أول لسان اصطناعي بالعالم يتذوق ويتعلم

mainThumb
لسان اصطناعي

15-08-2025 07:31 PM

السوسنة - نجح فريق من العلماء في تطوير أول لسان اصطناعي قادر على استشعار وتمييز النكهات في السوائل، محاكيًا عمل براعم التذوق البشرية بدقة عالية، وفق دراسة نُشرت في مجلة PNAS.
ويفتح هذا الابتكار آفاقًا واسعة لتطوير أنظمة متقدمة لمراقبة سلامة الغذاء والكشف المبكر عن الأمراض عبر التحليل الكيميائي، كما يمكن دمجه في معدات المختبرات لتحليل العينات السائلة، ويعد خطوة مهمة نحو الحوسبة العصبية التي تحاكي التعلم في الدماغ البشري.
التعرف على النكهات
يعتمد اللسان الاصطناعي على أغشية فائقة الرقة من أكسيد الغرافين، تعمل كمرشحات جزيئية تتحكم في حركة الأيونات المكونة للنكهات، مما يتيح للجهاز التعرف عليها وتخزينها في الذاكرة بعد التعرض لها.
وأظهرت التجارب قدرة الجهاز على تمييز أربع نكهات أساسية: الحلو، الحامض، المالح، والمر، بدقة تراوحت بين 72.5% و87.5%، فيما وصلت الدقة إلى 96% عند اختبار مشروبات متعددة النكهات مثل القهوة والكوكاكولا.
دمج الاستشعار ومعالجة المعلومات
ويعد هذا الابتكار الأول من نوعه الذي يدمج الاستشعار ومعالجة المعلومات داخل الوسط السائل نفسه، بينما كانت الأنظمة السابقة تعتمد على حواسيب خارجية. ويعمل النظام عبر إذابة المركبات الكيميائية في السائل وتحللها إلى أيونات تمر عبر قنوات مجهرية داخل صفائح الكربون، لتنشئ أنماطًا أيونية مميزة لكل نكهة، يتعلم النظام التعرف عليها تدريجيًا كما يتعلم الدماغ البشري.
استخدامات مستقبلية
ويشير الباحثون إلى أن هذه التقنية يمكن أن تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض، تقييم تأثيرات الأدوية، مساعدة المرضى الذين فقدوا حاسة التذوق، وتحسين اختبارات سلامة الغذاء وضبط الجودة.
وقال يونغ يان، أستاذ الكيمياء بالمركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا النانو بالصين وأحد مؤلفي الدراسة: "يقدم هذا الاكتشاف نموذجًا جديدًا لأجهزة أيونية مستوحاة من الطبيعة، قادرة على العمل في السوائل واستشعار محيطها ومعالجة المعلومات في آن واحد، تمامًا كما يفعل الجهاز العصبي البشري".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد