روبوتات ميتا تُثير مخاوف أخلاقية بشأن الأطفال

mainThumb

15-08-2025 11:30 AM

السوسنة - أثارت وثيقة داخلية لشركة "ميتا" موجة من الجدل بشأن المعايير الأخلاقية التي تحكم سلوك روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بتفاعلها مع القاصرين، وذلك بعد أن كشفت مراجعة أجرتها وكالة "رويترز" عن سماح الوثيقة بمحادثات حسية ورومانسية مع الأطفال، إلى جانب إنتاج معلومات طبية زائفة ومحتوى عنصري.

وتفصّل الوثيقة، التي تحمل عنوان "الذكاء الاصطناعي التوليدي: معايير مخاطر المحتوى"، السياسات التي توجه عمل مساعد "Meta AI" وروبوتات الدردشة على منصات "فيسبوك" و"واتساب" و"إنستغرام"، وقد أُقرت من قبل فرق الشؤون القانونية والسياسات العامة والهندسة، بما في ذلك كبير مسؤولي الأخلاقيات في الشركة.

ورغم تأكيد "ميتا" صحة الوثيقة، إلا أنها سارعت إلى حذف أجزاء منها بعد تلقي استفسارات من "رويترز"، خاصة تلك التي تنص على السماح لروبوتات الدردشة بمغازلة الأطفال أو الإشادة بمظهرهم الجسدي، بما في ذلك وصف طفل عاري الصدر يبلغ من العمر ثماني سنوات بعبارات تدل على الجاذبية.

وقال آندي ستون، المتحدث باسم "ميتا"، إن الشركة بصدد مراجعة الوثيقة، مؤكدًا أن الأمثلة المذكورة "خاطئة وغير متوافقة مع سياساتنا"، وأنها حُذفت بالفعل. وأضاف أن سياسات "ميتا" تحظر بشكل واضح أي محتوى يضفي طابعًا جنسيًا على الأطفال، لكنه أقر بأن تطبيق هذه السياسات "غير متسق" حتى الآن.

ورفضت الشركة تقديم نسخة محدثة من الوثيقة، رغم أن فقرات أخرى لا تزال دون تنقيح، بحسب ما أفادت "رويترز".

وسبق أن نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقارير تشير إلى أن روبوتات الدردشة التابعة لـ"ميتا" قد تُغازل المراهقين أو تُمارس أدوارًا جنسية معهم، لكن الوثيقة الأخيرة تُظهر صورة أكثر شمولًا للسياسات المعتمدة داخل الشركة.

وتنص الوثيقة أيضًا على أن "Meta AI" يمكنه إنتاج محتوى زائف، بشرط أن يتضمن تنويهًا صريحًا بعدم صحة المادة.

فعلى سبيل المثال، يُسمح له بكتابة مقال يدّعي إصابة أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية بعدوى جنسية، طالما أُرفق بإشارة واضحة إلى أن المعلومات غير صحيحة.

وتحظر المعايير كذلك على روبوتات الدردشة تقديم نصائح قانونية أو صحية أو مالية حاسمة، أو تشجيع المستخدمين على خرق القانون.

وتأتي هذه التسريبات في وقت تتزايد فيه المخاوف العالمية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، خاصة في ما يتعلق بحماية القاصرين، وضرورة فرض رقابة صارمة على المحتوى الذي تنتجه هذه الأنظمة.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد