الجدل يشتعل حول جامعي البلاستيك في الجزائر

mainThumb

14-09-2025 11:33 AM

السوسنة - تحوّلت مهنة جمع المواد القابلة للتدوير، وعلى رأسها البلاستيك، إلى مصدر رزق لآلاف العائلات الجزائرية، حيث يتنقل شباب على شاحنات صغيرة بين مكبات النفايات والأحياء السكنية، بحثًا عن مواد يعاد بيعها للمصانع التي تسترجعها في عمليات التصنيع، خصوصًا في قطاع التعليب.

لكن هذا النشاط غير المنظم أثار جدلًا واسعًا مؤخرًا، بعد احتجاجات من السكان على نبش النفايات، وتدخل مصالح محلية لمنعه.

إسلام حدادي، شاب يبلغ من العمر 24 عامًا، يعمل ليلًا في جمع البلاستيك من الأحياء، ويقول إن هذه المهنة أصبحت مصدر إعالة له ولأسرته، موضحًا أن معاش والده التقاعدي لا يكفي، وأنه يأمل في تحويل ما يجمعه من رأس مال إلى مشروع أكبر في المستقبل.

غير أن هذا النشاط، الذي شكّل مصدر دخل لسنوات، اصطدم مؤخرًا بقرارات جديدة من مصالح ولائية، تشترط الحصول على تصريح مسبق لمزاولة جمع النفايات القابلة للتدوير.

فقد منعت ولايات مثل المدية وباتنة هذا النشاط في بلدياتها، إلا بعد الحصول على رخصة من مديرية البيئة والطاقات المتجددة، بهدف تنظيم عملية تسيير النفايات وضمان تأطيرها قانونيًا بما يحافظ على الصحة العامة والبيئة.

كما هددت السلطات المخالفين بعقوبات ردعية، تتراوح بين الغرامات وحجز الوسائل المستعملة لمدة تصل إلى 30 يومًا، ما أثار مخاوف لدى جامعي البلاستيك من أن تتحول هذه الإجراءات إلى عائق أمام استمرارهم في العمل، خاصة إذا رافقتها تدابير بيروقراطية معقدة.

طارق العابد، المختص في رقمنة قطاع البيئة، اعتبر أن هذه القرارات تطرح إشكالية التوازن بين التنظيم والتعطيل، مشيرًا إلى أنها قد تحد من الفوضى وتسمح بمتابعة دقيقة لعملية الاسترجاع، لكنها قد تعرقل الجهود إذا لم تُرفق ببدائل عملية. وأكد أن القطاع الرسمي لا يغطي سوى نسبة محدودة من حاجيات التدوير.

ودعا العابد إلى بناء رؤية وطنية متكاملة تجعل من إعادة التدوير قطاعًا اقتصاديًا واعدًا، عبر إدماج الشباب بمنح رخص مبسطة وتكوينات مهنية، وتشجيع الاستثمار في صناعة التدوير، وربط الجامعين بالمصانع عبر مسارات رسمية، إلى جانب إطلاق برامج تحسيسية للمواطنين، لتحويل المبادرات العشوائية إلى رافعة للتنمية المستدامة، بدل أن تبقى حلولًا مؤقتة تثير الجدل أكثر مما تعالج المشكلة.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد