عقيدة دونالد ترامب… السلام عن طريق القوة
يعتقد الرئيس ترامب بأنه المفاوض الأكثر قدرة وحنكة في صنع الاتفاقيات والتوصل لصفقات في شتى المجالات.
ونذكر أنه مؤلف كتاب «فن الصفقات» التي يهوى ممارستها وتطبيقها على أرض الواقع.
يكرر الرئيس ترامب أنه تم استغلال الولايات المتحدة من الحلفاء والخصوم في عهد أسلافه الرؤساء السابقين. وهو ما يرفضه ويهدف لإنهاء ذلك النهج المدمر الضار لمصالح الولايات المتحدة. وسيطبق شعاره الذي روجه منذ حملته الانتخابية الأولى للرئاسة عام 2015-والفوز برئاسته الأولى عام 2016 ويكرره في رئاسته الثانية والأخيرة الراهنة. وهو « «لنعيد العظمة لأمريكا». يستهوي ذلك الشعار ملايين الأمريكيين الذين تحولوا لقاعدته الانتخابية الكبيرة-أو ما يعرف بجماعة «MAGA»-»لنعيد العظمة لأمريكا»!! مكونة من أغلبية بيضاء ـ من الطبقة العاملة ـ ومعظم أتباع ترامب من المحافظين البيض لم يحصلوا على شهادات جامعية وهم مناهضون للأقليات والمهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين ونظام الهجرة المتسامح الذين استغلوا عدم ضبط الحدود ودخل الملايين منهم بطرق غير شرعية. وكذلك تهريب المخدرات عبر الحدود البرية وحتى البحرية، بتفكيرهم ورؤيتهم المحدودة للعالم القريب في جوارهم والبعيد الذين لا يعرفون عنه الكثير. ونجح ترامب بإقناع قاعدته الانتخابية بصواب عقيدته ومقارباته. برغم أنها تستنزفهم ماليا ـ بسبب حرب ترامب التجارية وزيادة الرسوم على دول العالم الجارة: كندا والمكسيك والحلفاء الاتحاد الأوروبي وبريطانيا أو الخصوم وعلى رأسهم الصين. وحتى دول فقيرة أو نامية.
في استعراض لمواقف وتصريحات الرئيس ترامب التي يكررها على الدوام وخاصة مع بدء رئاسته الثانية والأخيرة، التي برزت في خطاب قسمه الدستوري في 20 يناير 2025، يوم تنصيبه رئيسا لرئاسة ثانية أنه «رئيس سلام»-وسيبدأ العصر الذهبي والازدهار برئاسته الثانية. وستصبح أمريكا مصدر حسد الأمم. ولن نسمح باستغلال أمريكا من اليوم وصاعداً. مقدما نفسه بمبالغات غير واقعية أنه: «صانع سلام وموحد للشعب الأمريكي»!! بينما الواقع هو عكس ذلك تماما برغم تفاخره بأنه أوقف ثماني حروب-آخرها بين إسرائيل وحماس في غزة.(متجاهلاً دعمها وتسليحها وشنه حربا على إيران لتدمير برنامجها النووي) واستخدم الفيتو مرتين لحمايتها، وتحدي العالم بإجهاض الاعتراف بالدولة الفلسطينية-رغم اعتراف 157 دولة بالدولة الفلسطينية!! ويعمل على وقف الحرب التاسعة بين روسيا وأوكرانيا ـ ومع ذلك يتألم لأنه لم يفز بجائزة نوبل للسلام كما فاز بها سلفه الرئيس باراك أوباما عام 2009 لإنجازات أقل بكثير من إنجازاته في الأشهر الأولى من رئاسته الثانية.
ولم يُفوّت الرئيس ترامب الفرصة بتوجيه سهام الانتقادات للإدارات والرؤساء السابقين. وخاصة إدارة سلفه الرئيس بايدن، وبوجود الرئيس بايدن وزوجته بين الحاضرين. مُوبخا سلفه بأنه رئيس لم يُحسن إدارة الأزمات الداخلية وتعثر في حل الأزمات الخارجية، وأورثه دولة فاشلة. ودأب ترامب على تكرار أن الرئيس السابق جو بايدن هو الرئيس الأكثر فشلا في إدارة شؤون الولايات المتحدة الأمريكية. ومعلنا نهاية تراجع الولايات المتحدة. وبدء عصر أمريكا العظمية والأقوى والأكثر استثنائية من أي وقت مضى.
لا يخفى على المتابع التناقضات بين خطابه وكيف يقدم ترامب نفسه، «صانع سلام» الذي هو أقرب إلى الشعارات، بينما يمارس التهديد والوعيد والتلويح باستخدام القوة وحتى ممارستها تحت ما يطلق عليه الرئيس ترامب «السلام عن طرق القوة».
يؤمن الرئيس ترامب أنه الوريث الحقيقي للرئيس الأسبق رونالد ريغان ـ لذلك عقيدته هي امتداد لعقيدة الرئيس ريغان-أن «الضعف يولد الحرب ـ والسلام يأتي عن طريق القوة» والضربات الاستباقية الوقائية. ويرى ترامب أن صناعة السلام، لا تتأتى بالدبلوماسية، بل بالتفاوض عن طريق القوة، وتوظيف الردع لإخضاع الخصوم والأعداء وحتى الحلفاء الذين يستغلون الولايات المتحدة. من هنا نفهم تصعيده برفع التعريفات الجمركية على الحلفاء والخصوم. كما فرض عقوبات على أكبر شركتي نفط روسيتين لإخضاع روسيا للتفاوض لوقف حربها على أوكرانيا.
وانتقد إسبانيا عضو حلف الناتو لإجبارها على زيادة الإنفاق العسكري 5في المئة. ورفع الرسوم الجمركية على الصين والاتحاد الأوروبي والمكسيك وكندا كسلاح ردع اقتصادي لينصاعوا لمطالبه، والتوصل لاتفاقيات تجارية تخدم مصالح الولايات المتحدة. غير مكترث أن نهجه يكرس الفرقة والتشكيك وتراجع الثقة بالحليف الأمريكي عسكرياً وتجارياً. ضمن استراتيجيته ومبدئه بإخضاع المنافسين سواء حلفاء وخصوم لمطالبه وشروطه. وضعت مجلة الإيكونومست البريطانية النافذة في عددها الأخير صورة التنافس بين الولايات المتحدة والصين «لعبة كرة السلة» في إشارة إلى التنافس التجاري ورفع الرسوم والتعريفات الجمركية على واردات البضائع الصينية-وعلقت «لماذا تنتصر الصين في الحرب التجارية مع أمريكا… وأن التنافس بينهما يهدد الاقتصاد العالمي. وبعد أشهر من التوتر التجاري بين البلدين-تحقق الصين مكاسب أكثر-خاصة في مجال المصادر الطبيعية النادرة!!
وسيجتمع الرئيس ترامب مع الزعيم الصيني تشنع بنغ للتوصل لاتفاق تجاري قبل سريان رفع الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 100في المئة في 1 نوفمبر القادم على هامش جولته الآسيوية»التي ستشمل ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط في كوريا الجنوبية. وتأكيدا لسلوك ترامب غير التقليدي، لمح لإمكانية لقائه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون!!
مقاربات وعقيدة ترامب تثير تساؤلات ونقاشات كثيرة. لكنها تقنعه أن ممارسة التصعيد والإكراه والقوة تجعله رئيسا مختلفا ومميزا وغير تقليدي!!
أستاذ في قسم العلوم السياسية ـ جامعة الكويت
تمديد التسجيل للامتحان التكميلي التوجيهي حتى الخميس
أمانة عمان تبدأ بتعبيد شارع الأردن بطول 14 كيلومترا
بدء اجتماعات اللجنة الأردنية التركية الاقتصادية المشتركة
أستراليا تقاضي مايكروسوفت بسبب كوبيلوت
اختتام فعاليات مهرجان النعيمة للثقافة والفنون في بيت عرار الثقافي
مصر تنقذ سائحة إسبانية من أعماق الهرم
دوائر حكومية تتابع تنفيذ المخطط الشمولي التنموي لقضاء الأزرق
قذائف وآر بي جي في عرس ليبي تثير الغضب
أمانة عمّان تطلق حملة للحد من إلقاء النفايات من المركبات
الأردن وقطر يشددان على تثبيت الهدنة وإدخال المساعدات لغزة
الجمهور يطالب بالمزيد .. ليلة إضافية لأنغام في الكويت
الدكتور جعفر حسان وفصلاً جديداً بنظريته البناء في رحم الأزمات
أسعار الذهب في السوق المحلي الاثنين
اتحاد المزارعين يعلن الحد الأعلى لسعر تنكة الزيت
تذبذب أسعار زيت الزيتون رغم التحديد .. تفاصيل
مدعوون للامتحان التنافسي والمقابلات الشخصية .. أسماء
هذا ما سيحدث بقطاع السيارات بعد 1-11-2025
بعد وفاته المفاجئة .. من هو نصير العمري
مدعوون للامتحان التنافسي والمقابلات الشخصية .. أسماء
لرحلة مثالية: دليل ذهبي قبل السفر وأثناءه وبعده
مخالفات سير جديدة سيتم رصدها إلكترونياً
دمج العمل والسفر: نصائح للإنتاجية والاكتشاف
7 أسباب مقنِعة لاستخدام المركبات الكهربائية
الأردن .. مملكة الصمود وضمير الإغاثة
ارتفاع إجمالي الدين العام للأردن
ما هي الألوان التي تناسب بشرتي
