وفاة مؤثر فرنسي خلال بث مباشر عنيف

mainThumb

23-08-2025 12:51 PM

السوسنة - فتحت النيابة العامة في مدينة نيس الفرنسية تحقيقًا جنائيًا في وفاة رجل يبلغ من العمر 46 عامًا، عُرف على منصات التواصل الاجتماعي باسم جان بورمانوف، أو "جي بي"، وذلك بعد بث مباشر صادم استمر لأيام، أظهر تعرضه للإساءة والعنف أمام آلاف المتابعين.

الرجل، واسمه الحقيقي رافائيل غرافين، كان من أبرز صانعي المحتوى المثير للجدل عبر الإنترنت، واشتهر بتحدياته المتطرفة التي جذبت أكثر من مليون متابع، خاصة على منصة البث المباشر "كيك".

ووفقًا لما أوردته وسائل إعلام محلية، فقد توفي غرافين يوم الاثنين الماضي داخل منزله في قرية كونت القريبة من مدينة نيس، بعد بث مباشر امتد لنحو عشرة أيام متواصلة، أي ما يقارب 300 ساعة، تخللته مشاهد عنف جسدي وحرمان قاسٍ من النوم، إضافة إلى تعرضه للضرب والاختناق ورشّ الماء عليه.

وقد تم تداول مقاطع فيديو على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تُظهر رجالًا يعتدون عليه بالضرب والخنق، بينما بدا في أحد المقاطع فاقدًا للحياة وهو مستلقٍ على فراشه، قبل أن ينقطع البث فجأة.

ولم تتمكن قناة "يورونيوز" من التحقق من صحة هذه المقاطع بشكل مستقل.

الحادثة أثارت ردود فعل رسمية، حيث وصفت وزيرة الشؤون الرقمية والذكاء الاصطناعي الفرنسية، كلارا شاباز، ما جرى بأنه "مروع"، مؤكدة أن بورمانوف تعرض للإهانة وسوء المعاملة على الهواء مباشرة لشهور طويلة عبر منصة "كيك"، وأن السلطات القضائية تحقق حاليًا في ملابسات الوفاة.

من جهتها، أصدرت منصة "كيك" بيانًا قالت فيه إنها تراجع بشكل عاجل تفاصيل الحادث، معربة عن حزنها العميق لفقدان جان بورمانوف، ومقدمة تعازيها لعائلته وأصدقائه ومجتمعه.

وأضافت أن إرشادات مجتمع المنصة صُممت لحماية المبدعين، وأنها ملتزمة بالحفاظ على هذه المعايير.

وقد أثار الحادث مقارنات بين ما جرى في الواقع وبين حلقات مسلسل الخيال العلمي البريطاني الشهير "المرآة السوداء" (Black Mirror)، الذي يستعرض الوجه المظلم للتكنولوجيا وتأثيراتها النفسية والاجتماعية.

وفي سياق متصل، كشف ياسين سعدوني، محامي أحد شركاء البث المعروف باسم "سينازاندوتي"، في مقابلة مع قناة "بي إف إم تي في" الفرنسية التابعة لشبكة "سي إن إن" الأميركية، أن بورمانوف كان يعاني من مشاكل صحية في القلب والأوعية الدموية، وكان مضطرًا لتناول أدوية بانتظام.

وأشار إلى أن موكله قرأ رسائل أرسلها بورمانوف إلى والدته، يشكو فيها من احتجازه من قِبل زملائه في البث، وكتب فيها: "أشعر وكأنني أسيرٌ لفكرتهم الدنيئة".

كما أظهر أحد المقاطع بورمانوف وهو يخاطب صديقه سينازاندوتي قائلاً: "أنت تعرف كيف أكون عندما أغضب"، في إشارة إلى الضغوط النفسية التي كان يعيشها.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد