مرحلة جديدة تدشّنها إسرائيل… عنوانها العربدة

mainThumb

11-09-2025 07:53 PM

تدشّن "إسرائيل" بعدوانها الجبان والغادر على الدّولة الشقيقة قطر، مرحلةً جديدةً من الصراع العربي الإسرائيليّ، الذي اعتقد البعض أنه أصبحَ صراعاً "إسرائيلياً فلسطينياً" فحسب، ظناً أن "إسرائيل" قد تحولت حمامةَ سلام مع مرور الوقت.
الوقت اليوم، يثبت لكلّ جيل على هذه المعمورة، أن هذا الكيان الصهيوني المصطنع أصبح عبئاً ثقيلاً على المنطقة وشعوبها، وأن مَن يتربع على قيادته هم مجموعة من القتلة المتطرّفين الذين يهتدون لتنفيذ جرائم الإبادة الانسانية بمزاعم توراتية زائفة تعود إلى آلاف السنين، مهدّدين علناً بنبوءة إشعيا حيناً، وبضربة الأبكار لليمن مؤخراً، دون أن تتطور عقولهم وتتحضّر وتندمج في البشرية، مصرين أن يبقوا "إرهابين من عصور مظلمة".
وعليه؛ بات بإمكاننا اليوم أن نستخلص النتائج التالية بعد العدوان الصهيونيّ الأخير:
-      "إسرائيل" جسم غريب عن المنطقة لا يريد السّلام أو الاندماج، و"دولة" لا تحترم أيّ صديق أو عهد، وعلى الواهمين أن يستيقظوا من سباتهم ومعتقدهم.
-      مهما تقدمت العلاقة بين بعض الدول العربية وهذا الكيان المصطنع، فتلك الدول لن تكون بمنأى عن الاعتداءات الإسرائيلية في أيّ زمان ومكان.
-      يفتح العدوان مرحلةً جديدة، من الاعتداءات التي ستتوسّع وتتصاعد على العواصم العربية دون استثناء في المستقبل القريب، وعلى الدّول أن تعي وتتحضّر لأحلام التوسّع الإسرائيليّة.
-      يكشف العدوان على قطر حجم الغطرسة والإجرام الصهيوني الذي لا يغيِّره اتفاق أو تضبطه المعاهدات الدولية، فهي عربدة وإجرام منفلت بلا حدود.
-      العدوان الجبان على قطر، جرى بضوءٍ أخضرَ أميركي ودعم لوجستي بريطاني، وهو حلف غربي إسرائيلي يقاتل الأمّة العربية، وإنْ خاطبها بالدبلوماسية المعسولة.
-      العدوان أثبت أن الكيان الصهيوني لا يتحلّى بالأخلاق الدولية، واعتدى على دولة ترعى وساطة دولية لإنهاء حرب غزة، ومارست الغدر ضدّها.
 
وهناك الكثير من النتائج لهذا العدوان، ولكن ما المطلوب اليوم؟
إنّ أمام العرب فرصة كبيرة لاتخاذ موقف عربي موحّد وحازم، واتخاذ قرارات من شأنها أن تحجم هذا "الكيان"، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو غيرها، علماً أن التهاون مع هذه الجريمة سيعرض كلّ الدول العربية للقصف الصهيوني في أيّ وقت وتحت أي ذريعة وبدعم أميركي.
كما أنّ الرهان على خطط السلام مع هذا الكيان فشِل، والبحث عن خيارات بديلة لمواجهة إرهاب الدولة الذي يمارسه هذا الكيان فشل أيضاً، وعلى العرب الضغط على الولايات المتحدة وبريطانيا، لردع العربدة الإسرائيلية باستخدام النفوذ المالي لدول الخليج العربي، والتلويج بتجميد الاستثمارات العربية خاصّة الخليجية في الولايات المتحدة، فنحن اليوم في عصر أصبح فيه المال والاقتصاد مؤثرين، ويغيّران قرارات ومواقف، فإن لم تُستغل هذه الورقة في الوقت المناسب فسيتعرض الأمن العربي سيّما الخليجي للخطر.
كما أنّه لا يجب ترك قطر وحدها في مواجهة العدوان، والاكتفاء ببيانات الإدانة، فهذا سيعرض المنطقة العربية لخطر توسع العربدة الصهيونية، ومن الضروريّ حشد الدعم الدولي ضدّ هذه الانتهاكات، وضرورة التحرك الفوري لوقفها، وفق ما دعا إليه جلالة الملك خلال اتصاله مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد