مأساة أطفال النجار تهز القلوب .. آلاء تحكي فقدان أبنائها التسعة

mainThumb
لا تعليق

25-05-2025 02:13 AM

السوسنة - فجرت الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس بجنوب قطاع غزة غضباً عربياً وإسلامياً غير مسبوق، وتفاعل معها مئات الآلاف من المواطنين في مختلف أنحاء العالم، فيما وصل عدد المتفاعلين إلى الملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي. هذه المأساة التي راح ضحيتها تسعة أطفال أبرياء من أسرة طبيبين فلسطينيين في قصف جوي استهدف منزل العائلة، أشعلت موجة من الغضب والاستنكار، وسط مطالبات عربية وإسلامية بوقف الحرب فوراً، ومحاسبة هذا الكيان اللقيط الإرهابي على جرائمه التي تتكرر بشكل يومي دون رادع أو محاسبة دولية.
لقد أصبحت غزة بؤرة مأساوية لا تنتهي من الألم، حيث تواصل قوات الاحتلال ارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون في قطاع محاصر ومضروب بالقصف. وتبقى هذه الجريمة الأخيرة في خان يونس واحدة من أبشع صور الظلم والوحشية التي تستهدف العائلات الفلسطينية، وتجسد بوضوح حقيقة ما تواجهه غزة من إرهاب دولة.
تفاصيل المأساة: تسعة أطفال من أسرة طبيبين يُقتلون في غارة جوية
في يوم الجمعة الماضي، استيقظت عائلة النجار على كارثة مروعة حين قصفت طائرات الاحتلال منزل الطبيب حمدي النجار وزوجته الدكتورة آلاء النجار، في حي قيزان النجار جنوبي محافظة خان يونس. الضربة الجوية أدت إلى تدمير المنزل بالكامل واحتراقه بشكل كامل، فيما استُشهد تسعة من أبنائهما، وأصيب الزوج وابنه آدم بجروح خطيرة نُقلا على إثرها إلى مستشفى ناصر حيث تعمل الطبيبة آلاء.
الأطفال التسعة الذين استُشهدوا تراوحت أعمارهم بين ستة شهور واثني عشر عاماً، وكانوا جميعاً من عائلة طبيبة متخصصة في علاج الأطفال، مما يجعل الجريمة أكثر بشاعة وإيلاماً. فقدت الطبيبة آلاء أطفالها وهم بين يديها وهي تحاول إنقاذ حياة أطفال آخرين في المستشفى، في مشهد لا يمكن تصوره إلا كجحيم حقيقي.
ردود الفعل والغضب الشعبي: أين صوت الإنسانية؟
ما أن تم الإعلان عن هذه الجريمة المروعة حتى انفجر الغضب في العالم العربي والإسلامي، وتعالت أصوات المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي فوراً، وبضرورة محاسبة هذا الكيان على جرائمه المتكررة. نشطاء ومنظمات حقوقية وإعلاميون عرب وأجانب أدانوا هذه الجريمة التي تضاف إلى سجل دموي طويل من المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
المئات من آلاف المواطنين في جميع أنحاء العالم شاركوا في حملات تضامن واسعة، وأعادوا نشر صور الأطفال التسعة وأخبارهم التي صدمتهم، مطالبين المجتمع الدولي بوقف فوري للقتل والدمار في غزة، ومحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها بحق المدنيين.
هذا الصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال أثار حفيظة الشعوب التي تتساءل أين هي قيم الحرية والعدالة والإنسانية التي تتحدث عنها الدول الغربية التي تدعم هذا الاحتلال بكل سلاح وغطاء سياسي.
حقائق دامغة وإحصائيات مروعة
وفقاً لوزارة الصحة في قطاع غزة، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية الحرب تجاوز 53,901، منهم معظمهم من المدنيين نساء وأطفال، بالإضافة إلى 3,747 شهيداً منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 مارس/آذار الماضي.
وفي خان يونس تحديداً، المنطقة التي شهدت القصف العنيف، تحولت المنازل والمدارس والمستشفيات إلى أماكن دمار ودماء، فيما تبقى قصص العائلات التي فقدت عزيزها من أبشع حالات الحزن والوجع، كما هو الحال مع أسرة النجار التي دُمرت بالكامل بفقدان أبنائها التسعة دفعة واحدة.
حالة الطبيبة آلاء وأمل النجاة
الناجي الوحيد من هذه المأساة هو طفلهم آدم، البالغ من العمر 10 سنوات، الذي يرقد في العناية المركزة بعد إصابته في القصف، بينما يعاني والده الطبيب حمدي النجار من جروح بالغة. وبحسب شهود العيان وأفراد العائلة، فإن حالة الطبيبة آلاء النجار نفسياً هي حالة انهيار تام، لكنها رغم ذلك تصارع الصدمة بالإيمان، مؤكدة أن أطفالها "أحياء عند ربهم يرزقون".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد