاوز بعضها مجرد ألقاب شكلية بلا نشاط بحثي حقيقي.

ودعا الدكتور بني سلامة رؤساء الجامعات إلى إعادة النظر في أولوياتهم، والعمل على تأسيس كرسي أكاديمي باسم وصفي التل للدراسات الأردنية، يكون منبرًا علميًا يعيد قراءة سيرته ومشروعه الوطني بمنهجية علمية دقيقة، بعيدًا عن المجاملات، لتظل ذاكرته حيّة في أروقة الجامعات، ولتكون مصدر إلهام للباحثين والطلبة في دراستهم وفهمهم لتاريخ الأردن السياسي والاجتماعي.

وصفي التل، المولود عام 1919 في بلدة عرب كير التركية، هو أحد أبرز السياسيين الأردنيين الذين تركوا بصمة لا تمحى في تاريخ الأردن الحديث. ينتمي إلى آل التل، إحدى أشهر العائلات الأردنية، وقد تلقى تعليمه في إربد والجامعة الأمريكية في بيروت حيث تأثر بالحركات القومية العربية. شارك في العمل السياسي والدبلوماسي، وشغل مناصب عدة منها رئاسة الوزراء عدة مرات.

كان وصفي التل يتمتع برؤية وطنية واضحة، ارتكزت على الاستقلال السياسي، والاعتماد الاقتصادي، والكرامة الوطنية. عمل جاهدًا على بناء مؤسسات وطنية قوية، مثل الجامعة الأردنية، وشق قناة الملك عبد الله، وتطوير قطاع الفوسفات والبوتاس، وغيرها من المشاريع الحيوية التي ساهمت في نهضة الأردن.

وفي 28 نوفمبر 1971، تعرض وصفي التل للاغتيال في ردهة فندق الشيراتون في القاهرة على يد منظمة أيلول الأسود، في حادثة شكلت صدمة كبيرة للأردن والعالم العربي. وعلى الرغم من ذلك، ظل إرثه حيًا في ذاكرة الأردنيين، وتم تحويل منزله في صويلح إلى متحف وطني يزوره الآلاف، تكريمًا لرجل ضحى بحياته من أجل وطنه ومبادئه الوطنية الثابت.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد