الصين تراهن على البحر لتقليل البصمة الكربونية

mainThumb
من أعمال تجهيز البنية التحتية لبناء مراكز بيانات تحت الماء في الصين

06-10-2025 01:38 PM

السوسنة - في خطوة غير مسبوقة، تختبر الصين مراكز بيانات تحت سطح البحر قبالة مدينة شنغهاي، في محاولة لتقليل البصمة الكربونية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، الذي يتطلب طاقة ضخمة وتبريدًا مستمرًا.

ويقوم عمال شركة هايلاندر للمعدات البحرية ببناء كبسولة صفراء ضخمة على رصيف قرب المدينة، ضمن مشروع يُعد من أوائل الخدمات التجارية من نوعها عالميًا، ويهدف إلى تقديم بنية تحتية تكنولوجية بديلة وسط تساؤلات بيئية وتجارية.

وتعتمد مراكز البيانات على الخوادم لتخزين المعلومات وتشغيل التطبيقات، ومع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي، ارتفع الطلب على هذه المرافق.

وتُسهم تيارات المحيط في الحفاظ على درجة حرارة الخوادم منخفضة، ما يُغني عن أنظمة التبريد التقليدية التي تستهلك طاقة كبيرة. وقال يانغ يي، نائب رئيس شركة هايلاندر، إن المرافق تحت الماء يمكن أن توفر نحو 90% من استهلاك الطاقة المخصصة للتبريد.

ويخدم المشروع عملاء مثل شركة تشاينا تيليكوم وشركة حوسبة الذكاء الاصطناعي المملوكة للدولة، ضمن جهود حكومية أوسع لخفض الانبعاثات.

ويُستمد معظم طاقة المركز من مزارع الرياح البحرية، وتقول الشركة إن أكثر من 95% من الطاقة المستخدمة ستكون من مصادر متجددة.

ويواجه المشروع تحديات كبيرة، أبرزها الحفاظ على جفاف الكبسولة وحمايتها من التآكل بفعل المياه المالحة، حيث استخدمت الشركة طبقة واقية تحتوي على رقائق زجاجية لتغليف الهيكل الفولاذي. كما تم تصميم مصعد يربط الكبسولة بجزء يبقى فوق الماء لتسهيل عمليات الصيانة.

ورغم نجاح تجربة مماثلة أجرتها "مايكروسوفت" قبالة سواحل اسكتلندا عام 2018، فإن الخبراء يرون أن تعميم هذه التقنية يتطلب التغلب على تحديات بيئية وهندسية، منها تعقيد توصيل الإنترنت بين الخوادم البحرية والبر الرئيسي، واحتمالية تعرضها لهجمات عبر الموجات الصوتية المنقولة في الماء.

وأثار المشروع تساؤلات حول تأثير الحرارة المنبعثة من الخوادم على النظم البيئية البحرية، إذ أشار عالم البيئة أندرو وانت من جامعة هال إلى أن هذه الحرارة قد تجذب أنواعًا معينة من الكائنات وتُبعد أخرى، مؤكدًا أن الأبحاث في هذا المجال لا تزال محدودة.

وبيّنت شركة هايلاندر أن تقييمًا مستقلًا أُجري عام 2020 لمشروعها التجريبي في تشوهاي أظهر أن درجة حرارة المياه المحيطة ظلت ضمن الحدود المقبولة.

ويرى الخبراء أن هذه المراكز البحرية لن تحل محل المرافق التقليدية، لكنها قد تُقدّم خدمات متخصصة لبعض القطاعات، مع ضرورة دراسة التلوث الحراري بعناية قبل التوسع في استخدامها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد