كنعان: الاحتلال يحوّل أيلول إلى مأساة تعليمية

mainThumb
الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله توفيق كنعان

07-09-2025 10:39 AM

السوسنة - قال الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله توفيق كنعان، إن شهر أيلول الذي يشهد عادةً بدء العام الدراسي واستقبال الطلبة في المدارس بمختلف دول العالم، يحمل في مدينة القدس واقعاً مغايراً بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في القدس.

وأضاف كنعان، أنه بدلا من انشغال الأسر الفلسطينية في القدس وغزة والضفة الغربية بشراء الملابس والقرطاسية والكتب، تفقد العائلات هناك آلاف الأطفال بين شهيد وجريح ومفقود ومشرد، إلى جانب تدمير البنية التحتية ومؤسسات التعليم والحياة، كما يتم تأجيل موعد الدراسة بفعل الضائقة المالية المفتعلة من قبل الاحتلال.

وأشار إلى أنه عند الحديث عن التعليم في القدس، تتعاظم المأساة في ظل استغلال الاحتلال لانشغال الإعلام العالمي بالعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، وحرب الإبادة الوحشية ضد أهلها، وسياسة التهديد بالضم في الضفة الغربية، حيث تمضي حكومة اليمين المتطرفة في سياسة ونهج "أسرلة" و"تهويد" المناهج، بفرض منهاج (البجروت الإسرائيلي) على المدارس، وإغلاق المؤسسات التعليمية ومنع ترميم وصيانة ما تهالك منها، إلى جانب التضييق المالي عليها لإجبارها على الالتحاق بمظلة التعليم التابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح كنعان، أن هذه السياسة تأتي في وقت يعجز فيه الأهالي عن دفع أقساط التعليم أو حتى توفير الاحتياجات المدرسية والمعيشية لأبنائهم، مشيرا إلى ما يجري في سلوان من نقل بعض المدارس من مبان إلى أخرى تفتقر لبيئة التعليم اللازمة، في نهج يعكس عدوانية الاحتلال الذي سبق وأن أغلق مدارس وكالة الغوث (الأونروا) في القدس، إضافة إلى ما تتعرض له المدارس المسيحية من تهديد بالإغلاق بسبب تبعات مالية وقانونية، كما هو الحال مع مدرسة مار متري في البلدة القديمة.

وبين أن اللجنة الملكية لشؤون القدس توضح للرأي العام أن أيلول التعليم والثقافة والهوية المعرفية المقدسية، أصبح بفعل الاحتلال أيلول المدارس التلمودية والاقتحامات والاستيطان الممنهج والتهديد بالتهجير القسري، وهي سياسة تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومنظومة حقوق الإنسان التي تكفل حق التعليم وحريته للإنسانية جمعاء في الظروف الطبيعية، متسائلا كيف يكون الأمر في ظل احتلال غاشم جاثم على فلسطين والقدس منذ عقود طويلة.

وأكد أن عزيمة الأجيال المقدسية وحقهم في أرضهم ومقدساتهم وتعليمهم وهويتهم الأصلية لن تمحوها كل محاولات الأسرلة والتهويد، مشددا على أن واجب حماية الأجيال في القدس وغزة وسائر فلسطين المحتلة يقع على عاتق الأمة جمعاء، وعلى الشرعية الدولية ومنظماتها المعنية بحقوق وكرامة الإنسان.

ولفت إلى أن الأردن وتجسيدا للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، سيواصل تقديم الدعم لأهل القدس وغزة، بما في ذلك دعم مدارس الأوقاف في القدس التي تشرف عليها وزارة الأوقاف الأردنية ويبلغ عددها حوالي 50 مدرسة وقفية، إلى جانب المبادرات الملكية والمساهمات الأردنية المختلفة لدعم التعليم وترسيخ حق الأجيال في المعرفة والتنوير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد