خالد السالم… قيادة تعيد تعريف الريادة

mainThumb

16-11-2025 10:51 PM

تؤسس لنهضة أكاديمية متجددة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

في عالمٍ تتسارع فيه الاكتشافات العلمية وتتخذ فيه التكنولوجيا مكانًا مركزيًا في تشكيل مستقبل الأمم، تواجه مؤسسات التعليم العالي تحدياتٍ غير مسبوقة. ومع هذه التحديات تتعاظم الحاجة إلى قيادة جامعية تمتلك الرؤية والمرونة والقدرة على اتخاذ القرار، قيادة لا تكتفي بإدارة الواقع، بل تسعى لصناعة المستقبل. وفي هذا الإطار، تبرز جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية كصرحٍ أكاديمي راسخ استطاع أن يحجز مكانه بين أبرز الجامعات في المنطقة، وأن يحقق حضورًا عالميًا متناميًا. ويقف خلف هذا الإنجاز قائد أكاديمي متمكن هو الأستاذ الدكتور خالد السالم، الذي أعاد صياغة مفهوم القيادة الجامعية وأرسى أسس نهضة حقيقية انعكست على الجامعة وطلبتها ومجتمعها.

منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجامعة، حمل الدكتور السالم رؤية واضحة ومتكاملة تقوم على تعزيز مكانة الجامعة كمركز متميز للتعليم والبحث العلمي والابتكار. لم تكن الرؤية كلمات تُقال، بل تحولت إلى برامج عملية وخطط مدروسة بعناية، امتدت لتشمل تطوير البرامج الأكاديمية وربط مخرجات التعليم بحاجات سوق العمل، وتوسيع دائرة التخصصات المستقبلية التي تلائم عالمًا يتغير بسرعة غير مسبوقة. وقد عمل على أن تكون الجامعة شريكًا فاعلًا في التنمية الوطنية، لا مجرد مؤسسة تعليمية تمنح شهادات، بل مركزًا يحرّك عجلة التقدم العلمي في الأردن والمنطقة.

وفي جانب الإدارة، أثبت الدكتور السالم أنه قائد يؤمن بأن النجاح يبدأ من الإنسان. فقد اعتمد أسلوبًا إداريًا يقوم على الانفتاح والحوار والشراكة الحقيقية. كان قريبًا من الجميع؛ من أعضاء هيئة التدريس إلى الإداريين إلى الطلبة، يستمع إليهم، يناقشهم، ويفتح أبواب مكتبه لكل رأي أو ملاحظة. وقد وُصفت قراراته بأنها قرارات رصينة تستند إلى معايير أكاديمية وأخلاقية، مما أسهم في خلق بيئة جامعية يسودها الانتماء والاحترام المتبادل. هذا النهج عزز ثقة المجتمع الجامعي بالإدارة ورسّخ ثقافة العمل بروح الفريق الواحد، وهي الثقافة التي تُعدّ أساس أي مؤسسة ناجحة.

وكان للبحث العلمي مساحة واسعة في رؤية الدكتور السالم، إذ أدرك أن الجامعات العريقة تُقاس بنتاجها العلمي وقدرتها على الابتكار. لذلك وضع البحث العلمي في قلب العملية الأكاديمية، وقدم دعمًا كبيرًا للباحثين، وخلق بيئة محفزة للنشر في أهم المجلات العالمية. ولم يقتصر الأمر على تشجيع الأفراد، بل شمل تأسيس مراكز بحثية متقدمة في مجالات الطب والهندسة والعلوم التطبيقية، وتعزيز التعاون مع مؤسسات عالمية. وبفضل هذا الدعم، أصبحت الجامعة جزءًا فاعلًا في مشاريع بحثية دولية كبرى، ورسخت حضورها كمنصة عالمية للإبداع والابتكار.

وعلى مستوى العلاقات الدولية، كان للدكتور السالم دور بارز في بناء شبكة واسعة من الشراكات مع جامعات مرموقة حول العالم. هذه الشراكات فتحت آفاقًا جديدة أمام الطلبة والأكاديميين، وأتاحت الفرصة للتبادل العلمي والمشاركة في مشاريع بحثية مشتركة، ما أسهم في تعزيز مكانة الجامعة عالميًا ورفع تصنيفها بين الجامعات الرائدة.

ورغم الظروف الاقتصادية التي يشهدها قطاع التعليم العالي، أثبت الدكتور السالم قدرة استثنائية على إدارة التحديات بكفاءة وهدوء. فقد تمكن من الحفاظ على استقرار الجامعة الأكاديمي والإداري، واستمر في تطوير بنيتها التحتية وخدماتها، مما أبقى الجامعة في موقع ريادي رغم ما يحيط بها من صعوبات.

إن ما تحقق في عهد الدكتور خالد السالم لم يكن مجرد سلسلة إنجازات إدارية أو خطوات تطويرية عابرة، بل كان فصلًا جديدًا في تاريخ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، فصلًا كُتب بإصرار قائد آمن بأن المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع. لقد أثبت أن الجامعة ليست مباني ولا أرقامًا في تصنيفات، بل روحٌ تُبعث فيها الحياة حين تتوفر القيادة التي ترى أبعد مما يراه الآخرون.

لقد صنع الدكتور السالم حالة من الإلهام، وترك أثرًا سيبقى حاضرًا في ذاكرة الجامعة ووجدان طلبتها وموظفيها. وحين يُذكر تطوير التعليم العالي في الأردن، سيقف اسمه شاهدًا على مرحلة اتسعت فيها آفاق الجامعة، وتعزز فيها حضورها، واشتد فيها عودها العلمي والبحثي.

وهكذا… لا يغادر القادة العظام مواقعهم كما دخلوها، بل يغادرونها وقد جعلوا منها أكبر، وأقوى، وأكثر استعدادًا للمستقبل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد