كاميرا ترصد جريمة نهب والسودانيون غاضبون

mainThumb

25-08-2025 01:22 PM

السوسنة - أثار مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي موجة غضب عارمة بين السودانيين، بعدما وثّقت كاميرا مراقبة حادثة نهب علني لمعلمة في وضح النهار بمحلية كرري بمدينة أم درمان، حيث أظهر التسجيل ثلاثة شبان يستقلون دراجة نارية يهاجمون الضحية وينتزعون حقيبتها قبل أن يفرّوا بسرعة، في أسلوب يتطابق مع ما يُعرف محليًا بظاهرة "9 طويلة"، التي باتت ترمز إلى الانفلات الأمني المتفاقم في العاصمة وضواحيها خلال السنوات الأخيرة.

وقد عبّر المواطنون عن استيائهم الشديد من تكرار هذه الحوادث، محمّلين السلطات مسؤولية التدهور الأمني، ومطالبين بجمع السلاح من الأحياء وإبعاد القوات غير النظامية عن المدن، باستثناء الشرطة.

كما دعوا إلى الإسراع في ضبط الجناة وتقديمهم إلى محاكمات علنية، مع إعلان العقوبات على الملأ "حتى يكونوا عبرة لغيرهم"، في ظل ما وصفه البعض بغياب الردع وضعف حضور الدولة في الشارع، خاصة أن المهاجمين ظهروا في المقطع "بطمأنينة لافتة"، ما يعكس حالة من التراخي الأمني.

وتعود تسمية "9 طويلة" – بحسب روايات شعبية – إلى قصة شعر شبابية كانت منتشرة بين منفذي هذه الجرائم في بداياتها، قبل أن تتحول إلى رمز لأسلوب الهجوم المباغت باستخدام الدراجات النارية، حيث يدور الجناة حول الضحية دورة كاملة تمهيدًا لخطف الحقيبة أو الهاتف، ثم ينطلقون في خط مستقيم بسرعة، فيكون مسارهم شبيهًا بالرقم 9.

وقد ترسّخ هذا المصطلح في الوعي العام السوداني كمرادف للفوضى والنهب العلني.

ويرى مراقبون أن هذه الظاهرة تجد جذورها في حالة الفوضى الأمنية التي أعقبت اندلاع الحرب، خصوصًا بعد هروب آلاف السجناء من المؤسسات العقابية، بينهم محكومون في جرائم خطيرة، ويُعتقد أن عددًا منهم انخرط في أعمال النهب المسلح، ما أسهم في اتساع دائرة الانفلات الأمني ووفّر بيئة خصبة لازدهار عصابات "9 طويلة".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد