هواوي تفاجئ العالم بـ384 شريحة

mainThumb
شعار شركة هواوي

26-07-2025 11:30 PM

السوسنة - كشفت شركة هواوي الصينية يوم السبت عن أحدث أنظمتها المخصصة للحوسبة الذكية، والذي يحمل اسم "CloudMatrix 384"، ويُعدّ نقلة نوعية في سعي الشركة لتعزيز مكانتها داخل سوق الذكاء الاصطناعي المتنامي في الصين. وأثار النظام اهتمامًا واسعًا من خبراء الصناعة باعتباره منافسًا قويًا لأحدث منتجات شركة "إنفيديا" الأميركية، في خطوة تُبرز طموحات هواوي في الهيمنة على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي رغم القيود المفروضة عليها دوليًا.
وقد تم عرض "CloudMatrix 384" لأول مرة ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي (WAIC)، والذي تستضيفه مدينة شنغهاي على مدار ثلاثة أيام، ويُعدّ من أبرز المنصات التي تستعرض الشركات من خلالها ابتكاراتها التقنية الحديثة في هذا المجال. ولفت جناح هواوي الأنظار بفضل هذا النظام المتطوّر الذي يضم 384 شريحة من النوع "910C"، وهي الشرائح الأحدث في سلسلة إنتاج الشركة، ويُقال إنها تتفوق في بعض المعايير على نظام "GB200 NVL72" من شركة إنفيديا، الذي يستخدم 72 شريحة من نوع "B200".
ويؤكد خبراء التقنية، من بينهم ديلان باتيل مؤسس مجموعة أبحاث أشباه الموصلات SemiAnalysis، أن هواوي تمتلك الآن قدرات فنية وهندسية في أنظمة الذكاء الاصطناعي تُمكّنها من منافسة إنفيديا وحتى التفوق عليها في بعض المؤشرات، خاصة في ظل النهج الذي تتبعه الشركة في تصميم الأنظمة، والذي يُعوّض أي ضعف في أداء الشريحة المفردة من خلال توزيع الجهد على عدد أكبر من الشرائح والاستفادة من هندسة النظام ككل.
ويعمل النظام الجديد باستخدام بنية تُعرف باسم "supernode"، وهي بنية تعتمد على الترابط بين الشرائح بسرعات فائقة، وتُساهم في تعزيز الأداء الجماعي لمجموعة الشرائح المستخدمة. وقد أشار تشانغ بينغان، الرئيس التنفيذي لمنصة هواوي كلاود، في تصريحات له خلال شهر يونيو الماضي، إلى أن "CloudMatrix 384" يعمل بكفاءة ضمن المنصة السحابية التابعة لهواوي، ما يُمكّن الشركة من تقديم خدمات ذكاء اصطناعي متقدمة بشكل مباشر من خلال البنية التحتية السحابية الخاصة بها.
ويُذكر أن هواوي قد بدأت منذ أبريل بالترويج لهذا النظام، ليُصبح اليوم أحد أبرز التقنيات التي تلقى صدى واسعًا داخل مجتمع الذكاء الاصطناعي، حيث يرى مراقبون أنه يشكل تحديًا مباشرًا لهيمنة "إنفيديا" في مجال أنظمة الحوسبة الذكية. ويأتي ذلك رغم استمرار القيود المفروضة على هواوي من قبل الولايات المتحدة فيما يخص تصدير الرقائق، وهي قيود لم تمنع الشركة من توسيع قدراتها والعمل على تطوير حلول محلية مبتكرة لتعويض النقص في الواردات وتقديم بدائل تقنية ذات كفاءة عالية.
وبذلك، تواصل هواوي إعادة تموضعها في السوق التقني العالمي، متنقلة من شركة اتصالات إلى منافس شرس في قطاع الذكاء الاصطناعي، مدفوعة بالتصميم المحلي والتطوير الذاتي، لتُثبت أنها ليست مجرد متأثرة بالعقوبات، بل أصبحت من أبرز الجهات التي تدفع حدود الابتكار في الصين إلى مستويات جديدة.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد