خيبة قطر وتونس ومصر في كأس العرب

خيبة قطر وتونس ومصر في كأس العرب

11-12-2025 02:40 AM

بعيدا عن التنظيم المتميز والحضور الجماهيري الغفير والأجواء العربية الرائعة التي تعيشها قطر هذه الأيام بمناسبة احتضانها النسخة الثانية على التوالي من بطولة كأس العرب فيفا 2025، جاءت نتائج مباريات الدور الأول مخالفة لعديد التوقعات بعد خروج منتخب البلد المنظم قطر ووصيف النسخة الماضية تونس، وعملاق الكرة العربية والافريقية مصر، مقابل التأهل المفاجئ لمنتخبي فلسطين وسوريا إلى الدور ربع النهائي، ما يفسح المجال أمام سيناريوهات تسمح للجزائر والمغرب بمنتخبي الرديف والسعودية والأردن بمنتخبيها الأول فرص أكبر للظفر بلقب بطولة لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، حتى وان تضاءل عامل المفاجأة التي يصعب تكرارها في دور خروج المغلوب.
خروج قطر بمنتخبه الأول كان أكبر مفاجأة، وشكل خيبة كبيرة في الأوساط الجماهيرية والاعلامية القطرية، خاصة بعد الخسارة بالثلاثة في المواجهة الثالثة ضد تونس، حيث ظهر الفريق منهارا معنويا ومفلسا فنيا وتكتيكيا، وهو حامل لقب كأس أسيا للمرة الثانية على التوالي والمتأهل الى مونديال 2026 للمرة الأولى في التاريخ مرورا بالتصفيات، ومع ذلك جدد الاتحاد القطري ثقته في المدرب الاسباني لوبيتيغي الذي استغنى عن بعض الكوادر قبل البطولة، على غرار بوعلام خوخي وبيدرو، وراح يفكر في التحضير للمونديال عوض المنافسة على لقب عربي، فكانت النتيجة الخسارة أمام فلسطين في مباراة الافتتاح والتعادل أمام سوريا ثم الخسارة أمام تونس بالثلاثة.
المنتخب التونسي بدوره وصيف النسخة الماضية خيب جماهيره أمام سوريا عندما خسر واحد صفر، ثم ضد فلسطين لما تعادل بهدفين لمثلهما، ولم تشفع له الاستفاقة أمام قطر عندما أدى مباراة كبيرة فاز فيها بثلاثية، لكن مصيره كان بيد فلسطين وسوريا المتأهلين عن المجموعة بجدارة وبدون خسارة في المباريات الثلاث، ما يؤكد أحقيتهما في التأهل و​مواجهة السعودية والمغرب في ربع النهائي، ومحاولة رفع تحد آخر وتحقيق المفاجأة الكبرى التي تبقى واردة في الكرة رغم صعوبة تكرارها في الظروف التي تمر بها الكرة الفلسطينية والسورية، علما أن الروح والاصرار والعزيمة، هي عوامل قد لا تكفي لتكرار الانجاز لأن الأمر يحتاج الى مهارة ولياقة وخبرة، ومقومات لا تتوفر كلها في المنتخبين الفلسطيني والسوري.
خروج منتخب مصر كان مفاجأة أخرى رغم تواجده في المجموعة الأصعب نسبيا بوجود الأردن والإمارات والكويت، حيث اكتفى الفريق بتعادلين أمام الكويت والامارات، وخسارة بنتيجة ثقيلة أمام الأردن في الجولة الثالثة بمردود جدا تعيس وعجز كبير على تدارك الوضع، خلف انتقادات كبيرة للطاقم الفني واللاعبين، وتبادل اتهامات بين المدرب حلمي طولان ​ومدرب المنتخب الأول حسام حسن والاتحاد المصري لكرة القدم بسبب خيار اللعب بالرديف، أو ما وصفه البعض بالمنتخب الثالث الذي عرض الكرة المصرية للإهانة في نظر الكثير من المحللين، ليس فقط بسبب النتائج، ولكن نتيجة المردود السيئ وغياب الروح القوية التي عودنا بها اللاعب المصري في البطولات المجمعة.
إخفاق قطر وتونس ومصر، لا يلغي استحقاق سوريا وفلسطين، ولا ينسينا تألق حامل اللقب المنتخب الجزائري، وتألق وصيف بطل آسيا المنتخب الأردني المتأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم والذي نصب نفسه مرشحا للفوز بلقب البطولة، بدون أن ننسى استمرار الكرة المغربية في تألقها من خلال كل منتخباتها بما في ذلك الشبابية بفضل الصحوة التي تشهدها منذ بلوغها نصف نهائي كأس العالم في قطر 2022، وكذا تألق المنتخبين العراقي والسعودي في حضور جماهيرهما الغفيرة التي زادت مباريات البطولة متعة واثارة، وتجعل من مباريات ربع النهائي ونصف النهائي قوية وصعبة، تكون فيها الغلبة للأفضل فوق الميدان وليس بالضرورة للأقوى على الورق، حيث ستكون المواجهة بين الأردن والعراق في ربع النهائي بمثابة نهائي قبل الأوان لبطولة دخلت مرحلة الحسم.
فما رأيكم في نهائي غير متوقع يجمع بين الأردن والإمارات مثلا؟ أم تتوقعون نهائيا سعوديا مغربيا؟ أم جزائريا عراقيا؟ كل الأطباق ستكون دسمة وممكنة في أجواء وظروف تسمح للجميع بالتتويج.

إعلامي جزائري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد