شميس أيقونة النقاء
شمس الدين موسى، النقاء الذي لم تطمسه أدران الدنيا، من الشخصيات التي لم يتشظى أثرها داخل نفسي، رغم طول العهد، وتباعد السنين، بل هو من أكثر الشخصيات تنازعاً على ذاكرتي، فالحقيقة التي لا يخالطني فيها شك، أو تداخلني فيها ريبة، أن شخصية "شميس" التي تحمل في أحشائها أصداء الماضي، حفية بأن ينكب عليها المرء، دراسة وتأطيرا، رغم ما قد يعتري هذه الدراسة من مزالق، والمهم قبل كل شيء، هو أن يشعر القارئ، قوة هذه الشخصية، التي كانت تنظر إلينا قبل أن تصاب بالعمى، في كثير من الرثاء، وفي كثير من الازدراء أيضا، وجنوحنا في هذا المقام، إلى الانصراف عن حياكة سردية متسارعة، متلاحقة، تضج تفاصيلها بالأحداث، دافعه هو شخصية شميس، التي جالت معانيها وراجت، في منطقتنا التي ترفض إلى الآن أن تفنى، أو يسجلها التاريخ في سطر مضى.
وشمس الدين، قبل أن يدركه الفناء، لم ننكر عليها بطر حق، أو انتكاس فطرة، أو ارتكاس تصور، أوكفران نعمة، أو تبرم من ابتلاء، لقد استأثرت به رحمة ربانية، جعلته قبل أن يستحيل عدما، لا يتردى في أغشية الضلال، ولا يتهاوى في أعنة الغفلة، ولا ينجرف في شعاب الجهالة، فشميس الذي اتحدت شخصيته الهادئة، بابتسامته العفوية، لدرجة صعب معها التفريق بينهما، كان من أكثر الناس في" حينا" ضحكاً، وابتساما، وعبثا، وسخرية، والضحك في عالم شميس، لم يكن أجزاء متناثرة، لا يربطها رابط، بل كان في الحق، مداخل متعددة تتكامل، ويدعم بعضها بعضا، فالضحك عنده هو الوسيلة التي طور آلياتها، للتغلب على صعاب الدنيا، فهو حلمه إذا طاش، وهو رضاه إذا سخط، كان الضحك عند شميس كتاباً حافلاً ممعتاً، تظن وأنت تقرأه، أنك تهوى الدنيا، وتقبل عليها، وتؤثر منها القناعة والرضا، والسعادة، والحبور، وعبقرية الضحك التي طورها شميس، وسار بها في طريق التدرج الطبيعي، حتى بلغت عنده مرحلة النضج الكامل، هي الأداة التي استطاع أن يخضع فيها الكثير من العلل التي يعاني منها، ويتحكم في سيرها، هي الصيغة التي جعلته ينفق عمره القصير في سرور ولذه، ولا تساورنا خلجة من شك، أن ضحك شميس وتبسمه، كان يخفي خلفه مدناً من الحرقة واللوعة، نعرف نحن أسبابها وعلاتها، لقد كانت معاناة شميس" الذاهل الضرير" واضحة بينة، وكنا نراها وهو يستقيم حينا، ويتخبط أحياناً، لحلوكة المكان ووعورة المسير، ومكابدة شميس التي كنا نطيل النظر فيها، ونتابعها في غير ملل أو كلال، ونحن صبية صغار، استطاع شميس أن يحاربها، ويناهضها، ويتغلب عليها، في سهولة ويسر، فالشيء الذي استساغته نفس شميس العذبة الصافية، وأحبته، ونهضت به، هو التغاضي إلى مرحلة المغالاة التامة، برفض العجز الذي لم يتغلغل في أعماقه، أو يستبطن أغواره، لم يرسف شميس تحت أغلال الإعاقة الثقيلة، أو يرزح تحت أنيارها الضيقة، لقد تسامى شميس فوق كل هذا، وكانت وسيلته الناجعة الموصلة حقاً إلى خلاصه، هي ابتسامته الزاهية التي تتراقص دوماً على محياه، ابتسامته الوادعة التي لم تشع في ضعف، أو تتداعى في فتور، كانت تستأنف ارتسامتها بصور حادة ومتلونة، لتوضح لنا في جلاء، أن مهجته الراضية، التي لا تهزها قوارع الدنيا، ولا مروعاتها، ملأ عليها اليقين شعاب فكرها، حتى خُيْلَ لها أن حاسة البصر التي يتهافت الناس على صونها، ليس لها علاقة بها أو صلة.
لقد كان عجز شميس محتماً لا مفر منه، ولكن الأصل الذي رسخ فيه، والفرع الذي تشبث به، هو عشق الحياة، ومحبة عائلته ومحيطه، لقد كانت حياة شميس التي قاست ضروباً من العناء، لوحة جميلة تحمل بين ثنياها الكثير من الروعة، لوحة مشرقة ساطعة، ترمز خواصها التي تخاطب جميع الناس، بأن الذهول المرتبط بالمحمل العقلي، اختلاق بِيْنُ في بعض الحالات، وأن بشاشة الوجه الصوفي، المستخف بكدر الحياة، لن ينوح على نفسه، عندما تتصل الأرواح بأجسادها، سلام على تلك الأرواح التي نسجت من دقائق التقوى، وروعة الخشوع، ونضار التصوف. سلاما على روح شميس التي نزهها الله عن الغضب، والسخط، والمعصية، والانحلال.
تشويه دور الأردن والاعتداء على بعثاته .. لمصلحة من ؟
تحذير للأردنيين من الأرصاد الجوية .. تفاصيل
ادعُ للموضوعية ثمَّ افعل ما تشاء
تعالوا نرمم البشر قبل الحجر في سوريا الجديدة
حماس تدين جرائم القتل التي يرتكبها المستوطنون بالضفة
عمّان في مؤشر المدن العالمي: مكامن القوة والتحديات التنموية
أسرة شركة الأسواق الحرة تنعى الزميل إياد العدوان
معجبة تحتضن تامر حسني في الساحل الشمالي .. صور
أنشطة وفعاليات بمراكز شبابية وتطوعية بمختلف المناطق السبت
شيرين تُغلق ملف روتانا قضائيًا وتنتصر للنهاية
الموعد النهائي لتسويات المستحقات المالية على المواقع الإلكترونية
بدء المرحلة السادسة لتحفيظ القرآن في الرصيفة
مهم للأردنيين المتقاعدين مبكراً والراغبين بالعودة الى العمل
إنهاء خدمات 39 موظفاً للتقاعد المبكر .. أسماء
كم بلغ سعر كيلو الدجاج في الأردن .. تفاصيل
مئات المدعوين للامتحان التنافسي .. أسماء
السفارة الأردنية تحذر الأردنيين المقيمين في ولايات أميركية
حدائق الحسين تمنع الأراجيل وتبدأ تفتيش المركبات
التربية تحدد موعد إعلان نتائج التوجيهي 2025
البلقاء التطبيقية تخرج طلبة كلية إربد .. صور
نظام جديد يضبط تطبيقات النقل الذكية في الأردن قريبًا .. تفاصيل
التربية تعلن أسماء 348 مرشحًا لقروض إسكان المعلمين
مهم بشأن تصنيف طلبة التوجيهي لغايات التقديم للجامعات الرسمية
الأردن يدرس تزويد سوريا بأسطوانات الغاز المنزلي عبر النعيمة