الأردن يملك جيشًا قويًا قادرًا على حمايته

mainThumb

17-06-2025 05:54 AM

اندلعت الحرب الإيرانية – الإسرائيلية قبل أيام، وما زالت المنطقة تشتعل بالتوتر والقلق، وكأننا نعيش كابوسًا يصعب تصديقه. ما يحدث اليوم معقّد للغاية، وعاجز حتى الخبراء العسكريون والاستراتيجيون والمحللون النوويون عن التنبؤ بمستقبله.

فحتى اللحظة، لم تُحسم طبيعة هذه الحرب: هل ستكون قصيرة أم طويلة؟ ما يجعل من الصعب وضع خطط واضحة أو دراسات تحليلية دقيقة لحجم الخطر المستقبلي الذي يهدد مختلف مناحي الحياة. معظم التحليلات التي تُبث على القنوات الفضائية باتت غير مجدية.

الدول والشعوب التي تمر فوقها الصواريخ، سواء أُطلقت من إيران أو من إسرائيل، تعيش في حالة من الخوف والترقب والقلق. وفي الأردن، انقسم الشارع إلى رأيين:

الفئة الأولى: تتعاطف مع إيران، وتؤيد السماح لصواريخها بعبور الأجواء الأردنية نحو فلسطين المحتلة، بحجة أن ذلك يلحق بإسرائيل خسائر بشرية ومادية. ويرون أن التصدي لهذه الصواريخ ليس من مصلحة الأردن، بل ويعتبرون أن سقوط بعضها على الأراضي الأردنية وتسببها بخسائر أمرٌ يمكن قبوله، تحت ذريعة "لكل شيء ثمن"، وأن تدمير إسرائيل يستدعي تضحيات.

أقول لهؤلاء: هل تريدون التضحية بالأردن وشعبه ومقدّراته من أجل معركة لا تخصه؟! هذا تفكير لا منطقي، ولا يصدر عن إنسان عاقل أو سوي، ولا عن شخص لديه ذرة من أخلاق أو انتماء وطني.

الفئة الثانية: ترفض رفضًا قاطعًا استباحة الأجواء أو الأراضي الأردنية، سواء من قبل إيران أو من إسرائيل. ويرون في ذلك اعتداءً على السيادة الأردنية، التي يجب أن تبقى مصانة ومكتملة، دون أي تدخل أو إملاء من الخارج.

الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، دولة ذات سيادة وقرار حرّ. وهي تدعو دائمًا إلى المحبة والسلام، واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية، وتدعو إلى الحوار لحل الخلافات.

الملك عبدالله الثاني يؤكد دائمًا في خطاباته على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات، لأن الحروب لا تجلب سوى الدمار والخراب وإزهاق الأرواح، ولا تهيئ أرضية لحلول مستدامة للأزمات.

السماح بمرور صواريخ وطائرات إيران من الأجواء الأردنية دون اعتراض، سيمنح إسرائيل المبرر للقيام بالمثل، واستباحة الأجواء الأردنية لضرب إيران. وبذلك، سيجد الأردن نفسه ساحة حرب بين الطرفين، وهو ما يشكّل خطرًا مباشرًا على البلاد ومقدّراتها.

الأردن دولة مستقلة ذات سيادة، ولديها جيش قوي قادر على حمايتها وحماية شعبها. لن نسمح بأن تُختَرق أجواؤنا، ولن نكون ساحة معركة أو كبش فداء لأي طرف.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد