نتنياهو يطلب وساطة أمريكية في مفاوضات سلام مع سوريا

mainThumb

12-06-2025 07:12 PM

وكالات - السوسنة

كشفت مصادر إسرائيلية لموقع "أكسيوس" الأمريكي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الولايات المتحدة التوسط في مفاوضات مع الحكومة السورية الجديدة، بهدف التوصل إلى اتفاقية أمنية محدثة واتفاق سلام شامل، في أول محادثات من نوعها منذ عام 2011.

وبحسب مسؤولين إسرائيليين، أبلغ نتنياهو السفير الأمريكي لدى أنقرة، توم باراك، اهتمامه بالانخراط في مفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، في ظل التغيرات الإقليمية وعلى رأسها انسحاب إيران وحزب الله من الأراضي السورية.

وأوضح التقرير أن واشنطن بدأت بالفعل في تعديل تدريجي لسياستها تجاه دمشق الجديدة، وهو ما شجّع تل أبيب على إطلاق اتصالات أولية عبر وسطاء، قبل أن تنتقل إلى اجتماعات سرية مباشرة في دول ثالثة مثل أذربيجان.

وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لـ"أكسيوس" أن الشرع يُظهر مرونة تفوق توقعات إسرائيل، ويُنظر إليه على أنه لا يخضع لتوجيهات من أنقرة. وأضاف المسؤول: "من مصلحتنا أن تكون الحكومة السورية قريبة من واشنطن والرياض".

وفي هذا السياق، زار باراك، وهو المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا والمقرّب من الرئيس دونالد ترامب، إسرائيل الأسبوع الماضي، حيث التقى نتنياهو وعددًا من كبار المسؤولين، وتوجه معهم إلى الحدود مع سوريا في الجولان، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ، الذي تسيطر عليه إسرائيل منذ سقوط نظام الأسد.

وسبق هذه الزيارة لقاء أجراه باراك مع الرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق، حيث أعاد افتتاح مقر إقامة السفير الأمريكي في العاصمة السورية. وخلال اللقاء، قال باراك إن "الصراع السوري-الإسرائيلي قابل للحل"، مقترحًا بدء المحادثات باتفاق عدم اعتداء.

وتفيد معلومات "أكسيوس" بأن نتنياهو يسعى إلى استغلال الزخم الناتج عن اجتماع ترامب والشرع لإطلاق مفاوضات برعاية أمريكية تهدف إلى اتفاق أمني جديد، يستند إلى اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 مع بعض التعديلات، وقد يفضي إلى معاهدة سلام شاملة.

وبحسب التقرير، فإن الشرع أعرب خلال لقائه بباراك عن انفتاحه لمناقشة اتفاقيات جديدة مع إسرائيل، فيما رفض الجانبان التعليق رسميًا على هذه التسريبات.

وبعد زيارته لإسرائيل، توجّه باراك إلى واشنطن حيث أطلع الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو على تفاصيل الخطّة. وكتب على منصة "إكس": "أؤكد أن رؤية الرئيس وتنفيذ الوزير ليست مجرد أمل، بل قابلة للتحقيق".

وفي المقابل، سلّم الإسرائيليون لباراك قائمة بما وصفوه بـ"الخطوط الحمراء" في أي اتفاق مقبل مع سوريا، وعلى رأسها منع إنشاء قواعد عسكرية تركية، ورفض عودة إيران أو حزب الله إلى البلاد، بالإضافة إلى نزع السلاح من جنوب سوريا.

وشددت إسرائيل على أنها ستُبقي قواتها في الأراضي السورية إلى حين توقيع اتفاق جديد يتضمّن ترتيبات أمنية واضحة، كما طرحت فكرة إشراك قوات أمريكية ضمن بعثة حفظ السلام الأممية على الحدود.

من جانب آخر، تبقى مسألة مرتفعات الجولان المحتلة منذ عام 1967 نقطة خلافية رئيسية في أي مفاوضات مستقبلية. إذ طالما طالبت دمشق، في عهد الأسد، بانسحاب إسرائيلي كامل من الجولان كشرط لأي اتفاق سلام.

لكن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن الحكومة السورية الجديدة قد تكون أكثر مرونة في هذا الملف، لا سيما في ظل اعتراف إدارة ترامب بهضبة الجولان كجزء من إسرائيل، وعدم تراجع إدارة بايدن عن القرار لاحقًا.

ويأتي هذا التحرك في سياق جهود إسرائيلية مستمرة لضبط المشهد الأمني في الجنوب السوري، خاصة بعد الغارات الجوية الواسعة التي شنتها لتفكيك بنية النظام العسكري السوري عقب الإطاحة بالأسد، وسيطرتها على مناطق عازلة في العمق السوري.

وكانت حكومة نتنياهو، بحسب "أكسيوس"، متخوفة من تأثير النفوذ التركي على النظام السوري الجديد، وهو ما دفعها للضغط على واشنطن للتحرك بحذر، بالتزامن مع اختبار فرص الانفتاح السياسي والدبلوماسي عبر قنوات أمريكية رفيعة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد