انتشار سلالة بكتيرية مقاومة تهدد أطفال أوروبا

mainThumb

24-07-2025 10:38 AM

السوسنة - كشف معهد ستاتنس سيروم الدنماركي عن انتشار سلالة جديدة من بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) في 11 دولة أوروبية، بعد أن تم اكتشافها أول مرة في ألمانيا وهولندا قبل نحو عقد من الزمن. ووفق الدراسة التي نشرت في مجلة "يوروسورفيلانس"، فإن هذه السلالة باتت منتشرة في بلجيكا، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، لوكسمبورغ، هولندا، النرويج، إسبانيا، السويد، والمملكة المتحدة، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن صحة الأطفال تحديدًا.

MRSA هي بكتيريا طورت مقاومة ضد المضادات الحيوية التقليدية، مما يجعل علاجها أكثر تعقيدًا، وقد أدت هذه البكتيريا إلى وفاة أكثر من 100 ألف شخص عالميًا في عام 2019. السلالة الجديدة تُظهر تشابهًا وراثيًا مع نوع آخر من نفس البكتيريا، وتُسبب عدوى القوباء، وهي مرض جلدي شديد العدوى يصيب الأطفال عادةً ويؤدي إلى تقرحات حول الأنف والفم.

وقد ظهرت مؤشرات تفشي هذه البكتيريا في الدنمارك صيف 2023، عندما أصيب 32 طفلًا وأفراد من عائلاتهم بعدوى جلدية. وفي صيف العام التالي، لوحظ تفشٍ جديد في مناطق أخرى داخل البلاد، مما دفع الباحثين للاعتقاد بأن السلالة انتشرت بشكل أوسع في أوروبا دون أن يتم اكتشافها في بعض الدول.

وقال الباحث أندرياس بيترسن إن هذه السلالة الجديدة تمثل نوعًا فرعيًا مختلفًا، ويُعتقد أن مزيجًا من العوامل الجينية ومقاومة المضادات الحيوية مثل حمض الفوسيديك هو ما ساعدها على الانتشار، محذرًا من أن انتشارها في المجتمعات المحلية خارج المستشفيات يصعب من عمليات الرصد والسيطرة.

تُستخدم كريمات مضادة مثل حمض الفوسيديك لعلاج القوباء، لكن السلالة الجديدة تظهر مقاومة له، ما يزيد من صعوبة العلاج. وعلى الرغم من أن القوباء ليست خطيرة غالبًا، فإنها قد تؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب الكلى أو التهاب النسيج الخلوي إذا لم تُعالج.

وبحسب تقديرات مركز التنمية العالمية، أنفقت الدول الإحدى عشرة المصابة نحو 13.3 مليار دولار في عام 2022 على علاج حالات العدوى المقاومة، ما يعكس التأثير الصحي والاقتصادي الخطير لهذه البكتيريا. ويُرجح الباحثون أن هذه السلالة قد تكون موجودة في دول أوروبية أخرى أيضًا.

وتأتي هذه النتائج ضمن سياق أوسع يتعلق بمشكلة مقاومة المضادات الحيوية عالميًا، حيث تُشير دراسات إلى أن البكتيريا المقاومة قد تودي بحياة أكثر من 39 مليون شخص حول العالم خلال الـ25 سنة القادمة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد