بالمعلم نصننع الفارق ونبني جيل الإنجازات

mainThumb

05-10-2025 10:07 AM

تعود الأيام علينا عَودٌ أحمدُ، وتطلّ بنا الأعوام على ربوع إنجازات الوطن، وهي تتحقق واحدة تلو الأخرى، ومن تلك الأيام المزهرات التي تعود علينا ونفرح بها: "يوم المعلّم".
فوجب علينا اليوم أن نقف فيه وقفة التبجيلِ لمن علّمنا كيف نقرأ القرآن، ونقرأ الحرف ونتعلم الحياة، وكيف نهتدي للفكر السليم، ونسلك سُبلَ الإنجاز لنشارك الإنسانية في بناء الاستقرار، كما علّمونا كيف نصنع من ظلام الليل شعلة، وأن نُحسن التواصل بيننا كأفراد ودول وأمم، فكلّ ذلك جاء يوم تحقق فينا الفهم للحياة، وهل يبدأ الفهم إلا مع الحرف والكلمة مما نتلقاه من المعلم؟.
وللمعلم مكانة لا ينكرها أحد، فهو أحد ركائز الوعي، وهو العنصر الأساس في كشف الحقائق العلمية والفكرية، وهو الشمعة التي أضاءت للجميع دروب النجاح، وليس ذلك فحسب، بل إننا بنور اشمعة تفادينا الظلمات والوقوع في المغبات.
وإننا إذا أردنا الحديث عن المعلم في يومه العالميّ، فإننا وبعد شكر الله تعالى، نشكرهم جميعا جميعا، على امتداد العالم، مدرسين ومدرسات، ومن جميع التخصصات والمستويات، فهم الذين يبذلون الوسع على امتداد أعمارهم، ولا يبخلون في تقديم النصح للإنسانية، فحق علينا أن نشكرهم جميعا، فمنزلة المعلم وما يقوم به من دور في فهم الحياة، ومحاولة الارتقاء باإنسانية، ونبذ الخلاف بين البشر، هو مما يلتصق بمهنة التعليم على امتداد العالم، وكما مرّ آنفا.
وفي أردننا الغالي، على تراب الوطن فبالمعلم نبني جيلا شامخا، وبه يمكننا أن نتجاوز الصعوبات والتحديات، وأن نصنع الفارق في ميدان المنافسة بمخرجات التعليم بأنواعه، وما يبقى علينا بعد تقديم الشكر الجزيل لكلّ معلمينا ومعلماتنا، أن ننبه إلى ضرورة زيادة الاهتمام بالعلم، في عمليتيه: التعلم والتعليم.
وأمّا الاهتمام بالمعلم فما هو إلا من باب التذكير، وإلا فالأردنّ يهتمّ بالمعلم بدرجة قياسية، فما بين اهتمام القادة من الملك عبدالله المؤسس –رحمه الله- الذي كان ملكا عالما معلما، إلى الملك طلال بن عبدالله -رحمه الله- الذي أبدى اهتماما بالغا بالتعليم، إلى الملك الحسين بن طلال الملك الباني –رحمه الله-، الذي تأسست أول جامعة في عهده، والذي أولى اهتماما لتعليم كلّ الأردنيين، ولن ننسى محو الأمية، ولا تلك الخبرات النخبوية التي استطاعت المشاركة في بناء التعليم في العديد من دول الإقليم.
وأما في زمن الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، فإنّ الاهتمام بالمعلم وتطويره، ومواكبة التعليم العالمي، والاهتمام بكافة جزئيات العملية التعليمية فهو أوضح من الشمس في رابعة النهار.
ويبقى الحديث عن المعلم، والذكريات عن المعلمين الذين أسسوا فينا الوعي.. حديث ذو شجون، وفي معرِض الحديث عن المعلم/ المعلمة، في اليوم العالمي للمعلم.
وهنا.. لا بدّ أن نؤكد على أننا بالمعلم نستطيع أن نتغلب على التحديات المعاصرة التي تواجه العالم، كما في هدر الأموال بالإسراف، وهدر الأوقات بما لا ينبغي مع التقنيات، وانتشار الشائعات التي تهدم تواصل المجتمع، وغير ذلك من التحديات التي تثقل كاهل الإنسانية، من طغيان الإنسان على الإنسان، وإشغال العالم بقضايا تعطل من التنمية المستدامة.
وبالتصور الماضي وغيره من الأمثلة، يأتي دور المعلم، ليزيد من أواصر المجتمع والألفة فيما بينهم، ونبذ العنف والاهتمام بالعمل، والانقياد للقانون، والابتعاد عن العنف، ذلك أنّ المعلم يتعامل مع الجيل في فترة التلقي، وهو القدوة الأسمى للطالب/ الطالبة، وهو الذي لكلامه تنقاد القلوب.
وإذا عرفنا أنّ سيدَ الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، كان المعلم الأول لهذا العالم، وأنه جاء ليخرج الناس من ظلمات الظلم إلى نور المحبة والعدل، وكذلك هم الأنبياء من قبله، علمنا أننا بالمعلم نصنع جيل الإخاء والمحبة والثقة والوعي والرشاد.. جيلا يبني الإنجازات، يعرف البناء للإنسانية، ويتقن فنّ العطاء والنماء.
فهنيئا لك أيها المعلم/ المعلمة في: اليوم العالمي للمعلم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد